الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الوطني السوري اقلاع في الزمن المفقود

احسان طالب

2007 / 12 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تاريخيا ترتبط القضايا الكبرى بأفراد ينتصرون لها و يؤمنون بها يبذلون جهودهم و إمكاناتهم لتحقيق الغايات و الوصول إلى النتائج المرجوة حيث تترجم الأفكار و المبادئ إلى واقع ملموس يترك مفاعيل و آثار واضحة على بنية و مسيرة العمل الجماعي ، من هنا جاءت أهمية جدلية الاجتهاد الفردي و التفاعل الذاتي مع الحراك الموضوعي الجمعي ، و لولا تضافر مجموعة من الجهود و النشاطات و الاجتهادات الفردية و التي تصب في بوتقة العمل الجماعي لما تحقق العديد من أشكال الفعل المشترك بين عديد المجموعات المتآلفة حول ثلة من القيم و المبادئ . إنها وقفة للتأكيد على عظيم الأثر للمبادرات و الإبداعات الفردية في صميم النشاط و الحراك الجماعي . وتقديم الشكر الجزيل لكل من ساهم و ساعد و دعم و أيد انعقاد المجلس الوطني الأول لإتلاف إعلان دمشق .
خلال الأشهر القليلة السابقة لانعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق تم التحضير له عبر سلسلة طويلة و معقدة من الجهود المضنية و الاجتماعات المفتوحة و و المغلقة و الحوارات و اللقاءات المتتالية عبر كافة أنحاء المحافظات السورية . و لقد أسفرت تلك التحضيرات البالغة الأهمية عن الوصول إلى الهدف المنشود و المتمثل في عقد المجلس الوطني الأول لإتلاف إعلان دمشق بصورة تمثيلية فريدة التقى في إطارها الطيف الأكثر إقناعا في نقل الفسيفساء السورية الجميلة داخل الحلقة المفتوحة لأول تجمع و طني سوري من نوعه منذ ما يقرب النصف قرن و لعل الصفة الأبرز هنا إلى جانب التعدد و التنوع و الاختلاف هي القناعة الحقيقية بضرورة التغير وفق الآليات و التصورات التي تم اعتمادها في الوثائق الصادرة عن المجلس .
لقد كانت العقلانية و الحراك العملي المدروس في التحضير الدءوب الذي تم خلاله تكثيف الجهود للوصول إلى أوراق توافقية مشتركة تستحوذ على رضا ودعم جميع القوى و التكتلات و التحالفات المنضوية تحت إعلان دمشق عاملا حاسما في انجاز كامل المهام و الواجبات المناطة بالمجلس ، حيث استطاع الحضور مناقشة الوثائق و تقديم الاقتراحات و التعديلات التي حظيت في غالب الأحيان بأغلبية الحاضرين عبر التصويت و في أحايين أخرى بالتوافق و ذلك على الرغم من حرص الكثيرين بالسير في العمل و الممارسة الديمقراطية نحو مستويات عالية تتجاوز قاعدة التوافق الديمقراطية , لقد كانت الإرادة القوية من قبل الجميع في تحقيق المطلوب و إتمام المراد متوفرة و حاضرة أسفرت عنها النهاية الأفضل في ختام أعمال المجلس .
لقد كان التنسيق و الترتيب التجهيز المسبق لكافة لوازم النجاح محققا من إعداد للمكان و مستلزمات الحضور و اللوائح الاسمية و الجداول المطبوعة و توزع الواجبات بطريقة أزالت العقبات المتوقعة و مهدت المطبات التي تنجم عادة على طريق العمل الجماعي .
لقد أتاح حس المسؤولية العالي الذي تحلى به جميع المشاركين و المساهمين فرصة كبيرة لاستمرار اللقاء وإنهائه بنجاح رفيع المستوى فاق الحدود الدنيا المرتقبة ، إذ تجلت تلك المسؤولية في الإدارة المتميزة للاجتماع التي تولاها رئيس المجلس المنتخب و نائباه و أمينا السر و عبر المساهمات الكثيفة
و المشاركات القيمة التي اتسمت بالعمق الفكري و الخبرة السياسية في ظل ممارسة ديمقراطية و شفافية عالية ندر اعتمادها أو تطبيقها خلال مسيرة العمل السياسي المعارض ، مما يشير إلى تقدم و تطور ايجابي واضح في طرائق و أساليب الحراك الجماعي للمجتمعات السورية وذلك على قاعدة التنوع و التعدد و التباين المشكل لبنية المشارب و الانتماءات التي جاء منها الأعضاء العتيدون

للمجلس المنعقد . و الجدير بالتوقف و التدقيق زيادة و تنامي أشرك و اشتراك التيارات التجديدية و التنويرية و الإصلاحية من كافة الأيديولوجيات الدينية و القومية و اليسارية و الليبرالية مع ذلك الحشد من القوى المستقلة الفاعلة و المؤثرة في ثنايا و تضاعيف البنية الحيوية للشعب السوري ، في الفعل السياسي و الثقافي و المدني .و هذا في حد ذاته أمر في غاية الأهمية على صعيد إعادة السياسة إلى الناس و إشراك المجتمع المدني بالسياسة و الإنتاج الثقافي ، حيث كان ذلك و مازال مطلبا حيويا في أية مسيرة تغيرية تعول عليها الشعوب الحديثة عبر تاريخها المعاصر
إن اختلاف التوجهات و التطلعات و الطرق و الوسائل و الانتماءات لم تتسبب في إعاقة العمل أو توقفه بل لعلها أثبتت أن العمل التغيري الديمقراطي الوطني كفيل بالإحاطة و ضم الرايات و الشعارات
في السعي من أجل إقامة دولة الحق و القانون تحت ظل دستور مدني يكون الأساس لعقد اجتماعي بين الدولة و المواطن يكفل حقه في الحرية و العدالة و المساواة و المشاركة و يضمن الحفاظ على مصالح الوطن العليا .
لقد جاءت الآليات الديمقراطية التي حظيت بالأغلبية الساحقة عبر التصويت و تلك التي تم التوافق عليها لتضمن تنظيم و ترسيخ قواعد إجرائية للعمل الحالي و المستقبلي تكفل استمرار و نجاح الفعل الديمقراطي داخل مكاتب و هيئات ولجان إعلان دمشق بطريقة تضمن تداول المهام و الواجبات و مراكز قيادة العمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف