الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع - الحوار المتمدن - .. مع اليسار والديمقراطية والعلمانية

بدر الدين شنن

2007 / 12 / 3
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


الزمن الذي ظهر فيه " الحوار المتمدن " كان في غاية التعقيد والاستثناء والصعوبة . كان الزمن الذي بدأت فيه الإمبريالية الأميركية عملية فرض هيمنتها الكاملة على العالم ، متذرعة بهجوم ربيبتها " القاعدة " الإرهابي على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول 2001 ، ومستغلة غياب قطب دولي آخر بوزنها قادر على مواجهتها . بادئة بإيقاد حجيم الحرب في أفغانستان في تموز من العام نفسه . ثم نقلت جحيمها إلى العراق في آذار 2003 . ومن ثم نقلته إسرائيل بالوكالة عنها إلى لبنان في تموز عام 2006 . وأرفقت تلك العملية المجرمة بحق الإنسانية بنشر الفكر " المعولم " المفخخ ، للتمويه على أهدافها الاستعمارية ، وتسويغها ، وغلق آفاق التغيير أمام الشعوب المقهورة ، والاستسلام للرأ سمالية العالمية " المعولة " كنظام أبدي ، قابض على التاريخ ومحدد لمساراته ، ذلك الزمن الذي كان يتطلب مستويات عالية من الوعي المعرفي والنظري والسياسي للتصدي له ، لفتح نوافذ جديدة للحرية والأمل وصقل الإرادات وتحفيزها للنهوض من جديد .

ومن تعاطي " الحوار المتمدن " الشفاف والشجاع مع مفاعيل هذا الزمن وتداعياته ، تبلور وتكرس دوره المتميز أكثر من موقع إلكتروني معني بالشأن السياسي في الفضاء العربي .. وأكثر من منبر لأصوات كمّمها الاستبداد .. وحاصرها النفي والاغتراب . وأكثر من جريدة في عالم الصحافة المتعددة الأشكال والأنواع .. لقد صار تياراً سياسياً وفكرياً وإعلامياً تعددياً ، يحمل ، وإن شاب بعض ماينشر فيه أحياناً شئ من الطروحات النارية الثأرية أو النقد الديني المغالي في التطرف ، يحمل امتياز التمدن في الحوار .. ويحمل شرف اليسار .. ويحمل عبء وأسبقية إضاءة الجديد والجريء في ما يحتاجه النشطاء والقراء في عالمنا المقهور ، إن كان من مصادر معرفية موثوقة ، أو مرجعيات رأي ذات أفق وتجربة ، أو محفزات نهوض تتسم بالدفع الثوري الشريف والآفاق السالكة الدروب .

ولهذ ليس دون دلالة لافتة ، أن يتمكن " الحوار المتمدن " من ا ستقطاب عشرات الأقلام المقاتلة .. اليسارية والديمقراطية والعلمانية والتنويرية على اختلاف أطيافها ، التي تجاوزت ، في مساحته وتحت أضوائه ، الخطوط الحمراء المحصنة تاريخياً وانتهازياً بتابو المحرمات في الموروث الاجتماعي والديني والثقافي ، وتابو الممنوعات في ما هو معمول به وسائد في عالم الأحزاب الانتهازية المفوتة والسياسة والسلطة .

وتأسيساً على ذلك ، يحق لنا الاعتقاد أنه ، عندما تنجز عملية هيكلة وبناء " الحوار المتمدن " حسب الخطوط العامة لمشروع النظم الداخلي ، وتحويله إلى مؤسسة وعمل جماعي أوسع ، سوف يرتقي إلى مستوى أفضل من الأداء والنجاح ..
ويحق لنا القول ، أن " الحوار المتمدن " لم يتقاسم الاستثناء مع الزمن الذي جاء فيه ، بل قد صنع ا ستثناءه الخاص المعاكس له ، وتحرك من خلال مداراته ضد مفاعيله الإمبريالية المتعارضة مع الإنسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بانتمائه لليسار .. مبرهناً عملياً في أعوامه الستة الماضية .. أن اليسار مازال قائماً وبجدارة .. ومازال دوره مطلوباً ومستحقاً .. ومازال قادراً أن يقدم خطابه .. وأن يتقدم الصفوف المناضلة ..

حتى باتت الكتابة في صفحاته تعطي الكلمة شفافية قل توفرها في مواقع وجرائد أخرى .. وتعطي الكتابة الدائمة فيه لوناً وهوية . وأضحى بالنسبة للأنظمة الاستبدادية والمتخلفة وكل صنوف الخونة لشعوبهم مصدر قلق وكابوس مزعج ، ما دعاها ، جبناً وغباء ، إلى أن تمعن بلؤم في انتهاك حقوق الإنسان في بلدانها وتقوم بحجبه عن شعوبها .. لكن " الحوار المتمدن " يستمر كل مساء بفتح نافذته البهية على العالم ..
وكل مساء عندما يطل العدد الجديد من " الحوار المتمدن " تلتهم عيون المناضلين في مختلف البلدان الكلمات والدلالات فيما تضمنته السطور .. وما بين السطور في الصفحات التي كتبت بدماء القلوب .. لتكون شموعاً تمزق أوسع مساحة من ظلامات القهر والظلم والتخلف المهيمنة على فضاءات أوطاننا الحبيبة .

تحية للعاملين في هيئة التحرير والإدارة .. الذين يقدمون المثال الرفاقي الديمقراطي المشترك مع حبات العرق في العمل المضني الشجاع .

تحية للكتاب الذين بمشاركتهم المتواصلة يحملون مسؤولية ا ستمرار وتطور الموقع .. ويمثلون أنموذجاً متمدناً ديمقراطياً لحوار الآراء المتعددة .

تحية للقراء الذين يصافحون بعيونهم صفحات الحوار ويتفاعلون معها حبأ وفهماً ونقدا ..

وإلى أعوام جديدة من النضال ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو