الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا اليوم .. بين ليبيا الأمس وليبيا الغد

محمد مليطان

2007 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



تعني (السلفية) في مدلولها العام استدعاء التراث في مظهر من مظاهره متمثلا في فكر أو سلوك أو شخوص ...إلخ، وعلى هذا فإنه بالإمكان وصف الليبيين بأنهم (سلفيون) في أعيادهم الدينية والاجتماعية حيث يهرعون إلى الزي التقليدي السلفي تعبيرا عن مظاهر البهجة والفرح.

(السلفية) الليبية تتمثل أيضا في الخطاب الإعلامي الرسمي الليبي، حيث تغص الإذاعة الليبية بالبرامج السلفية لحياة البدو الليبيين، ويمثلها برنامج (النجع) أحسن تمثيل، حتى تم اختزال التراث السلفي الليبي المتنوع في حياة البدو الرعويين فقط..

ولا يقتصر المد السلفي الإعلامي على برامج الرقص والغناء والشعر بل يتمثل أيضا في برامج الثقافة الدينية وما يمكن أن يطلق عليه (القضاء الديني) الذي يمثله طائفة من الشيوخ ذات المرجعيات الشكلية السلفية (الجرد والطاقية ...الخ) والمرجعيات الثقافية والفكرية السلفية حيث يحضر بقوة مقولات (شباب اليوم) و(الناس اليوم) (ومثقفو اليوم) ضمن طائفة المنحرفين عن السلوك والأفكار والتوجهات الثقافية والفكرية السلفية، في حين يتم الإعلاء من شأن ما هو سلفي مشكلا بذلك قيمة أخلاقية وعلمية مثالية يحتكم إليها في تقييم الواقع..

الفكر (السلفي) يمتد أيضا ليطغى على الساحة الاقتصادية حيث تشكل تجارة (زمان) نموذجا مثاليا في الوجدان الاقتصادي المحلي، وكثيرا ما تسمع حزمة شتائم تنهال من أحد التجار – بسبب نشاط اقتصادي فاشل – على تجار اليوم وتجارة اليوم، ووصل الأمر ببعض السلفيين المتعصبين إلى وصف بضائع قديمة بأنها أجود ألف مرة من البضائع الحديثة، وهكذا...

الساحة السياسية الليبية هي الأخرى آمنت ولمدة تزيد على ربع قرن بالأفكار والمبادئ السلفية للتيار القومي العربي الذي يتغذى على أفكار موغلة في السلفية تعود في جذورها إلى عصر ما قبل الإسلام، وكم قطف المؤمنون من ثمراتها الجنية، في حين حرم الكافرون بها من ذلك، وربما أصابهم الأذى بسبب كفرهم وضلالهم، الأمر الذي سمح بظهور فريق المنافقين وانتشارهم في جسد الدولة المؤمنة آنذاك بالسلفية الفكرية منهجا للحياة.

وبسيطرة المنافقين وتحالفهم مع المؤمنين وعثوهم في ليبيا فسادا وإفسادا كان من الطبيعي أن يظهر جيل من الكافرين بالمرجعيات السلفية منادين بردم الماضي والترويج – فقط – للغد، باعتباره المستقبل الذي يجب أن يتم التركيز عليه، وباعتباره الأيديولوجية المراهن عليها في الزج بالمؤمنين السلفيين إلى خارج اللعبة، وهو ما سيسمح بنشاط جديد للمنافقين لتغيير مسارهم من السلفية القومية الاشتراكية إلى التقدمية الرأسمالية، في حين تم التغاضي من قبل الاتجاهين على مرحلة الحاضر المعاش، والقفز عليه، دون تبرير لذلك.

مما يسمح بالقول بأن الواقع قد استبعد من حسابات ورهانات الفريقين، و أن ليبيا [اليوم] قد ضاعت بين حوافر ليبيا [الأمس]، وعسل ليبيا [الغد].

المصدر:
http://www.jeel-libya.com/show_artic...tion=1&id=2240
بتصرف قليل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة