الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرجت قاطرة منظمة التجارة العالمية عن قضبانها فى -محطة سياتل الثانية-, كانكون.

أحمد زكى

2003 / 11 / 16
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بقلم: بيتر روزيه    15 سبتمبر, 2003
ترجمة: أحمد زكى

لقد عدنا توا من مراسم تأبين "لى كيونج-هى" المؤثرة, هذا الفلاح الكورى الذى طعن نفسه احتجاجا على منظمة التجارة العالمية الثلاثاء الماضى.  أقيمت المراسم فى معسكر "لى", المعروف سابقا باسم "الكيلو صفر" - نقطة البداية فى الطوق الأمنى, البقعة التى ضحى "لى" بروحه فيها, وهى المكان الذى عسكر فيه الكوريون ومؤيدوهم منذ ذلك الحين.  كان حاضرا اليوم أخوه واحدى بناته, الذين كانوا قد وصلوا توا من كوريا - - زوجته توفيت منذ عشرة أعوام فى حادثة سيارة.  كانت الرسالة التى ألقاها المتحدث تلو الآخر واحدة, "تضحية الرفيق "لى" لم تكن هباء, لقد أعطتنا الطاقة لإخراج قاطرة منظمة التجارة العالمية عن مسارها فى "كانكون", ولسوف تعيش روح النضال لديه فى قلوبنا بينما نستمر فى حربنا من اجل أن يكون "العالم الأفضل أمرا ممكنا".

بعد ذلك بوقت قصير تلقى أعضاء وفد "الفيا كامبسينا" اتصالات هاتفية من داخل مركز المؤتمر تعلن انهيار المحادثات الرسمية.  قيل لنا أن ممثلى كينيا الرسميين قد نهضوا توا أثناء المؤتمر الصحفى الرسمى فى مركز الاجتماعات وأعلنوا بإصرار: "انتهينا.  أصبح لدينا الآن سياتل مرة أخرى", وغادروا المؤتمر وفى أعقابهم بوقت قصير خرجت وفود كوريا الجنوبية والهند بالترتيب.

وكنا قد اخبرنا باكرا فى ذلك اليوم من احد المفاوضين الرسميين ان المباحثات على وشك الانهيار بسبب الزراعة وما يسمى "القضايا الجديدة", وكل ذلك قد أصبح فى حكم المنتهى.  واخبرنا أيضا أن الاحتجاجات الواسعة وموت السيد "لى" عوامل رئيسية خلقت مناخا شعرت فيه دول العالم الثالث أنهم يستطيعون مرة أخرى الصمود أمام ضغط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى, بالضبط كما حدث فى "سياتل".

فى الواقع, كان يوم أمس, السبت, يوم احتجاج يفوق أى خيال لم يجربه احدنا من قبل.  من احتجاجات داخل المنطقة الأمنية قام بها المصرح لهم بالدخول وغير المصرح لهم - استطاع الغير مصرح لهم اختراق المنطقة الأمنية - إلى الاحتجاجات الهائلة التى قام بها الفلاحون - السكان الأصليين - النقابات - الشباب على السور الأمنى.

بعد العنف الذى بدأ بواسطة المأجورين يوم الثلاثاء, وبعد وفاة السيد "لى", ومناخ عام يسوده الغضب والقمع, توجس كل فرد من حدوث أسوأ أشكال المواجهات يوم السبت, فقد دعم البوليس قواته بمزيد من التعزيزات.  وضاعفوا من حجم الحواجز المعدنية ثلاث مرات, وظهر مثيرو الفتنة المأجورين بأعداد كبيرة, بعربات جر صغيرة ملأى بالأحجار وقضبان حديدية ضخمة.  ولكن القطاعات المتعددة من المحتجين الحقيقيين انضموا إلى بعضهم البعض فى خطة مدهشة نتج عنها أروع وأجمل أشكال الاحتجاج يمكن تخيله, وكان الاحتجاج قويا للدرجة التى جعلتنا كلنا متأكدين من أننا بلغنا النقطة التى سوف يتلوها الانتصار على منظمة التجارة العالمية.

وحتى عندما لاح أن بوادر العنف الواسع على وشك البدء, خلقت "ذاتنا" التعاونية مظهرا للاتحاد والقوة لم يترك حتى لدعاة الشغب المأجورين أى ملجأ آخر سوى الابتعاد جانبا.  فقد قادت "الفيا كامبسينا" والوفد الكورى, طوال نهار وليل الجمعة, كل بمفرده أو مشتركين معا عديد من اللقاءات الداخلية والعامة, مستخدمين نفوذهم الأدبى كمدافعين عن قضية الفلاحين والسكان الأصليين وتضحية السيد "لى", ليصنعوا اتحادا مع الطلاب و"البلاك بلوك", واتحادات النقابات, والمنظمات الغير حكومية وعد ما شئت من أسماء أخرى.  ظهرت يوم السبت قوتنا عندما عملنا معا.

بتوفير "البلاك بلوك" الحماية من مثيرى الشغب, وتطويقهم للعشرة أمتار الأولى أمام أسوار الأسلاك الشائكة, تقدمت أكثر من مائة امرأة نحوه حاملات مقصات الأسلاك الكبيرة وبدأن فى تفكيكه, قطعة تلو الأخرى.  ما أكثر تنوع المظهر الذى كن عليه, هذه النسوة!  نساء من السكان الأصليين, وفتيات البنكس punks, والطالبات, والعجائز, والشابات, والمكسيكيات, وأوروبيات, وأمريكيات, وكذلك الإفريقيات.  وفور ما تخلخل السور, اشرف الكوريون على ربط أحبال بلغت خمسون مترا طولا وقطرها حوالى الأربع بوصات بأعلى الأسوار.  ثم تولى آلاف من الناس من كل الأمم, والأجناس, والثقافات, من البنكس punks, والبلاك بلوك, والفلاحين, الخ, شد الحبال حتى جاءوا بالأسوار إلى الأرض.  وهكذا بالحرف الواحد, قوة الشعوب, المتحدة, هى التى حطمت أسوار منظمة التجارة العالمية.

بعد انهيار الأسوار النهائى, وقف عندها آلاف من رجال الشرطة فى حالة استنفار, استعدادا للاشتباك, ولوقت طويل.  فى اللحظة التى اعتقدوا فيها أننا سنهاجمهم, أدار الكوريون الذين كانوا فى الصفوف الأمامية ظهورهم للشرطة, وجلست كل الحشود الأخرى على الأرض, وارتفعت مئات الزهور, لتقيم مراسم تأبين السيد "لى".

 ارتفع صوت "مارسيل", من منظمة "الفلاحين بلا أرض", بأغنية "جون لينون": تخيل!, ليغنى فى الحشد كله, وحرقت دمية تمثل منظمة التجارة العالمية, ثم نهضنا وغادرنا المكان.  تركنا الشرطة وقد فغرت أفواههم ذهولا, بلا احد يشتبك معهم.  اندهش مئات الصحفيون الحاضرون لقدرتنا الجماعية فى التنسيق للتصرف بشكل غير متوقع, لتحويل الشغب المنتظر إلى جهد سلمى, واتخاذ مواقف من القوة بالدرجة التى لا تترك أملا لدى منظمة التجارة العالمية فى مقاومتها.

وأيضا, بالمناسبة.  لقد تلقيت توا اتصالا تليفونيا أن كامل منطقة الحزام الأمني قد شلتها أحداث داخلية وقد توقفت الحركة فيها تماما.

بعض هتافات المسيرات, التى خرجت من اجل شهيد حركة الفلاحين الكوكبية من "فيا كامبسينا":

Todos somos Lee!

كلنا "لى"!

Lee, hermano, te has hecho Mexicano!

لقد جعلت من نفسك مكسيكيا, يا أخانا "لى"!

Lee, presente, hoy mañana y siempre!

اليوم, وغدا, والى الأبد, أنت معنا, يا "لى"!

Lee no murió, la OMC lo asasinó!

لم يمت "لى", بل قتلته منظمة التجارة العالمية!


--------------------------------------------------------------------------------

حتى تقرأ كلمات "لى" نفسها, يمكنك زيارة: 

http://www.foodfirst.org/media/news/2003/2003-09-11-lee.html

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح