الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَ الهجرةُ ... إذاً ؟

سعدي يوسف

2007 / 12 / 3
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


عندما نشرتُ مادّتي عن " المثقف العراقيّ التابع " ، كنتُ أتوقّعُ أن أجدَ لها أصداءَ ، حتى لو كانت تلك الأصداءُ مخالِفــةً ، وهذا أمرٌ طبَعِــيٌّ . أمّا أن تقابَلَ المادةُ بالصمت التام ، بالرغم من عديد قرّائها الكبير ، فأمرٌ كنتُ
ظننتُهُ مستبعَداً .
الآنَ أُسائِلُ نفسي عن الوهمِ الذي وقعتُ فيه .
المثقف التابعُ لم يَعُدْ قادراً على النظرِ إلى الداخل ( داخلِه ) ، إذ لم يبقَ لديه من داخلٍ يشكِّلُ مصدراً للقلق والسؤال.
المتبوعُ ، مالاً ومآلاً ، أكملَ دائرةَ التحكُّمِ ، وألغى الكيان المفترَضَ استقلالُه لدى فردٍ كان ينبغي ، بالضرورة ، أن يكون حسّاساً .
أجدُ ، بالتأكيد ، ألفَ عذرٍ ، للمثقفين في العراق المحتلّ ، حيث الموتُ العنيفُ ينتظرُ من يبدي رأياً يخالف السلطةَ
المتحكمةَ نيابةً عن ضباط الاحتلال .
لكني ، ما زلتُ أنتظرُ ممن يعيشون في الـمَهاجِرِ ، قولَ شــيءٍ .
هؤلاء ، على العموم ، يحملون جنسيةَ البلد المضيف ، التي تمنحهم ، فجأةً ، وبجرّةِ قلمٍ ، حقوقاً مدنيةً ، ناضلَ أهلُ تلك البلدان المضيفةِ ربما قرناً وأكثرَ في سبيلِها .
لِمَ لا يستعملُ المثقفُ العراقيُّ تلكَ الحقوقَ ، مفضِّلاً أن يظلَّ تابعاً ؟
هؤلاء المثقفون يشكّلون جمعياتٍ وتجمّعاتٍ تؤيدُ حكومة الاحتلال .
ويقيمون مع سفارات تلك الحكومة أنشطةً ثقافيةً وسياسيةً ، بل ينظمون تظاهراتٍ لصالح الحكومة المذكورة ، ويتلقّون
مبالغَ لقاءَ جهودهم هذه ، ويزوِّرون مجالسَ جاليةٍ بإشراف سفارات حكومة الاحتلال .
أحياناً يتّخذ تأييدُهم طابعاً حادّاً ، بالاعتداء على مجتمِعينَ يخالفونهم في الرأي .
حتى كأن هؤلاء المثقفين التابعين ، كاسرو اجتماعاتٍ أُصَلاءُ ، بينما هم مهاجرون يحملون جنسياتٍ أخرى ، وجوازات سفر أخرى .
المثقف التابع صار متماهياً مع صورته التالية ، لا مع نفسه .
لقد اكتملت عمليةُ الـمَسْخِ .
صار الفردُ الـحُرُّ مِسْخاً .
وهذا ، بالضبط ، مبتغَى الاحتلالِ وعملائه المسلَّطين على البلاد والعباد .
هنا ، ألا يحقُّ للمرءِ التساؤلُ :
لِـمَ الهجرةُ ، إذاً ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-