الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد المأساة ! يوشكا فيشر / وزير خارجية المانية السابق

كاظم محمد

2007 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


نشر هذا المقال في جريدة داكينس نيهتر السويدية

رغم كل شئ فالتاريخ يعيد نفسه ، والتطورات الاخيرة التي شهدها الشرق الاوسط مؤخرآ تؤشر إلى ذلك ، فمع ما تبقى من فترة بوش الدستورية كرئيس للولايات المتحدة الامريكية ، والتي تذكرنا بالسنة الأخيرة لبيل كلنتون ، حيث حاول وبنهاية فترته الرئاسية ، كما يفعل بوش الان ، أن يحل أعقد وأخطر نزاع عالمي ، في الوقت الذي تضائلت قدراتهم السياسية على التأثير ، وانحسرت مجالات التحرك المطلوبة لديهم .
ان المرء لا يفقد الامل ، رغم ان ادارة بوش قد أضاعت سبع سنوات ثمينة ، كان ممكنآ ان يتحقق فيها الكثير من النتائج ، بدلآ ان نعود اليوم الى نقطة البداية .
أن مباحثات كامب ديفيد وطابة ، والتي توقفت في يناير 2001 ، سوف تستأنف من جديد ، وهذا أفضل من لاشيئ ، وهو خطوة الى الأمام على طريق حل الدولتين ، التي ينبغي ان يكون مؤتمر انابوليس مناسبة لعقد المفاوضات النهائية لها بين الطرفين ، على اساس اقامة الدولة الفلسطينية بحدودها وعاصمتها ، ومعالجة قضية المستوطنات وحق العودة لللاجئين الفلسطينين ، وبنفس الوقت ينبغي على المؤتمر ان ياخذ قضايا الأمن بنظر الاعتبار ، لأنهاء عقود من حالة الحرب والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود .
إنها لفرصة ، في ان يأخذ حل الدولتين خطوة إلى الأمام ، خاصة وان الفلسطينين فقدوا الأمل في نيل حقوقهم واقامة دولتهم ، ولذلك دون التقدم للأمام ، فأن العنف سيكون هو السائد .
أن الحديث عن التسويات المقبولة ، قد تكرر مرارآ ، وتم التفاوض بشأنها كثيرآ ، واهملت وركنت جانبآ ، وكانت الارادة السياسية والقدرة على الدخول في اتفاقية سلام ، من العناصر المفقودة لدى اطراف الصراع .
واليوم إذ يفتقد كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، القوة السياسية اللازمة للقيام بمثل هذه التسويات ، فالأثنان ضعفاء داخليآ ، ويخاطرون اذا ما اقدموا على متطلبات التسوية الضرورية ،
وهو ما يمكن قوله ايضآ حول الرئيس بوش ، فالحكومة الامريكية لا تقف وراء مبادرتها من القلب ، ووزيرة الخارجية الامريكية التي جهدت لعقد مؤتمر السلام ، حاولت عمل الكثير من خلال التحضير لأنعقاده ، ولكن ما نوع الحلول التفاوضية التي سيقبلها بوش .
لحسن الحظ ان الضعف المشترك لأولمرت وعباس أبرز مصلحة مشتركة في عقد اتفاقية سلام ، ان كلا الرجلين يأملون في الاستمرار سياسيا من خلال اتفاقية ما ، فأولمرت ينتظر انتخابات جديدة وعباس يصبو نحو استفتاء شعبي كي يعطيه السطوة على حماس ، وفي الوقت الذي حدثت فيه تغيرات داخلية في اسرائيل وفلسطين ، فان الوضع الاقليمي شهد متغيرات حامية في بيئته السياسية ، فأغلب الدول العربية اليوم ، لا تخشى اسرائيل بقدر ما ينتابها القلق والخوف من التوسع الايراني ، وهذا ما خلق افاق جديدة غير منتظرة في هذا الاصطفاف ، الذي ربما يشجع اولمرت ان يقدم التنازلات الضرورية في مسائل الحدود والقدس ؟ في الوقت الذي يواجه فيه عقبات ، وتنحسر امامه امكانيات المناورة داخل حزبه وتحالفه السياسي ، وهذا ما ينطبق على محمود عباس ، بقدرته على اعطاء الضمانات الامنية الكافية التي يحتاجها اولمرت دون ان يخل ذلك بالمطالب الاساسية للفلسطينين .


ان العقبة الرئيسية ، ليست المفاوضات بحد ذاتها ، بل التطبيقات اللاحقة لاي اتفاق بين الطرفين ، خاصة وان الفلسطينين يجدون انفسهم من الان في حرب اهلية ، وكذلك هنالك احتمال معارضة قوية لمثل هذه التسويات المطلوبة ، في اسرائيل.
وبالتاكيد فان اولمرت سيكون حذرآ في عقد اتفاقات نهائية ، وعلى مراحل ، وفي كيفية تنفيذها ، والذي سيعتمد على التزام الاطراف خلال مسيرة التفاوض ، وعلى الولايات المتحدة كطرف ثالث مراقب ودافع لميكانيكية هذا التفاوض ، وإلا فان بروز الخلافات والنزاعات سيؤدي الى افشال وغرق كل العملية في رمال متحركة .
لذلك لا ينظرالفلسطينيون بعين الثقة لنجاح محادثات انابوليس ، حيث يُطرح السؤال ، لماذا الان وفجأة يستطيع ابطال المسرح بوش واولمرت وعباس ، حل هذا النزاع ، في الوقت الذي يجدون فيه انفسهم في حالة من الضعف ؟

لقد كتب كارل ماركس يقول " التاريخ يعيد نفسة ، اولا كمأساة وبعدها كمهزلة " ، لذلك فالخوف ان يكون كامب ديفيد كمأساة وانابولس كمهزلة .
لكن هذا هو الوجه الاخر للشرق الاوسط ، النجاحات تتمخض فيه عن الخسارات وليس عن الانتصارات ، لذلك ممنوع الياس وفقدان الامل ، رغم ان الامل بعيد المنال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا