الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على هامش وقفة طنجة ضد الغلاء

محمد المساوي

2007 / 12 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


" ان اردت ان تكون تافها فما عليك الاّ ان تدير بظهرك لآلام البشرية" كارل ماركس

نظمت تنسيقية طنجة ضد الغلاء وقفة احتجاجية مساء يوم الاحد 01/12/2007 ,تميزت بحضور جماهيري وازن,مقابل ضعف تنظمي بيّن مما فوت على الوقفة الاحتجاجية ان تكون ذات زخم نضالي يعطي افقا واعدا لمسيرة الوقفات الاحتجاجية.و مرد هذا الضعف التنظمي كون ان هذه الوقفات اصبحت محتكرة باسم تنظيم يساري معين (التيار التابع للتيار الماركسي الاممي ,والذي ينشط في جمعية اطاك طنجة) بعد ان استنكفت جل التنظيمات اليسارية الاخرى عن السير في تبني مطالب الجماهير الشعبية بدعوى سيادة التسيب واللامسؤلية,لكن لابد من طرح اسئلة من قبيل متى كان التسيب واللامسؤولية مبررا للهروب من تبني مطالب الجماهير الشعبية؟؟؟؟؟ اين هي مسؤولية هولاء الرفاق في تقويم هذا الاعوجاج الذي يعيق تقدم هذه الحركات الاحتجاجية؟؟؟ هذا طبعا ان سلمنا جدلا انه فعلا هناك اعوجاج .في تقديري الشخصي ان طبيعة الموقع الطبقي لهولاء الاشخاص وبالتالي طبيعة الوعي السياسي والايديولوجي هو الذي يملي عليهم هذه المواقف المخزية والا فكيف يعقل ان يخصص بعض الرفاق مجهودادت كبيرة لما يسمونه النضال الجمعوي في المقابل مقتهم وتبخيسهم لكل نضال نقابي او جماهيري مطلبي, طبعا الامور واضحة وجلية لكل ذي بصيرة لم يعميهامنطق الولاء المجاني وسيادة عقلية الشيخ والمريد في بعض الزوايا اليسارية لفظا لا فعلا.ف"النضال" الجمعوي مصدر مهم للثراء واختلاس الاموال التي تغدق عليهم من اسيادهم الامبريالين من قبيل الاتحاد الاوربي والبنك العالمي والمؤسسات المرتبطة به,اما النضالي النقابي والمطلبي فلا يجنون من ورائه الاّ المتابعات والملاحقات البوليسية في نظرهم,اذن من يفكر بهذا المنطق هل يصح ان نسميه يساريا او بالاحرى ديموقراطيا حتى؟؟؟ لا اعتقد فمثل هذه الذهنيات يكون صاحبها اقرب الى سيكولوجية الفاشي الذي يفكر بمنطق انا وحديّ ومن بعدي الطوفان,وفعلا ففي الوقت الذي كانت الجماهير الشعبية تدوي باصواتها وتعبر عن مطالبها المشروعة والديموقراطية كان بعض هؤلاء الرفاق موزعين على المقاهي يستلذون شرب القهوة وكلهم شوق وانتظار ان تأتيهم اخبار تدخل القمع لفض الوقفة حتى يتشفون في رفاقهم الذين ظلوا صامدين لوحدهم في الساحة بعد ان فرت كل الجذران لتختبئ وراء زجاج المقاهي.
وعندما اقول هذه الامور لا اروم تجريح احد ولا ان اقوم بدعاية مجانية لطرف معين اقول هذا من منطلق ممارسة سياسة الحقيقة فمن يزيل اقنعة المكياج عن بعض الوجوه لايكون مسؤلا عن بشاعة هذه الوجوه بل طبيعتها هي كذلك.كما ان هذا التيار اليساري الذي بقي لوحده مع الجماهير الشعبية لابد من التأكيد على انه يرتكب اخطاء,ولعل من اكبر اخطائه نزعته المفرطة نحو اليسراوية واقصاء الاخر لكن للاسف انه يجد الارضية الخصبة لممارسة هذه النزعات ,هذه الارضية التي تفرشها باقي التيارات الاخرى من خلال انبطاحها ونزوعها نحو عقد تحالفات يحكمها منطق المحاصصة ونظام الكوطا المفروض من قبل القيادات مراعات لحسابات سياسوية فوقية هذا مما ادى بتجربة التنسيقية الاولى الى الفشل والسقوط في الانتظارية.
لذلك وان كنت اختلف مع هذا التيار سياسيا وايديولوجيا لكن هذا لن يمنعني من الاعتراف بصموده وبقائه لوحده يقاتل في الوقت الذي هربت من ساحة النضال كل التيارات الاخرى وهذا الاعتراف لا يؤكد صدقية هذا التيار بقدر ما يعكس انتهازية التيارات الاخرى المنسحبة .
وعودا على ما سبق لابد من التأكيد ان ساحة النضال ليست مسجلة باسم تيار معين كيفما كان هذا التيارو بقدر ما كان متجذرا, لذا لامبرر للهروب من تبني مطالب الجماهير لكل من يدعي انتسابه للخط المدافع عن الجماهير الشعبية,فهذه المطالب التي تتحرك على ايقاعها الجماهير هي مطالب ديموقراطية,فكل ديموقراطي حتى لا اقول ثوري اويساري ملزم بتبني هذه المطالب حتى يكون على الاقل منسجما مع ذاته,فاين رفاقنا من اصحاب خط النضال الديموقراطي الجماهيري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اتمنى ان تصل هذه الملاحظات,وان تعمل على استفزاز الذات المناضلة استفزازا ايجابيا يجعلها تراجع حسابتها قبل فوات الاون وقبل ان تطردها الجماهير الشعبية وتستسلم لعفويتها لتتكرر تجارب سنوات 65,81,84,90










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة