الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن .. تكريم لضحايا الفكر

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2007 / 12 / 6
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


كانت البداية انني تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من شخص عرّفني باسمه انه ( شاكر الناصري ) يدعوني للكتابة في موقع الكتروني اسمه ( الحوار المتمدن).
فتحت الموقع فكان اول ما قرأت : ( الحوار المتمدن : صحيفة ...يسارية ،علمانية ، ديمقراطية ) .
ياللبشرى ! ( يسارية وعلمانية وديمقراطية ) تكتب في ثلاثة ممنوعات في عالمنا المحضور فيه من غذاء العقل والنفس وخير الناس والاستمتاع بالحياة اكثر من المسموح الذي يتعامل به مع الانسان كما لو كان حصان عربة .. ان يرى ما يراد له ان يرى ويمشي في الطريق المستقيم ولاينعطف الا بضربة صوت من سائسه .
ثلاث قضايا يعمل الموقع على اشاعتها ، واحدة منها تكفي لان تودعك السجن . فانا سلبت من عمري سنتان ونصف قضيتها فيه لاني كنت مؤمنا" بواحدة منها ، فيما دخل اخرون السجن شبابا" وخرجوا منه بشعر ابيض بالتهمة نفسها، واخرون دفعوا حياتهم لانهم لم يتنازلوا عن فكره ! .
يا لروعة هؤلاء ويا لعظمتهم ، فانت حين تتذكرهم يعتريك شعور الراهب حين يقف امام صورة السيد المسيح ، لان كل واحد منهم مسيح فعلا.. وصدق الجواهري حين قال : لثورة الفكر تاريخ يحدثنا بأن الف مسيح دونها صلبا .
والحوار المتمدن مشروع في هذا الاتجاه . انه تكريم لكل ضحايا الفكر ، ايّا كانت الفكرة .. يسارية او يمينية ما دامت نواياها صادقة واسلوبها الحوار . وهو اعلاء لشأن المفكرين الذين ازهقت ارواحهم او اذيبت اجسادهم بالتيزاب او احتجزت حرياتهم ، وحتى الذين ارغمو على ان يتبرؤا من افكارهم . وهو مبشّر ايضا بأن الحضارات سوف لن تتصادم ما دام هنالك حوار متمدن .
وثمة حقيقة شخصية هي انني كنت اكتب عموديين في جريدتين معروفتين واحدة تصدر في بغداد والاخرى في لندن وقد توقفت عن الكتابة فيهما وأحد اسبابي هو " الحوار المتمدن " . فبرغم انني كنت اتقاضى مكافأة مجزية الى حد ما الا ان رقيبا من نوع جديد اسميه " رقيب التملق " قد ظهر في الصحافة الورقية في زمن الديمقراطية . وحصل في آخر مرة ان المحرر الصحفي طلب مني باسلوب مهذب عبر رسالة الكترونية ( ان اخفف قليلا" وأن لا استعمل عبارة : السياسيين من الأفنديه والمعممين.. ) فتوقفت عن كتابة عمودي في الصحف الورقية ووجدت انني اتنفس ملء رئتي في الحوار المتمدن ، وهذا ما فعله كثير من الكتاب والمثقفين . ولديّ توقع يتاخم اليقين بأن المستقبل سيكون لصالح انتشارالصحافة الالكترونية وانحسار الصحافة الكلاسيكية بين القرّاء .

شكر خاص وتهنئة صادقة لصاحب الفكرة ومنشىء الحوار المتمدن .. رزكار عقراوي .
شكرا" للاخ شاكر الناصري الذي له فضل الدعوة لزيارتي الحوار المتمدن فصيرتني مدمنا عليه .
قبلاتي على خدود الاخوة وعلى ايادي الاخوات في الموقع . فلهم الفضل في نشر الوعي وتعريفنا بكتّاب رائعين وكاتبات رائعات يجمعونهم بجهد استثنائي ويقدمونهم بشكل انيق صباح كل يوم.. يأتون بهم من اميركا والسويد والنرويج ... الى العراق والسعودية والكويت ..ويقدمونهم لنا على مساحة لا تزيد على 35 سم طول و25 سم عرض !.
وتبقى ثمة ملاحظة للقائمين على الموقع : ليس كل فكر يساري صالح ، وليس كل فكر يميني طالح ، ولا كل فكر ديني رجعي .. والحوار يكون ارقى تمدنا" حين يكون بين حملة فكر يشبهون الفواكه .. يختلفون في اللون والشكل والطعم والرائحة لكنهم جميعا" يغذّون العقل ويمتعون الروح ويشيعون الجمال بين الناس ويبشّرون بغد أجمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟