الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات جون بولتون تضع البوليساريو امام خيارين .. احلاهما الطلاق مع وقف اطلاق النار ..!!

السالك مفتاح

2007 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


احدثت اعترافات السفير الامريكي السابق في الامم المتحدة، حقيقة جديدة بالنسبة لموقف الدول والقوى النافذة في مجلس الامن من القضية الصحراوية، واعادت اطروحة الاستقطاب القديمة الى الواجهة، ونبشت حقيقة تغافل المصالح الدولية وتواطئيها في اطالة امد الجمود، عبر غض الطرف وممارسة اللوبي الصهيوني لتاثيره لحماية العميل في منطقة المغرب العربي..!؟
الحقائق التي جاءت في ايفادة السيد جون بولتون في كتابه (الاستسلام ليس الخيار الوحيد) بالغة الاهمية مع كفاية الادلة التاريخية حيال عدم تمكن الامم المتحدة من تنظيم استفتاء تقرير المصير..!! تلك الحقائق تتقاطع مع مواقف اخرى اوضحتها من قبل امانة الدفاع الفرنسية سنة 1999..!؟ وتصب جميعها في ان استقلال الصحراء الغربية يشكل زعزعة للعرش في المغرب بالنسبة للادارة الامريكية ومصالح الامن القومية في واشنطن وباريس.!! وكان حل القضية عبر مسلك الاستشارة الدولية بات مرادفا لعودة الاصولية للمغرب وسيطرة شبح الارهاب بالمنطقة..!! تلك اطروحة تروج لها بعض اللوبيات في الولايات المتحدة وفي الدوائر التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية في فرنسا بخاصة..
فتقرير امانة الدفاع الفرنسية وكذلك البيروقراطية في مجلس الامن القومي الامريكي بزعامة ابراهمز، تلتقي في نقطة واحدة الحفاظ على العرش في المغرب، ولو كلف ذلك الرمي بالامم المتحدة وقراراتها الى الجحيم ..!؟ وقال جون بولتون "لقد ظل العائق الأكبر لمقاربتي، كما هي العادة، متمثلا في بيروقرطية كتابة الدولة للخارجية، وقد اضيف اليها بشكل غير متوقع السيد إيليوت أبرامز (Elliot Abrams) عضو المجلس الامني القومي (الامريكي). لقد تبنوا التحليل المغربي الذي يقول بأن استقلال الصحراء الغربية –التي اعتبر الجميع تقريبا بأن الصحراويين سيختارونه في حالة اجراء استفتاء حر وعادل ونزيه- سيتسبب في زعزعة استقرار المغرب ويسمح بسيطرة التيار الاسلامي المتطرف بالبلد على السلطة.
ويفسر السفير الامريكي الذي عمل مع بيكر:" لقد كان ذلك هو السبب الذي جعل الإدارة (الأمريكية) ترفض مخطط بيكر الأخير سنة 2003، وهذا ما دفع جيمس بيكر للاستقالة من منصبه كمبعوث شخصي للامين العام بعد ثماني سنوات من الجهود لمحاولة حل النزاع." وقال الدبلوماسي " أتساءل أين ذهب دعم إدارة بوش ل"لديمقراطية" بالشرق الاوسط عموما، حيث أنه بدا واضحا بأن استقرار الامر بالنسبة للملك محمد السادس قد غلب على الاستفتاء. وبكلمات ملموسة، فإن ذلك كان يعني أن الادارة كانت دائما منفتحة على خطط "الحكم الذاتي" للصحراء الغربية، التي كان المغرب يعد بها في مناسبات محددة ودورية، دون ان يخرج ذلك عن نطاق الوعود لأنه لم يقدم شيئا، على الأقل إلا بعد الكثير من التماطل.
" واعترف جون بولتون قائلا " لقد قمت بالعديد من المساعي التي لم يكتب لها النجاح، والعديد من المجهودات لايجاد دعم للاستفتاء من جهات حكومية أمريكية أخرى. ونتيجة لعدم نجاحي في ذلك، اتفقت أنا والسيد أبرامز أن ننظم لقاءا بكتابة الدولة للخارجية في 19 يونيو 2006، لنرى إن كنت وإياه قادران على التوصل الى استراتيجية مشتركة. وفي حالة اتفاقنا، كنا نعرف بأن البيروقراطية، وبسبب من عدم توفرها على بدائل، ستقبل بالنتيجة التي سنتوصل اليها. وخلال الاجتماع، الذي حضره أكثر من 30 شخصا، شرحت وجهة نظري بأن المينورصو قد فشلت في القيام بمهمتها الأساسية باجراء استفتاء وأنها أصبحت الآن عائقا حقيقيا للمغرب والجزائر في وجه تعامل الواحد منهما مع الآخر، وتحدثت عن حقيقة استمرار أوضاع عشرات آلاف اللاجئين الصحراويين، وبأنه بدون وجود شخص بحجم جيمس بيكر، فإن الأمم المتحدة لا دور سياسي لها لتلعبه، وبأن المغرب لن يوافق ابدا على استفتاء يطرح الاستقلال كخيار حقيقي فيه."
ونقل الدبلوماسي الامريكي اعترافه بخصوص واحد من ابرز الشخصيات النافذة في اللوبي الصهيوني، القول : "أبرامز ركز بالأساس على استقرار المغرب، لكنه قال بأنه إذا أتى المغرب بخطة "حقيقية" للحكم الذاتي، فإنه سيساند مطلب انهاء بعثة المينورصو. لكنني كنت دائما ارى الوضع بالعكس، أي أن لا المغرب ولا الجزائر سيأخذون الأمر بجدية ما لم يلمسوا قرب انهاء بعثة المينورصو، كما أنني لم أقتنع قط بأن المغرب قادر على تحمل حكم ذاتي "حقيقي". " " (...) وكما هو كان متوقعا، فقد أطلق المغرب في شهر مارس 2007 خطة "حكم ذاتي" جديدة، تستبعد الاستفتاء، وكما هو متوقع رفضها الصحراويون مرة أخرى. وبامكان هذا الامر أن يستمر للأبد. أما مجلس الأمن، فقد عاد الى سباته مرة اخرى." يوضح الدبلوماسي الامريكي في اخر خرجة له والتي تتزامن والتهئية لعقد المؤتمر الـ 12 لجبهة البوليساريو والتطورات الحاصلة على مستوى انتفاضة الاستقلال وزيارة محمد السادس لمناطق جنوب المغرب او ما يعرف بحدود 1958. وقبله كانت شهادة بيكر الذي قال بانه طيلة سبع سنوات لم يستطع نقل المسالة الى مصاف البند السابع نتيجة وقوف دولة عضو بمجلس الامن .. في اشارة قوية لفرنسا وفي ظل غض الطرف من لدن الادارة الامريكية..!! ذلكم انه رغم وضوح قرارات الامم المتحدة (الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بلاهاي سنة 1975، كان الغزو المغربي الموريتاني، بعد اتفاقية مدريد الثلاثية التي مهدت لها واشنطن عبر الضغط على اسبانيا من خلال كاتب الدولة الامريكي للشؤون الخارجية، هينري كيسنجر (اثناء زيارة سرية لمدريد سنة 1974) والرسالة التي بعثها المسؤول الامريكي من بيروت لاحقا، والتي خلاصتها "ان واشنطن لاتريد انغولا جديدة في شمال افريقيا ". ثم كان هناك الرأي الاستشاري الصادر عن الهئية القانونية للامم المتحدة بتاريخ 29 يناير 2002) رغم ما اكتنفه من غموض بخصوص مسالة التفريق بين الاستكشاف بغرض معرفة المؤهلات الاقتصادية من جهة والتنقيب بغرض الاستغلال من جهة اخرى، الا انه يقول بالحرف الواحد ان المغرب لايمتلك صفة القوة المديرة في المنطقة التي لاتزال على ذمة تصفية الاستعمار، واكثر من ذلك ان اتقاقيات التقسيم لسنة 1975 لايمكنها نقل السيادة لاي من الموقعين عليها .." !!
ولهذا فان القضية الصحراوية، رغم زخمها التاريخي وابعادها السياسية واهميتها الاستراتيجية، بقيت من صميم قضايا القانون الدولي، خاصة مبدأ ممارسة حق تقرير المصير، كما اقرته الامم المتحدة في القرار رقم 1514 لسنة 1960 وزكته محكمة لاهاي سنة 1975 وتقرير لجنة تقصي الحقائق الاممية التي زارت الاقليم بهدف التحضير لتنظيم استفاء تقرير المصير الذي اقرت الامم المتحدة تنظيمه منذ سنة 1966..الا ان ضعف الارادة في تطبيق القانون امام منطق حق القوة، كان له التاثير السلبي على مسار حل المسالة، وهو ما جعلها تظل رهينة المماطلات، حبيسة لعبة المصالح في كواليس الامم المتحدة ودهاليز مجلس الامن … لم تسلم من تجاذبات الصراع الدولي ابان الحرب الباردة وبعد تقسيم النفوذ منذ بداية الاستعمار الحديث في افريقا الشمالية بعد مؤتمر برلين الخاص بترسيم النفوذ الغربي في العالم ..!؟ لتظل هكذا مرمية في سلة النسيان، في غياب التاثير السياسي لدى صناع القرار في الامم المتحدة، وفي ظل عجز القضية ان تجد الصدى الاعلامي وتخلق التفاعل الدبلوماسي، وسط عدمية تاثير الفاعل المحرك، او بالاحرى عدم توفر مقومات شروط واليات الحل السياسي وعدم وجود راعي قوي وفاعل..!! هناك اسباب سياسية واجندة استراتيجية قد تفوق ارادة الشعوب هي التي تقف خلف النزاع وتعرقل الحل، براي المراقبين والعارفين بكنه المسالة ..!!
الحقيقة بان حقائق التاريخ تقول بان بلاد الساقية الحمراء ووادي الذهب كما في الجزائر او المغرب او تونس او موريتانيا، كانت كيانات قائمة قبل الاستعمار بدليل تواجد هئيات ومجالس قبل الاستعمار (مجلس ايت اربعين) ثم ان المرابطين جاؤا من الصحراء، والصحراء الغربية كانت اخر منطقة في افريقيا تخضع للسيطرة الاستعمارية ولنا في شهادات الفرنسيين كما هي مدونة في وقائع حربية مثل معركة لكليب 1913 وميجك 1922.اسبانيا لم تسيطر على المنطقة الا عقب حملة فرنسية اسبانية مغربية (اكفيون واراكان 1957-1958) ".. وتلك حقائق مدونة في ثائق تاريخية تنطق بها قوانين ونظم ووسائل مادية بعينها في تلك الحقبة وهي التي توحد تلك المناطق بعضها ببعض ".!! وبراي عبد المجيد شيخى استاذ التاريخ ورئيس الارشيف الجزائري ويشاركه في نفس الراي عدد كبير من اساتذة التاريخ بان القضية الصحراوية "لو بقيت القضية الصحراوية في اطارها التاريخي لحلت من زمان، لكنها وظفت توظيفا سياسيا ضمن مصالح وحسابات بعينها" ..!!
وكان قرار مجلس الامن 1754(ابريل 2007) قد عاد بالقضية الى مربعها الاول في دعوة الطرفين المغرب والبوليساريو وبقية الاطراف الدولة المراقبة، للمفاوضات من اجل تقرير مصير الشعب الصحراوي دون شروط مسبقة، في ظل تباعد اجندة الطرفين بين اكثر من خيار(البوليساريو) وسقف محدد (الحكم الذاتي).. الامر الذي فتح الطريق للعودة بالملف الى نقطة البداية.. بل انه وضع مفهوم تقرير المصير بين التاويل وهلامية التحديد، وكذلك اشكالية السيادة..!!
ظهور مصالح اقتصادية جديدة إلى أين سيقود نزاع الصحراء الغربية؟
بجانب البترول الذي ظهرت اخيرا، مؤشرات وجوده بفعل الاكتشافات في موريتانيا واقحام المغرب لعدد من الشركات الدولية في محاولة للاكتشاف والتنقيب ضمن سيناريو محاولة الالتفاف على المشروعية الدولية، هناك مؤهلات اقتصادية واعدة مثل الفوسفات اذ تظهر اخر الدراسات ان المنطقة تتربع على احتياطات مؤكدة تفوق الـ 10 مليارات طن (حوالي 10% من احتياطات العالم للفوسفات)، من بينها مناجم غنية مثل مناجم بوكراع الشهيرة (أكبر وأهم مناجم في العالم للفوسفات)، الواقعة في الجنوب الشرقي على بعد 100 كلم من العاصمة العيون، والقريبة من الساحل الأطلسي، بالاضافة الى بنك الاسماك ، وخزان الاحجار الكريمة والمعادن النادرة(التيتانيوم، الفناديوم) بجانب الرمال الذهبية والموقع الاستراتيجي على المحيط الاطلسى، والارض البكر والصالحة للزراعة حيث توجد احتياطات كبيرة من المياه الجوفية...!! تظهر التجارب المعاصرة أن الحدود الفاصلة بين المصالح الاقتصادية والسياسة أدق من أن تتمايز واعقد من أن توصف بكلمات، فالصراع الدائر في منطقة الخليج العربي منذ حرب الخليج الثانية وحتى عراق ما بعد صدام حسين وكذلك التعقيدات التي تنتصف بها متاهات اللعبة السياسية في السودان والدور الأمريكي المتعاظم في حبك خيوطها يظهر بجلاء أن الاكتشاف المتوقع للبترول والغاز في الصحراء الغربية سينقل القضية إلي خانة اعقد ووضع أصعب بالنسبة لجميع الأطراف على حد سواء لان المنطقة ستدخل في خانة المصالح المباشرة للشركات البترولية الدولية العابرة للحدود التي تتحكم في القرار السياسي للقوى الكبرى من خلال تأثيرها في خلق اللوبيات الداعمة وتمويل الانتخابات.
والكل يعرف ان صعود نجم امريكا الجمهوريين كان بفعل قوة تجارة السلاح والشركات البترولية التي يسيطر عليها الجمهوريون في ادارة بوش..!! إنها اللحظة التي تتواري فيها كل المبادئ والشرائع خلف غبار كثيف تثيره مؤسسات راس المال الجشع الذي يصبح مستعداً ليس للدوس على حقوق ومصالح الآخرين، بل تصفيتهم إذا دعت الحاجة، وما مثال العراق منا ببعيد ولا فلسطين والكويت عنا بغريب، حسب العارفين بكنه المواقف ...!! لكن من جهة أخرى، ربما يكون البترول والغاز والموقع الاستراتيجي بجانب المؤهلات السياحية، عامل قوي يدفع الدول الكبرى في اتجاه حل سريع لنزاع الصحراء الغربية، ضمن الاستراتيجية ألامريكية وألاوروبية التي تريد أن ترى الصحراء الغربية عامل بناء في الهيكل المغاربي الذي لازالت حالة الضعف المزمن فيه تحرم هذه الدول الكبرى من جني فوائد مرتقبة من التعامل مع هذه الكتلة المهمة بوزنها السياسي والبشري والاقتصادي قبل كل شئ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية