الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي الأرض تبدل ألبستها

حياء محمد منير

2007 / 12 / 5
الادب والفن



السفر الأول

تمضين
كأرض تبدل ألبستها
على مطلع الومض
شاردة أناملي
عن كفي
تائهتان عيناي
عن مقلتي
لم ترحلين
و الصدر مملكة العاشقين
مهد لصبايا العمر الهاربين
من رحم الحزن
***
تمضين
و الدمع جداول تبلل جسدي
أنا الواقف على عتبة الأقمار
بسهري
بحمقي
بوجع أرضي التي تبدل ألبستها هذا المساء
بحزن الأمل الذي لا يشاء الهروب مني
المقتات من أعصابي
كإقتتات السجائر من صدور المدمنين.
***
تمضين
يا ليتك لم ترتوي من دمي
يا ليتك لم تسرقي مني عمري
آه من أملك القابع فيّ
يجرني كل دقيقة إلى الانفجار
و الصراخ في وجه المحدقين فيّ.
***


تمضين
قدري أن تعبثي بي
تسعة و ثلاثون عام
أن ترحلي في طرقات جسدي
و أرصفته
و شوارعه
أن تقتات من صدري
كل هذي الأعوام
دخانا
دخان
***
تمضين
ينكسر العمر
وتر ينفجر دما
بركانا
يغرس في القلب شضاياه
تعبا أعيد ترتيب حجرة الجسد
مواويل


السفر الثاني

سوّت سروالها الأرض الليلة
انتزعت من باطن جوفها بعض من صراخ الأمس
اتكأت على جبالها تعيد الصراخ كرة
هي الأرض تبدل الساعة ألبستها
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
بمرافيء دمها المباح
بسمائها الدامعة
و صدرها العبق أريجا و مسكا
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
هي الآن تنام و يدها تشد على حقائبها
كي ترحل هذا الصباح
في دمي
في كلماتي
هذي الأرض التي تبدل ألبستها

السفر الثالث

في البدء كانت الأرض
و كانت عيوني عشتارا
تسرح ضفائرها للحالمين بعشق التراب كل مساء
و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء
فمن ذا الذي انكسر
أكأس العمر،
أم شدو القلب
أم ما ترنم في الصدر
من وتر؟

السفر الرابع

قالت لكل العصافير التائهة بين أغصان أشجار المدن العتيقة
و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب
غدا حين يسألني البحر
عن نوارسه
لماذا لم تعد هذا العام
و يسألني ماؤه عن حبات رمله
كيف ضاعت في الهواء
و كيف بكت بين يديه الحيتان و بضع صخرات
ما تراني أقول
قلت لها:
أنت التي دمرت أحلام صدرك
أنت التي شمرت على حقائبك
أنت التي بدلت شواطئك بشواطئ أخرى
حين مضيت من كف يدي
فلا تبكي
قد بكيت عيني
ساعة لففت ضفائرك
و ضقت بي
أيا أرضي لما بدلت ألبستك


السفر الخامس

نلتقي
بعدما تقطعت
حبال الوصل
تناثرت في هواء وجداني كأوراق الخريف
نلتقي
في الشارع الكبير
على مفترق السبل
أرسم في عينيك ابتسامة
ترسمين في عيني ارتعاشة
و تمضين
يا فرحي الهارب مني
هذي سنين
نلتقي على عجل
نفترق على عجل


السفر السادس

ماذا أفعل يا ترى؟
شيء ما جرى في القلب
هدّهدّت شرايينه ريح وجهها هذا المساء
زرعت حلما جميلا في دمه
راقصته
غازلته
عن قصد
عن غير قصد
أنا لا اعرف.
قد وهبت قلبي لها
وهبت جرحي لها
و قلت
جئت لأبدل قلبك بقلبي
و أحول دقات النبض فيه فواصل حب لك
فاستمعي لي

السفر الآخير

لقد وهبتك كل سعادتي
و لم يبقى شيء يقال
فحين تمضين
ستأخذين قلبي و دقات نبضه
و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
مع كلمات اسميها مملكتي
و سماء لا تذكرني جيدا
و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي
قد وهبتك كل ما بقي لي
من فرح
من حلم
من حقول نسياني
فلا تمضي
أيتها الأرض التي تبدل ألبستها هذا المساء
فحبي وصلت امواهه حد الهيجان.

حياء محمد منير
المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة