الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلة وسكبن صغير - قصة قصيرة

غريب عسقلاني

2007 / 12 / 7
الادب والفن


العايق الذي يجر الفضائح في أذياله، مر ببابهما ثلاث مرات في عصر يوم واحد، وفي المرة الرابعة خرجت عليه أمها, التي يظن من يراها أنها أختها الكبرى:
- خطواتك العرجاء لا تنطلي علينا..!!
فتح زراً آخر من قميصه, وحدث نفسه "يبدو أن الطريق سهلا"، ورقصت في عقله الأرعن امرأتان عاريتان, خرجت صغراهن من خاصرة الأخرى، ولم يرغب في مناوشة سيرة الزوج الذي يطارد الرزق في البلاد البعيدة، والابن الذي ضاع في دروب الهجرة الأولى، والتحق بمن قطعوا النهر.
مع الفجر كان ينتظرعند طلبمة الماء، خلف جامع المخيم, هلت الأم تبطح جرتها الفارغة على رأسها، بينما تركن البنت العسلية الشقراء على خاصرتها، فاطمأن واستقر على جيد الغزالات الشاردة.. فك أزرار قميصه حتى سرة بطنه، وأمسك بذراع الطلمبة الثقيل يضخ الماء من غور سحيق..
- أملأ الجرة أولاً أم العسلية ؟
أربع عيون عسلية مذعورة تحت رموشها السوداء الطويلة:
- فضحتنا..!
- شوقي أعمق من بئر الطلمبة .
ثبت الجرة على رأس الأم، فارتج صدرها على حبات عرق صدره، ثم رفع العسلية الندية بيد واحدة، وتعمد أن يدلق على صدر الصبية بعض الماء، فانطبعت حلمة الثدي الأيسر مذعورة على قماش الفستان المبتل، سحب ضمة ريحان من خلف أذنه وسد فوهة العسلية، وشك فلة بين خدود النهدين.. فاض الدم إلى الوجنتين الملتهبتين، وتشبثت اليدان ببطن العسلية.. كانت ا الفُلة تنملها حتى أخمص القدمين .
زرعت الأم باقة الريحان في الاصيص الوحيد، واحتفظت البنت بالفُلة بكوب البلور وغمرتها بماء الطلمبة ، تبدى عنق الفلة خلف زجاج الكوب أكثر طولاً وسمكاً .
أغلقت المرأتان عليهما بابهما، ولم تظهرا على مورد الماء ساعات العصاري، وتحدثت النساء في المخيم عن صبية مخطوبة، وعن أم تبحث في سيرة العايق الذي لا يفارق الشارع جيئة وذهاباً..
وفي المقهى على شاطئ البحر، لعب الغاوي الزهر، فحالفه الحظ عدة أيام.. وفي يوم أغلق شاب يراقب اللعب الطاولة، وتجرأ عليه :
- انت تمسك على الزهر!!
- هذا سعدي وحظي..!!
- أنت غشاش .
قيل إن الغاوي شَكل فلة بيضاء خلف أذنه، واستهزأ بالشاب، وأمطره بكلمات فاحشة، وقيل أن أحداً ممن كانوا في المقهى, لم يلحظ كيف زرع الشاب سكينه الصغيرة في صدر العايق، فمات على التو.
لأيام طويلة انشغل المخيم بالقاتل والمقتول، ولأيام طويلة ظل باب البيت مغلقاً.. حتى دار الهمس من جديد, عن شاب قطع النهر وطرق الباب ليلاً.. وشوهد عند الفجر يحمل صرة صغيرة تتبعه امرأة واحدة لم يميزها من رآها اذا ما كانت الأم أم البنت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف