الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت يا حمار لما يجيك الصيف!

نوري المرادي

2003 / 11 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


    (( فمن سيعصم جلودكم من السلخ والدبغ آنها ))

بعد مخاض عسير اقتضى منه أن يسافر إلى أمريكا ويعود، اجتمع بول بريمر هذا اليوم مع مجلس إمعاته طويلا. ولم ينقذ أرواح الصحفيين ومراسلي الفضائيات من أن تزهق من الانتظار والترقب، سوى خروج رئيس الدورة الشهرية الحالية للمجلس طلباني بصحبة كلبي وثلاثة غيره، يعلنون نبأ عظيما مفاده أن قد قرر بول بريمر منح مزيد من الصلاحيات للمجلس ليتحول بول ذاته من محتل للعراق إلى مشرف عليه،، لكن هذا سيتم في الصيف القادم!

والابتسامات التي علت وجه رئيس الدورة الشهرية الحالية للمجلس وهو يزف هذا النبأ العظيم، ما لبثت أن تلاشت بمجرد أن سأل مندوب cnn عما إذا كان قرار بريمر هذا يفهم كإعلان مبكر لمغادرة العراق.

ويبدو أن مراسل cnn طال كبد الحقيقة أو آلم جرحا بدأ يتقيح عند مجلس الإمعات، لذا تلاشت ابتساماتهم حالا فقطعوا المؤتمر وغادروا المسرح الذي عقدوا عليه مؤتمرهم، وانسحبوا وبإشارة لا تخلو من مغزى.

وفي الصيف القادم سيكون اتجاه المزاج الانتخابي في أمريكا قد اتضح، ولن تعود قضية العراق تؤثر عليه سلبا أو إيجابا. فبعد هذا الموعد سينشغل الإعلام الأمريكي بالرتوش الإضافية على المزاج العام ثم ينتخب الرئيس، الذي في عامه الأول لن يكون بوارد البت في القضايا الخارجية ثم تطرح الخطط والخطط البديلة والميزانية ثم تؤخذ عدة مقابلات لزوجة الرئيس الجديد وابنته أو ابنه،، حتى تستنفذ جميع إمكانات إشغال الرأي العام لتعود قضية العراق لتطرح من جديد.

ومن هنا، فتأخير البت بالصلاحيات حتى الصيف القادم يعني تأخيرها حتى نهاية 2006 على أقل تقدير. بحكم أن القضية العراقية ستخرج، أو هكذا يفترض صاحب القرار، من دائرة الاهتمام العام حتى ذلك الحين.

ولا فرق بين أن يكتب بريمر بنفسه قرارات مجلسهم كوضعه الحالي، وبين أن يكون هو المشرف على إصدارها وكتابتها كوضعه الذي يراد له بعد سبعة أشهر. أي إن صلاحيات كالتي وعدهم بها لا تحتاج لسبعة أشهر حتى يعطيها، اللهم إلا إذا كان هو الآخر مقتنع بأنهم حقا إمعات بحاجة إلى هذا الوقت الطويل ليفهموا معنى تلك الصلاحيات وماهيتها.

وبريمر يعلم يقينا من هم أعضاء هذا المجلس وكيف يأتمرون بأمره. ومن هنا فلو صدق ووعدهم، فلا أحد منهم سيجرؤ عليه لو أخلف.

وهو حتما وعد من باب تمسكن حتى تتمكن، وقد ثقل عليه ما يأكله يوميا من صواريخ وقذائف صارت تطال حتى غرف نومه، إضافة إلى 35 عملية قتالية كمعدل، ومعها ذلك السلاح المرعب الرهيب – الإستشهاد الذي لم يكن هو وأسياده وإمعاته يتوقعوه.

وعلى هؤلاء الإمعات أن يبقوا أحياء حتى ذلك الصيف.

والأعمار حقيقة بيد الله ولا تعلم نفس بأي أرض تموت ولا متى،،، إلا أعمار الخونة والطغاة والمحتلين فمعلومة ومحددة، وبأمر منه تعالى حين قال: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل،، )) وكذلك: حين أمر قائلا: (( أقتلوهم حيث ثقفتموهم )) وحين بشر المجاهدين بالنصر، الذي لا يتم إلا على جثث الخونة والغزاة المحتلين.

ومصير الخونة والغزاة المعتدين بيد من يستهدفهم، وموعده يوم النصر، وهو قريب! وهو مصير، إذا لم يفصح عنه تحذير المقاومة الوطنية الصريح بأن كل من يتعاون مع المحتل هو هدف مشروع ومنظور لا محالة، وقد صدقت المقاومة بوعيدها؛ فلابد وتؤشر عليه تلك الاعتداءات المقصودة التي بدأ جنود الاحتلال يكيلوها لهم، ابتداءً من قتل عميلهم على مدينة (الصدر، صدام، الثورة) إلى ضرب سيارة بحرالعلوم الأب بالرصاص وهو في حمى المنطقة الخضراء تحت كنف بول سيده.

من هنا، فكيف ما قلبها رئيس الدورة الشهرية الحالية لمجلس الإمعات ومن معه، فإن تلك الصلاحيات على صوريتها وتفاهتها، تبدو بعيدة المنال، بينما المصير ماثل!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة