الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3

كاظم غيلان

2007 / 12 / 6
الادب والفن


قراءة في المشهد الشعري السبعيني للقصيدة الشعبية مقـرونـة بالتـجربـة الشـخـصيــة
............
كراس الفنون والأدب الشعبي والتجربة الاعلامية
هذا الكراس شهد جانباُ من المشهد السبعيني مثلما تضمن جانباُ من تجربتي الشخصية، انه كراس تتم طباعته وسحبه بواسطة آلة (الرونيو) في اتحاد نقابات العمال بمدينة العمارة، يقوم بجمع واعداد مواده وطباعتها الشاعر (صبيح القصاب) بالاضافة لي،
ثم نقوم وعلى حسابنا الخاص بتوزيعه بريدياُ على معظم شعراء العراق الشعبيين آنذاك اضافة لعدد من الصحف المتعاطفة معنا، القصاب شاعراُ ستينياُ مجدداُ واستثمرت وجودي معه كونه موظفا في الاتحاد المذكور ومراسلاُ لمجلة وعي العمال
اعددت حواراُ مع كريم العراقي ونشرته ، كذلك أعد ريسان الخزعلي حواراُ مع رياض النعماني ، وهذا يؤشر درجة التفاهم العالي الذي كان يجمعنا، ولكن هذا الكراس الذي تلقى الدعم والتشجيع والترويج الاعلامي لم يسلم من المؤامرة. ما ان صدر العدد الرابع منه حتى انبرى نفر من الطارئين والهامشيين واشباه الموهوبين في العمارة للتصدي له، وراحوا يهمسون بآذان رئيس واعضاء الاتحاد مشككين بالهوية الفكرية للكراس ، مما اضطر الاتحاد كمنظمة مسؤولة عن اصداره الى اخضاعه للفحص والرقابة من قبل عضو فرقة في حزب البعث وقتها، حتى جاءت قصيدة الشاعر كاظم اسماعيل الكاطع التي زودنا بها وكان قد القاها في المهرجان الخامس بالناصرية الذي اشرت اليه في الحلقة السابقة ، محملة بهوامش واستفسارات فوق المحتملة من قبل ذلك الرقيب الغبي ، وبعثت درجة عالية من التذمر في نفسي ، اذ اصر الرقيب على حذف أكثر من جملة شعرية في القصيدة مع انها كانت داعية لدعم مشروع الجبهة الوطنية :
( بسنه نتشامر حصو .. دنيانه جام) فما كان لي الا وان اصر أكثر منه على ابقاء القصيدة ونشرها كما هي ، فأختتم حوار الرقيب معي في اليوم التالي بمنع صدور الكراس وتحويله من شعري الى نقابي ، وهكذا قطع وريد اعلامي كان له الحضور الجميل لأشاعة وعي القصيدة الشعبية الجديدة. ان اول من حاك المؤامرة على هذا الكراس رئيس واعضاء مايسمى بجمعية الشعراء الشعبيين في العمارة حيث كان التنافس الحاد بين الاتجاهين الحديث والتقليدي قد بلغ ذروته وقتها وخير شاهد على ذلك الانقسام الذي حصل في المهرجان الرابع اذ توزع بين مدينتي الديوانية والسماوة. هنا لابد ان اعود لهذه الواجهة الدونية واعني ( الجمعية) فتاريخها أسود وبذيء اذا ماعرفنا انها مجازة من قبل وزارة الداخلية ومرتبطة بمديرية جمعياتها حتى سقوط النظام السابق في نيسان 2003 وكانت محط تندرنا منذ ذلك الزمن، ولعل معظم الذين عاشوا تلك الفترة السبعينية يتذكرون السخرية التي فعلها الشاعران هاشم العقابي ومحمد عزيز كاندو في واحدة من فعاليات الجمعية ، ولأن القائمين على شأنها من ذوي العقليات المريضة والافكار المشوشة، تراهم يناصبون الحداثة كل العداء لأن دواخلهم لاتسمح لهم الا بالتشهير والشتائم عبر الصفحات الساخرة في مجلتي(المتفرج)و(الفكاهة) خاصة وان اسم(مظفر النواب) شكل عقدة أخرى من عقدهم المرتبطة بدرجات الخواء والأمية المزمنة. وكرد فعل ازاء الحصار الاعلامي الذي بدأ يلوح علانية بالضد منا أثر صدور كراسنا الشعري (قصايد للوطن والناس) الذي تناولته في الحلقة الاولى وشعور الجانب البعثي بالافلاس التام، بدأت خيوط المؤامرة هذه المرة اشد وقاحة وسفالة فبدأت ذريعة قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية تدخل حيز التنفيذ ، وهنا اتذكر ما سرني به الصديق الشاعر فاضل السعيدي عند نهاية فعاليات المهرجان الخامس بمدينة الناصرية - تموز 1973- حيث كان عضوا في الهيئة التحضيرية بأن مسؤول تنظيمات البعث وقتها ارسل بطلب فاضل وبعض القائمين على مسؤولية المهرجان وابلغهم بأن هذا آخر مهرجان يقام للشعر الشعبي.
رد الفعل جاء بمبادرات فردية، فظروف (الجبهة الوطنية) تصاعدت تعقيداتها، الأمر الذي اضطرني لنشر بعض الكتابات على صفحات جريدة(التآخي) اذ ساعدني على نشرها الصديق جهاد زاير حيث كان محرراً رئيسياُ فيها، بادرت لنشر تحقيق عن سلبيات الواقع الثقافي في مدينة العمارة، واعتمدت عددا من مثقفي المدينة الشيوعيين واصدقائهم كالراحلين( عاصم نجم- فنان تشكيلي) و(علي عبد الحسين بندر- مسرحي) والشهيد تركي زبالة مسرحي أيضاُ، والشاعر ريسان الخزعلي، وقتها كانت هناك واجهة اطلقوا عليها( جمعية الادباء والفنانين) يرأسها عضو شعبة اسمه(مظاهر) وعدد من المتثاقفين الذين لاهم بالعير ولا بالنفير كما لاعلاقة لهم بالادب والفن لامن القريب ولا من البعيد، وكان الموضوع الذي نشرته مبعث غضبهم واستفزازهم، فبدأ فصل جديد من المضايقات، الأمر الذي اضطرني لمغادرة العمارة والاستقرار لفترة قليلة في مدينة الديوانية و هناك اتفقت مع الشاعر علي الشباني لأعداد تحقيق مماثل عن الوضع الثقافي في الديوانية، وما ان اكمله وبذات الخطوط التي اعتمدتها في تحقيقي حتى حملت الموضوع مكتوباُ بعناية للصديق جهاد زاير مرة اخرى وقام على الفور بنشره. هنا أعود للوضع الثقافي الذي كنت اعيشه في العمارة ، فما ان اعتمدت مراسلاُ لصحيفة (الراصد) حتى قمت بنشر موضوعات تعينني بعض الشيء على سحب البساط من الاميين ، كما كانت لنا تجمعات ثقافية صغيرة تقضي معظم اوقاتها في المقاهي الشعبية والمكتبة المركزية ممثلة بشعراء قصيدة النثر كعلي عيدان عبد الله ومحمد حمد والقاص الروائي نجم والي والتشكيلي رحمن سلمان الذي انتحر اواسط السبعينيات وكان وقتها طالباُ في اكاديمية الفنون الجميلة وأثارت حادثة انتحاره ضجة في الاوساط الثقافية ، بالاضافة لذلك نشرت مجلة(الطليعة الادبية) اول تغطية عن الوضع الثقافي في المدينة كتبه الاستاذ القاص عبد الرزاق المطلبي واشار لاسمين من الشعراء الشعبيين انا، وعبد السادة العلي (سلام) فيما بعد.. كل ذلك لم يكن الا بقوة الفعل والمثابرة والتصدي لأعداء لهم القدرة في ان يخرجوا من جيوبنا.
شهادة(1)
من الصعب أن يتوالف شاعر مع آخر في هذا الظرف، لكن لوكان لابد من وجود شاعر فلن اختار غير كاظم غيلان وعلي الشباني وكاظم الركابي ونعمة مطر - لأجل قصيدة واحدة - نصن بالبواجي- عريان السيد خلف من حوار معه/ نبض الشباب 1998/6/15
شهادة (2)
ولكن ستنتفض هذه المدينة بشعرها الشعبي الجديد ولنقترب من شعرائها (عبد السادة العلي، كاظم لالة، جبار الجويبراوي، كاظم غيلان، صبيح القصاب ، يسان الخزعلي- ميسان وسلبيات الواقع الثقافي جريدة التآخي 1975/5/29
*محرر في جريدة الصباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي