الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن قصة نجاح

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2007 / 12 / 7
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


لا أتحمس عادة أو أشارك فيما يصنف ضمن كتابات المناسبات، حتى لو كانت عن حوادث عالمية أو وطنية هامة تشد اهتمام الكثيرين، فأنا أتصور أن مثل تلك الكتابات تأتي استجابة مباشرة لدعوة خارجية، فلا تكون بعمق تلك التي تصدر عن دخيلة الكاتب ومعاناته الشخصية، أو عن تفاعله الحر والاختياري مع الأحداث والأفكار المطروحة بالساحة، كما وقد تتسم كتابات التقييم في المناسبات (مثل مناسبتنا هذه) بالمجاملة، التي وإن كانت مطلوبة لتشجيع القائمين على العمل، إلا أنني أحاول أن أنأى بنفسي عنها، خاصة أن قلمي (أو الكيبورد خاصتي) تخصص في البحث عما لم يتحقق في حياتنا، وليس في تدبيج قصائد المدح فيما قد تحقق، رغم أهمية ذلك أحياناً . . لكن حين وجدت رسالة شخصية من الأخ/ رزكار عقراوي، تطالبني بالكتابة في الموضوع، وجدتني أمام إنسان يريد أن يرى صورة ما أنجزه في عيون الآخرين، وتصورته يريد أن يسمع مدحاً وشكراً، هو بالتأكيد جدير به، كما يريد أن يطلع على نقد، ربما يكون مفيداً له وللآخرين المستفيدين من منبر "الحوار المتمدن"، في رحلة السعي نحو الكمال، هذا ما فهمته من الرسالة، وهذا ما جعلني أخالف ما درجت عليه من عزوف!!
من حق رزكار عقراوي ومن حقنا نحن معه أن نفخر بما حققه "الحوار المتمدن" في ست سنوات، فلقد صار منبراً منيراً لحرية القراءة والكتابة معاً، وهذا أخطر ما يفتقده الناس بالعالم العربي، سواء كانوا كتاباً أم قراءً، إنها بحق حرية بلا حدود ما أتاحها لنا جميعاً "الحوار المتمدن" . . حرية شجعت وحرضت الكثيرين على الكتابة، وحرضت أضعاف أضعافهم على القراءة وحببتهم فيها، ودليل ذلك الأعداد المتزايدة مع الوقت لمن تحصيهم المواقع الفرعية لقراء المقالات، فتجربتي الشخصية كانت في البداية حوالي 300 – 500 قارئ للمقال الواحد، وصلت الآن إلى 2000 – 5000 قارئ حسب نوعية المقال، في حين أن هناك كتاباً يتخطون المائة ألف قارئ في المقال الواحد، خاصة هؤلاء المتخصصون في نوعية معينة من المواضيع المثيرة لاهتمام الجماهير وحساسيتها، نعم قد صار "الحوار المتمدن" منبراً عالي الصوت مسموعه، وهذا ما أقض مضاجع المستريحين في جنات الجهالة والظلام، وكان من الطبيعي أن يغلقوا الأبواب في وجهه، محاولين سد المنافذ لأنوار الحرية والعلم، ونعرف أن عبثاً يحاولون.
تجربتي الشخصية مع "الحوار المتمدن" (المنبر الذي يقدم نفسه على أنه جريدة يسارية) جديرة بالتنويه، فأنا آخر من يحسب على اليسار، ويصح أن أعد من المناوئين له والمفندين لمقولاته، ومع ذلك لم أجد من المنبر والقائمين عليه غير الترحيب بكل ما أكتب، ولم يحدث يوماً أن منع لي مقال، أو حذفت لي عبارة قاسية ضد اليسار، وما أكثر مثل تلك العبارات في مقالاتي، حتى أن بعض تعليقات القراء التي تصلني كانت تطالبني أن استحي من مهاجمتي لليسار وأنا أكتب في جريدة يسارية، وهنا تتألق ديموقراطية وعلمانية "الحوار المتمدن" والقائمين عليه، وأنا هنا لا أريد فقط أن أشكرهم، لكنني بالأساس أحييهم على مصداقيتهم، وعلى سعة صدورهم، رغم أن حقهم الطبيعي وغير المستهجن أن يقصروا موقعهم على كتابات ذات لون معين، لتحقيق رسالة محددة، على اعتبار أن المجال مفتوح أمام أي اتجاهات مخالفة لتكون لها منابرها، وليتجول القارئ بين مختلف المنابر، في حرية لا يشوبها شائبة، لكن القائمون على "الحوار المتمدن" لم يشاءوا استغلال حقهم هذا، وأرادوا له أن يكون منبراً لكل رأي حر مهما كان لونه أو اتجاهه.
لي ملاحظتان على "الحوار المتمدن" من حيث الشكل أو طريقة العرض:
· العدد الكبير (فوق السبعين) من المقالات الذي يعرض يومياً يقدم وجبة شديدة الدسامة وشديدة التنوع، حقاً هي تتيح للقارئ أن يختار ما يشاء، وتجذب قراء متنوعين، لكنها أيضاً تغرق المقالات في كم كبير، فلا تأخذ حقها من البروز ولفت الانتباه، وربما يوافقني البعض أنه من الأفضل لو تم تخفيض عدد المقالات اليومية، وإعطاء مجالاً لعرض الأخبار الهامة بطريقة أفضل.
· تحوي قائمة المقالات دراسات عميقة رصينة طويلة جداً مع مقالات عادية، وأفضل لو تم عمل تصنيف عبر أبواب للدراسات والمقالات وما شابه، كما تختلط في طريقة العرض كتابات المبتدئين بكتابات شيوخ الكتاب، وإذا كان من حق القارئ أن نقدم له المقالات مبوبة حسب درجة نضج الكتابة، لكي يختار حسب رغبته ووقته المتاح للقراءة ما يشاء، فإن من حق المبتدئين علينا أن نقدمهم في باب خاص (لا يعنون بعنوان مبتدئين بالطبع)، وليكن اسمه "منبر" أو "آراء حرة"، فيكون القارئ أكثر رحمة عند تقييمه لكتاباتهم، ويكون هناك حافزاً لهم في نفس الوقت للإجادة، والانتقال بكتاباتهم إلى الباب الأساسي لكبار الكتاب.
في النهاية أقول للأخ/ رزكار عقراوي ولسائر أسرة التحرير، وكذلك للملايين من قراء "الحوار المتمدن": كل سنة وأنتم طيبين، ودائماً معاً، في مسيرتنا الطويلة والشاقة نحو عالم أفضل.
خالص تحياتي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية