الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم الناس

رشيد كرمه

2007 / 12 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



هموم الناس كثيرة ومتنوعة لاعد لها ولا حصر , ولقد أصيب أفراد الشعب العراقي فـــــي أكثر المناطق إيلاماً جراء ( الدكتاتورية ) والتسلط الفردي والهيمنة على ثروات البلد حتى بات الجوع والعوز والفاقة هي السمات الأبرز لغالبية الناس بإختلاف قومياتهم و أديانهــم وتعدد مذاهبهم وتنوع إنتمائاتهم السياسية والفكرية , ولــم يحتمل البعض هــذا الذل مــــن العيش وأختار الأنتحار على ان يرى أرضٌُ تكاد تغرق من النفط وخاماته و نفر ٌُيسرق ويد تبدد وتبذر العوائد وترشي الساسة * والأعلاميين وتشتري ذمما وعمائم وأصحاب أربطة عنق حديثة وأفواج تكافح بغية ( سد الرمق ) ليس إلا !!!!!!!
ولعل وصمة العار التي ستلاحق الدكتاتورية الصدامية زمنا طويلا جراء تهوره فــي أكثر من مفصل هي السبب الأرأس لتعرض شعبنا وأهلنا في الشمال والجنوب الى حصار جائر مما أدخل الجميع في دوامـــة ( البطاقة التموينية ) ؟؟؟؟؟
ولعل حادثة البصرة ** تشكل إدانة شديدة ليس لنظام الدولة السرية آنذاك بقدر ما هي إدانة للراعي الأمريكي القذر وللضمير العالمي المستهتر بحقوق الأنسان .
ورغم إنهيار وهروب قادة دولة الرعب التي اسسهاصدام حسين في 9نيسان 2003 ألا ان شبح الجوع والبحث عن المواد المعيشية التي تضمها البطاقة التموينية الهاجس الأوحد عند الجميع رغم وعود الرخاء التي تنطلق من الجوامع والحسينيات وان كانت علـــى شكل قناة فضائية كمحطة تلفزيون العراقية والتي قدمت مؤخرا برنامج تحت عنوان ( هموم الناس ) تناولت مسألة في غاية الأهمية ويفترض في مقدمي البرامج الأنحياز للناس لا الى المسؤولين في وزارة التجارة او الرقابة المالية رغم انني مؤمن ان البعض صادق في أداء عمله بدليل عدم لجوءه الى القسم بأغلظ الأيمان والأبتعاد عن جنجلوتية ( الله كريم وأن شاء الله وإذا أراد الله وبدعائكم سوف نقضي على آفة الجوع .. إلخ إلخ إلخ )
كان البرنامج الذي أعدته قناة العراقية وهي قناة حكومية ولا أشك في عائديتها الى رئاسة الوزراء تستقبل المكالمات الهاتفية لعدد من المواطنات والمواطنين العراقيين وكانت الأصوات جميعها تؤشر على الخلل الكبير الذي أصاب البطاقة التموينية من رداءة المُنتج ( رز وطحين وشاي وصابون وغيرها ) الى قصور واضح في التوزيع الى غياب بعض مواد البطاقة كاالزيت مثلا ...
لفت انتباهي ان المتشكين وجلهم من العمارة والناصرية والديوانية وكربلاء قدموا أحتجاجهم على مشروع خطير تنوي وزارة التجارة تنفيذه القرار يقضي بالغاء خمس مفردات من البطاقة التموينية بما فيها البقوليات والصابون والذي يصر مقدم البرنامج على انها اي المواد الخمسة غير ذي فائدة بل وشارك في بعض الأحيان على انحيازه الواضح لهذا المسؤول وذاك !!!!!!!!!!!
وكأنما المراد بالبرنامج والذي تناول قضية قوت الناس هو الدفاع عن نهج ( لتدير بال ,,ربك يدبره ) ومقدم البرنامج جهد نفسه مركزا على التصحيح والتوضيح ان ليس هناك شئ اسمه مدينة الثورة بل انها مدينة الصدر ومخازنها عامرة بالمواد الغذائية للناس ؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتقد ان العمل في البرامج التي تمس الناس وحياتهم المعيشية يتطلب ايمانا صادقا بالمادة المراد تقديمها والمسألة الأهم اننا في وضع ديمقراطي افضل بكثير من نظام صدام حسين الذي كان مقدم البرنامج ببغاء محنطا ً يردد اسئلة مكتوبة لهذا الكرش او ذاك الجاهل ولكن ليس بالضرورة محاباة هذا او التزلف لذاك وتسويق ان البلاد يعمها الخير الوفير وان مشكلة النفط والوقود قد اصبحت في خبر كان ***
ومن يتصفح المواقع الألكترونية والصحافة المحلية ومن يُجبر على متابعة القنوات التلفزيونية التي تعالج الشأن العراقي سيجد هموما ًتفوق هَمّ من نادى :
( عجبت لأمرء جائع لم يخرج الى الشارع ويشهر سيفه )

الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قال لي أحد الوافدين الى السويد نهاية شهر اكتوبر من عام 2007 انه كان يعمل في دائرة مهمة في القصر الجمهوري ايام الطاغية صدام حسين وكانت وظيفته الأهم هي نقل حقيبة فيها مبلغ كبير من المال بالعملة الصعبة تتمتع بالحصانة الدبلوماسية كل شهر الى مصر وتسليمها الى السيد عمر موسى في مكتبه الرسمي ( ملاحظة احتفظ بأسم الراوي لهذه الواقعة )
**
حادثة البصرة : اشارة الى قيام رجل في تسعينات القرن المنصرم وأثناء الحصار الذي فرضه العالم المتمدن وعبدالله المؤمن صدام حسين على الشعب العراقي بعد ان عجز هذا الرجل عن توفير ادنى مقومات الحياة لأسرتـه على دعوة افراد عائلته الى مائدة الطعام الذي تعمد تسميمه مسجلا بذلك اول عملية انتحار جماعية في العراق
***
شاهدت حديثا متلفزا للسيد الدكتور حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي قبل البارحة يقول : ليس هناك اي زحام على محطات تعبئة الوقود في كل انحاء العراق في شتاء هذا العام وان الوزارة اوصلت الى كل بيت عراقي برميل نفط وان السيد الشهرستاني استقبل اقاربه من محافظة كربلاء وقالوا له ان بائعي اسطوانات الغاز بدؤا يطرقون ابواب الناس ويسألونهم ان هم بحاجة الى غاز او نفط ومشتقاته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
( مقدم البرنامج وببلاهة متناهية سأل :كيف حققتم سيادة الوزير هذه المعجزة ؟ أجابه الوزير : بإبتسامة ٍ فاقعة ٍ جدا ً
رشيد كَرمـــــة 5ـ 12ـ 2007 السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا