الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن ..مدرسة ومختبر ..!

هادي فريد التكريتي

2007 / 12 / 6
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


ُأشارك الحوار المتمدن ،عيده وهو يوقد شمعة جديدة في دروب نضاله ، التي بدأها قبل ست سنوات ، حيث لم تكن الطريق معبدة وسهلة ، كما لم يكن المشوار الذي سلكه رواده نزهة ، إلا أنهم قد نجحوا في تذليل الكثير من تلك الصعاب ، المادية والفنية ، بوعيهم ومثابرتهم ، كما تجاوزوا معوقات العمل ، بالصبر والحكمة ، ليشيدوا للمقهورين فكريا وسياسيا ، صرحا ُيجًمْعُهم في فنائه ، يقرءون فيه ، ويكتبون عليه ، الرأي والرأي المخالف ، ويناقشون الفكرة وينقدونها ، ليستخلصوا منها الرأي الصائب والسديد ، الذي يخدم أهداف شعوبهم ويُقَوم مسيرتها... فمنا ، نحن قراء الحوار المتمدن ، التهنئة من القلب ، لكل الذين ساهموا في بناء هذا الصرح، ومباركة كل جهد بُذل من أجل ترسيخ الحقيقة وجلائها ، وإعلاء شأن الإنسان ، باعتباره أغلى قيمة في المجتمع ، وأثمن رأس مال في هذا الوجود ..

موقع الحوار المتمدن ، كان ، ولا زال متميزا عن باقي المواقع العربية ، بما امتاز به من تنوع في النشر للفكر التقدمي ـ اليساري ، والديموقراطي والعلماني ، ولأنه أفرد أبوابا أمام كتابه وقرائه لمعالجة الكثير من المشاكل الفكرية ، والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها من مشاكل مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، وطرح حلولا بديلة أمام أصحاب الشأن والقرار ، تخدم التوجهات التقدمية والديموقراطية في بلدانهم ، فكان دائما موقع الحوار المتمدن ، ملتزما بحواره ومعالجاته جانب المقهورين فكريا وسياسيا ، للدفاع عن الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ، مناضلا إلى جانب المرأة في الدفاع عن حريتها المنقوصة وكرامتها المهانة ، مؤكدا أن حقوقها وحريتها لن تتحقق دون أن تُهدم أسوار المجتمع الذكوري ، الذي تحميه قوانين دول مغرقة في رجعيتها وعنصريتها ، ولا فرق ، إن كانت هذه الدول قومية - عنصرية ، أم دينية - طائفية ، أو عسكرية - فاشية ..
هيئة تحرير الحوار المتمدن ، كانت حريصة كل الحرص على عدم انحيازها لفكر غير الفكر التقدمي ، بكل منطلقاته وتوجهاته التي تخدم حرية الإنسان ، تقدمه وتطوره ، وتمتع المواطن بحقوقه الطبيعية التي وهبتها لها الحياة ، قبل أن تؤدلجها أنظمة حكم مستغلة لقدراته وطاقاته ، كما هي مؤمنة بأن الحقيقة لا يمتلكها فكر أو منهج محدد ، فتعددية الأفكار ، والحلول والمعالجات المختلفة ، هدفها الوصول إلى فهم مشترك ، وهو ما أفسحت في المجال له ، أمام حرية الرد ، والمناقشة الموضوعية ، للرأي والرأي المخالف ، حتى وإن كان هذا مغرق في تصوراته ومفاهيمه الغيبية ، بشرط عدم الخروج عن أصول آداب المناظرة والحوار ’ مع احترام شخصية الكاتب والمحاور ، على حد سواء ، ورفض حتى التلميح بالإهانة أو التجريح ، وهذا ما أكسب الموقع ليس ثقة واحترام مؤيديه ومناصريه بل حتى المناهضين له ، وهذا ما يندر أن يتمتع به موقع آخر- من المواقع الكثيرة التي أصبحت من كثرتها أكثر من الهموم التي يحملها العراقيون -.
اجتذب موقع الحوار المتمدن الكثير من الكتاب والنقاد الوطنيين والديموقراطيين وغيرهم ، من مختلف الأقوام والبلدان والجنسيات والمذاهب والأديان ، ومن غير المؤدلجين أو الحاملين لفكر وعقيدة معينة ، لأن هذا الموقع كان بطبيعته تقدميا أمميا ، ملتزما جانب الإنسان المقهور أيا كان ،وفي أي مكان كان ، لا يعتقد بفضل عربي على أعجمي ، إلا بما يقدمه للإنسانية من جهد ، يخفف عن كاهل المستضعفين والمحرومين من حياة نظيفة ومبهجة ، لذا أفرد ، الموقع ، ملفات كثيرة ، متعددة ومتنوعة تعالج مختلف مسارات الحياة ،السياسية والفكرية والأدبية والفنية والاجتماعية ، وغيرها من فنون الكتابة وأهدافها ، التي تحمل بصمات كتابها وعبق معاناتهم ، وتجارب شعوبهم التي يمثلونها .

ما يثير انتباه المتابع لنشاط هيئة الحوار المتمدن، أنها كانت تتابع نشاط المرأة، الفكري والسياسي والأدبي والفني ، فأفردت لها حيزا واسعا في مساحة النشر ، ولا أظن استحداث " مروج التمدن " لم يكن بعيدا عن ملاحظة ، المشاركة المتزايدة للمرأة للكتابة والقراءة على هذا الموقع ، الذي كان ولازال يبدي اهتماما متزايدا بها ، وبظروف حياتها المتعبة والقاسية ، فما نقرأه في كل يوم من معالجات متزايدة للمرأة ، لمختلف جوانب الحياة العقلية والفكرية ،طرز صفحة الحوار بألوان زاهية أكثر فأكثر ، وأصبحت مشاركتها ومساهمتها في الكتابة والتحرير ، تضفي على الموقع ألوانا يفتقدها الكثيرون في مواقع أخرى ...فالمزيد من التنويع في الموقع ، يجتذب الكثير من النساء والشباب ، للنضال من أجل حياة أفضل ، فالاهتمام بنشاطاتهم ، في كل مجالات الفكر والإبداع ، هو الطريق المفضي إلى المطالبة بهامش أكبر من الحرية ونيل الحقوق ..

على صفحة الحوار المتمدن ، يلتقي يوميا العشرات من الكتاب والقراء ، المهتمين بالفكري اليساري والديموقراطي والتقدمي ، وبين هؤلاء مع بعضهم مساحات مختلفة ومتنوعة ، من الاختلاف والاتفاق في الفكر والتنظير ، والكل يشعر، بل يطالب بالتوحد ، أو تشكيل جبهة واسعة وعريضة ، لكل حملة الأفكار والمفاهيم السياسية ، من ماركسية وديموقراطية وليبرالية وعلمانية ، وحتى من عناصر ذات أفكار قومية تحررية ، وأفكار دينية متحررة علمانية النظرة ، من أجل أن تسود قيم التعددية في المجتمع ، والفهم المشترك للمبادئ الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، إلا إن هذا التوحد أو التقارب لم يكن قريب المنال ، بسبب من قصور في الرؤى ، لدى البعض ، والحساسيات الشخصية لدى البعض الآخر ، والبعض من أولئك وهؤلاء يرى، أما الحقوق والحريات كاملة ، ووفق منظوره ، وإلا فلا ، وهذه أم المصائب ، التي تجعل الوطن يرتع به الطائفيون والعنصريون ، والمواطن تتناهبه فتاوى المرجعيات البائسة ، وتنظيرات القوميين –العنصريين الفاشية ، نتيجة الجهل والتخلف والأمية وقلة الحيلة ...فهل يدرك كل هذا ، من هم حريصون على الوطن والمواطن ، فالمزايدات على المواطن المسلوب والمقهور ، لن تطعم جائعا ، ولن تحرر وطنا ، ومن هذا المنطلق تبدو الحاجة متزايدة إلى الحوار من أجل فهم مشترك لقضايا الشعب والوطن ، والحوار المتمدن أهل لأن يرمي، أكثر ، بثقله على هذا الجانب ..
كل التهنئة للمدرسة والمختبر ، لمدرسة الحوار المتمدن ومختبره ، هيئة تحريره ، تمنيات وأمنيات بأن يزدهر الموقع باجتذاب أقلام الشباب من كل لون وعطر ، بناتا وبنينا ، وبفتح صفحات أخرى لهم ولآفاقهم ..

5 تشرين ثاني 2007


عضو اتحاد الكتاب العراقيين في السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست