الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شافيز 2050

جميل محسن

2007 / 12 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أيتها الاشتراكية كم من الخطايا ترتكب باسمك ؟
دشنها ستالين في صراعه على الكراسي مع مجموعة ترو تسكي المعارضة له , ولإزاحة أي شخصية قويه لاترغب في تحول الحزب الشيوعي السوفياتي إلى قفص دجاج , والدولة الاشتراكية الوليدة إلى إمبراطورية روسية أخرى مترامية الأطراف والنفوذ , يحكمها قيصر أزلي , يستبدل عصا فرض الطاعة المطلقة من الجماهير لكونه منفذ إرادة الله في الأرض , بالقبضة الفولاذية لأجهزة امن الدولة , ويتحول أي معارض للتحكم إلى عميل للامبريالية , مقرر له القتل , حتى لو كان تروتسكي نفسه , مؤسس وقائد الجيش السوفيتي والأجهزة الأمنية التي جعلته ضحيتها , ونال ستالين التهاني والطاعة من الكوادر والقيادات , الخائفة على التجربة من الفشل , وعلى نفسها من الإبعاد أو القتل , ومن الأعداء المتربصين في الداخل والخارج , ولكن مايبنى على خطأ وباطل ورغبة في الحكم المطلق , لاتكون نتيجته إلا الخذلان والفشل , وخسارة تأييد الجماهير , فهل قرأ شافيز التاريخ ؟ وهو يحول العام إلى خاص به , وفنزويلا الجمهورية رويدا رويدا إلى دولة حكم فرد مطلق الصلاحيات ويهدم بيديه وطباعه العسكرية البدائية للسلطة , مابناه هو ومن حوله من قيادات وطنية , من ثقة متبادلة مع الجماهير , الراغبة حتما بوجود رئيس قريب من تطلعات وأماني الفئات الشعبية , والرافضة وبالغريزة التاريخية لتحويله إلى صنم مطلق الصلاحيات , ابدي الزعامة .
يريدها ملكية , طلائها الصبغة الاشتراكية , القريبة من قلوب و وعي الجماهير والمعبرة عن إرادتها , يعلم جيدا إن عصر الدكتاتوريات الفاشية , والرئيس القائد التاريخي الملهم والمحبوب , والاهم المستمر والمستقر فوق كرسي الحكم , قد ولى من القارة الأمريكية اللاتينية إلى غير رجعة , كحتمية تطور وتاريخ لايمكن له أبدا التراجع للوراء و فاليمين عموما والقوى المحافظة قد طورت أدائها , ودخلت مرحلة الانتخابات والدساتير بتأييد واضح ومفهوم من القوى العالمية الساندة لها وتحديدا الولايات المتحدة وأوربا , التي ماعادت بحاجة إلى عميل متفرد أو دكتاتور يضر أكثر مما ينفع .
الهدف هو الكرسي , والوسيلة هي الجماهير, مفضلة وطريق الرئيس شافيز هذا العسكري الشعبوي الطموح والمتعطش إلى السلطة وهتافات الأنصار, والصر عات على أشكالها , في بلد غني بإيرادات المواد الأولية وخاصة النفط , فقير بالعدالة الاجتماعية , والاقتصاد المتوازن , والاستقرار الداخلي الحقيقي , رغم تواجد المؤسسات الدستورية , والإيمان بالمبادئ الديمقراطية والتعددية الحزبية , والتداول السلمي للسلطة .
لكن لماذا الجيش دائما على الأبواب ؟ ينفذ الانقلابات يمينا ويسارا ! مرة مع شافيز وأخرى ضده ! .
هل واحدة من الإجابات هي تواجد أشخاص كشافيز متعطشين للسلطة وعلى مختلف المحاور , أم أن الصراع الطبقي والظلم الاجتماعي لايستقر على حال , على الأقل ضمن اللعبة الديمقراطية , نتيجة عدم السماح بصعود تيارات متوازنة تستطيع في اغلب الأوقات ضبط المسار حتى لايختل طريق المجتمع نحو المزيد من التقدم والازدهار , وعدم اتساع الهوة أكثر بين فئات الشعب .
شافيز يتحكم بالنفط والموارد , ورغبته الأزلية هي الكرسي المعتاد , وطرقه متنوعة للحصول على مايعتقده الشعبية في الأوساط الجماهيرية , والعدو الخارجي موجود وتاريخي , الامبريالية الأمريكية , لايهم بعدها , أن يكون أكثر من 80 بالمائة من حجم التصدير الخارجي وإيرادات الدولة هي من ومع هذا العدو , ولا كون فلوريدا , واحة المسرة وقضاء الأوقات السعيدة , ومصدر الواردات الكمالية , لمجمل الطبقة السياسية الفنزويلية , سواء من كان في الحكم أو المعارضة .
عودة إلى الاشتراكية واستفتاء السيد شافيز .
الأحمر هو اللون المفضل , أو الراية المعتادة الخفاقة للأحزاب والحركات الشيوعية , مافعله الجنرال السابق هو ارتداءه أي اللون قميصا أو كاسكيته , لافرق , خاصة عند اللقاء مع الجماهير , وخطب الساعات الحماسية الملتهبة , وذلك مالا يؤاخذ عليه , لو اخرجه من نطاق الموضة إلى مكاسب طبيعية , ومنافع اقتصادية للفئات الفقيرة وليست رشاوى نفطية , على طريقة ( هات وخذ) المصرية , وهو بالضبط منطق السيد شافيز , لو أمعنا النظر في البنود الكاملة للتعديلات الدستورية المطلوبة , خذو ا ساعات عمل اقل وأعطوني سنوات حكم أكثر ! فالاشتراكية لاتتحقق إلا ببقائي جالسا على كرسي السلطة ! ولكن المفاهيم الديمقراطية التي يبدو أن الشعب الفنزويلي , أو غالبيته سواء كانوا موالاة أو معارضة , يتفوقون على الجنرال في فهم مصالحهم الحقيقية , وكما صرح احد المقربين له بأنه ذهب بعيدا هذه المرة , فالشعب الذي أنقذه من المحنة والانقلاب في السنوات الماضية فعلها ومعه أمريكا اللاتينية بغالبيتها الساحقة حكاما وشعوب ودول , لأنه الرئيس المنتخب ديمقراطيا ولفترة رئاسية محددة سنواتها , تعود بعدها يارئيس مواطنا عاديا محترما حتى لو كنت نيلسون مانديلا , فالذي خلقك قد خلق غيرك أيضا , ولا يدوم إلا وجه الله الكريم , مادمت ياجنرال متدينا أيضا وكاثوليكيا مؤمنا , ترسم علامة الصليب على صدرك حتى وأنت تلقي خطابك في مؤتمر الأوبك , وفي عقر دار الإسلام , العربية السعودية ,ثم تتحول إلى مناضل تروتسكي وقت حوار الرفاق , يمكن أن تحب الرئيس كاسترو وتقلده , ولكن هل يتوجب تحويل الدستور والنظام السياسي الفنزويلي إلى استنساخ النمط الكوبي المناضل الاقتصادي الصامد للحصارات , بما يملك من فكر ومبادرات وجماهير , لانفط ومليارات وعداءك صراخا للامبريالية الأمريكية كما تسميها , وأنت ثاني مصدر للبترول إليها بحوالي ال40 مليار دولار سنويا , تخلى عن النفط ووارداته إذن وسترى أي من الجماهير تتبعك ؟ ستحول الحكم حتما إلى دكتاتورية عسكرية مضادة للشعب الذي عليه والحال كذلك التكفل بمصاريف ورواتب من يحيط بك ويؤيدك من ضباط ومراتب , يغطيها ويفيض المورد النفطي حاليا .
والآن وقد فشل الاستفتاء , فهل هو فشل للاشتراكية ؟ بشكل عام وفي فنزويلا بشكل خاص ! هل يتوجب إعادتها إلى منابعها الأوربية , وإبطال الوصاية الشافيزية عنها ؟ واستبدالها بصرعة أخرى , أو انتظار أن تنضج هي أي الاشتراكية , أو الظروف المحيطة , أو الشعب الفنزويلي ’ لتصلح المزاوجة المنتظرة , ويمنح الجنرال صكا للحكم مدى الحياة .
التطور الرأسمالي في فنزويلا قد منح السيد شافيز وغيره من الوطنيين فرصة للحكم وتعديل القوانين , وتغيير مسار الاقتصاد المحلي بما يخدم العدالة الاجتماعية والفرص المتكافئة للشعب , فهل يود الجنرال تدمير كل المكتسبات بحجة الاشتراكية ؟ ومن قال بان الاشتراكية هي معاداة الرأسمالية بالمطلق ؟ حتى ولو بالتحالف مع الأفكار الدكتاتورية والفاشية ! الاشتراكية هي الوريث الشرعي للتطور الرأسمالي , وتخرج من رحم تناقضاته وبناه التحتية وصراع الطبقات بمختلف أشكاله , ولنفترض ختاما في الجنرال شافيز طيبة القلب وسلامة النية , والرغبة الفياضة في إسعاد الجماهير , فهل يتحسب لغيابه بأي شكل من الأشكال , وهو أمر حتمي , ومن يضمن المستقبل , ولنفترض انتصاره في معارك تعديلاته الدستورية التي ستضمن له البقاء رئيسا ,(إذا لم يحدث انقلاب أو يزيحه احد الأعوان ), إلى العام 2050 كما يقول وبصلاحيات مطلقة , ثم ماذا ؟ هل ستموت فنزويلا أو الشعب معه ؟ أم يجب أن يرثه احد أبناءه ؟ رئيس جديد وبصلاحيات دستورية مطلقة للحكم والتحكم !؟, وقد انتهى وقتها عصر البترول ونضبت آباره , وانتهت موارده المالية , مع جماهير تعودت الرخاوة والكسل ! لذلك كله نحمد الله الآن على ان الشعوب أذكى وأوعى لمصالحها لتفشل استفتاءات أي جنرال كان , يريد تغييب إرادتها , ويستمر بالحكم , وبالرشوات النفطية . أي دستور مشوه كنت ستترك للأجيال ياجنرال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون