الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوات نحو السلام

احمد حسين

2007 / 12 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


في الأفق الأمني ثمة بوادر شروق هادئ يشوبه قلق نسبي بالمقارنة مع حصاد الموت في الأشهر الدامية المنصرمة، قد يبشرنا ذلك بحظر تجوال تدريجي للإرهاب والعنف الطائفي والعصابات الإجرامية وجميع مظاهر الخراب التي تتجول في شوارعنا المنهكة.
الهدوء الذي أخذ يتسرب إلى الشارع الاجتماعي منطلقا من المنازل التي انهكتها المآتم وصخب الثكالى والأيتام يدعونا إلى مراجعة الشارع السياسي والديني وتقييم دورهما في تغذية عاصفة الموت والعنف والبحث عن دور لهما في ما أقدم عليه المواطنون هذه الأيام من عمليات ردم للهوة التي اتسعت بشكل مرعب بين مكونات الأمة العراقية.
من المؤكد أن لا دور إيجابي لهما في الاستقرار الاجتماعي النسبي لكن هل سيكفان عن الدور السلبي الذي على ما يبدو نشط بشكل ملحوظ لدى البعض منهم في الأيام الأخيرة؟. لا ننكر أن هناك من يعمل مخلص للعراق وأمته ولديه الاستعداد الوطني والإنساني لمواصلة العمل على إنتاج عراق جديد مشابه لذات الصورة التي رسمناها في مخيلتنا وغاب الكثير من خطوطها بعد ان طغى طوفان الدم على ألوانها المشرقة، كما نؤكد أن في الشارع السياسي والديني والاجتماعي أناس جندوا أنفسهم وقدراتهم المادية والمعنوية لتدجين وحش العنف والتطرف الذي افترس الكثير من مفرداتنا الجميلة، لكننا هنا لا نناقش الدور الخيّر لهؤلاء بل ندعو الأعم الأغلب ممن تصدى لعملية الهدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقيمي والأخلاقي أن يتقوا غضب هذه الأمة بعد ان تناسوا غضب السماء والتاريخ ونذكرهم أن انتقامها شرس حد الجنون وعليهم أيضا أن لا يحملوا معاولهم بأيديهم لحفر قبورهم، وما دامت هناك بوادر مسامحة أو بصورة أصح تجاهل من قبل العراقيين لما قام به هؤلاء عليهم استثمار هذه الفرصة الذهبية التي منحتها هذه الأمة في المرحلة الراهنة وتعزيز المبادرة السلمية التي امتاز بها هذا الشهر وتنشيط ثقافة الهدوء التي أخذ العراقيون يتداولونها فيما بينهم هذه الأيام لكي يصححوا نشاطاتهم اللاوطنية التي مارسوها طوال أربعة أعوام عجاف إلا من الموت.
مرة تلو أخرى تثبت الأمة العراقية أنها أكثر نضجا ووعيا من القادة السياسيين والدينيين والاجتماعيين، ومرة تلو أخرى نجد هؤلاء القادة يتاجرون بتضحيات الأمة وتعقلها، ما ينم عن خواء أجنداتهم من أية أهداف وطنية سياسيا وأمنيا واقتصاديا وأمتلاءها بالمخططات والتوجيهات الخارجية والمطامع الفئوية والشخصية.
ألآن هناك متسع في الوقت والعمل لإثبات عراقيتهم أو إمكانياتهم الوظيفية كأضعف الإيمان على الأقل ليروجوا لأنفسهم بعد خروجهم المؤكد من اللعبة السياسية في الدورة الانتخابية القادمة وليبحثوا لهم عن وظائف تتناسب وإمكانياتهم قبل أن يضيع الوقت في مزايدات لا تغني ولا تسمن من جوع إلا أذا ما استعدوا لهذا الأمر وأتخموا خزائنهم بحقوق هذه الأمة المبتلاة؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل