الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي: المشكلة في نهج أطراف السلطة قبل خلافاتهم إدانة تفجيرات الرياض وتحذير من المناورات الاسرائيلية بشأن سمير القنطار وبقية الاسرى

الحزب الشيوعي اللبناني

2003 / 11 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وأصدر المواقف الآتية: 
أولاً: في لبنان يواصل أداء السلطة، بكل مكوناتها، مساره الانحداري، مفاقماً جملة الازمات التي تعاني منها البلاد، والتي ترزح تحت وطاتها الكثرة المتزايدة من المواطنين. وليس مسلسل المناكفات الرئاسية هو الاخطر في ذلك رغم تزايد أضراره المعنوية والمادية، إنما الأخطر هو الإمعان في إعتماد النهج التي أوصل البلاد والعباد الى الواقع المأساوي الراهن، على كل الصعد السياسية والاقتصادية والإجتماعية. ومن أسوأ مميزات هذا النهج إدارة الظهر لموجبات النهوض بالبلاد وباقتصادها، والانصراف الى الفئوية والمحاصصة والفساد والنهب. ويتكامل ذلك مع تنكر للدستور والقوانين في كثير من الامور الاساسية والميثاقية، ومع محاولات دائمة للنيل من الحريات ومن استقلالية القضاء بغرض إستخدامه لمآرب سياسية، وخصوصاً بما ينال من استقلاليته ومن دوره في حماية حقوق المواطنين وفي السهر على تطبيق القوانين بشكل عادل وصحيح. ويمضي أطراف الفريق الحاكم والمتسلط، قدماً في تأزيم العلاقات بين اللبنانيين عبر تعزيز الامتيازات الفئوية، وتكريس الانقسامات الطائفية، وتأبيد نظامنا السياسي القائم على ذلك. كما يواصل هؤلاء تجميد وتسخير العلاقات اللبنانية ـ السورية لخدمة مصالح صغيرة، من شأن المضي فيها الاساءة الى مستقبل علاقات البلدين والشعبين، وخصوصاً في مواجهة ما هو قائم من تهديدات وتحديات وما تتلبد به الاجواء بالاضافي منها بسبب المخططات الاميركية ـ الصهيونية، وخصوصاً بعد الاحتلال الاميركي للعراق.
  ولا يكون الرد على ذلك على طريقة و"دواني باللتي كانت هي الداء". فلمعالجة أزمة الفئويات والامتيازات الطائفية يجب إعتماد نهج المساواة والديمقراطية. وفي مواجهة نهج العجز والتبعية يجب نبد كل شكل من أشكال الاستقواء بالخارج واقرار مباديء وطنية توافقية تشكل حجر الأساس في علاقات اللبنانيين فيما بينهم وفي علاقاتهم بالخارج. ولا يتفق أفرقاء السلطة الا على المواطن الذي يمعنون في استنزاف كل ما تبقى لديه، مستهدفين أجره الضئيل ومدخراته البسيطة، في إرتفاع مجنون للرسوم والضرائب، وفي تدهور مروع للحد الادنى من مقومات العيش بكرامة لدى الاكثرية الساحقة من المواطنين: ويشكل مشروع الموازنة المقدمة الان الى مجلس النواب، نموذجاً حياً عن نكبة اللبنانيين المفتوحة على مزيد من الديون والركود والضرائب والهجرة والبطالة والفقر!
ويستدعي هذا الواقع المزري إطلاق أوسع حملة محاسبة في البلاد لكل المسؤولين عن أزماتها: هذا ما يجب أن يكون عنوان المرحلة المقبلة حيث تقترب استحقاقات الانتخابات الرئاسية والبلدية والنيابية. ويجب أن يتعزز في سياق ذلك تيار القوى الديمقراطية، حاملة المشروع الديموقراطي المشتمل على عناصر المعالجات السليمة في كل الصعد السياسية والاقتصادية والإجتماعية.
ثانياً: إن تفجيرات الرياض المجرمة تطرح أكثر من سؤال خطير، شأنها شان تفجيرات العراق المشبوهة والعمياء التي إستهدفت مقار للأمم المتحدة والصليب الاحمر الدولي ومواقع مدنية أخرى. وهذه الاسئلة تتخطى النهج المدان للمجموعات السلفية الإرهابية المتطرفة، الى المحتل الاميركي نفسه الذي لم يتخلى أبداً عن مشروع وضع اليد الكامل، على المنطقة بوسائط القوة والاحتلال والتقسيم والشرذمة. ويأتي في هذا السياق نفسه ما يطرح أميركياً الأن من مشاريع، أخرها مشروع توطين الفلسطينيين في بلدان الشتات. ويشكل ذلك تعبيراً اضافياً عن تطابق الموقفين الاميركي والاسرائيلي، كما يشكل تعبيراً صارخاً عن الاستهتار بالموقف العربي العاجز أو الغائب او المتواطيء.
ولا سبيل لمواجهة الاحتلال والعدوان، ومشاريع السيطرة الاميركية والصهيونية الا بالرفض وبالمقاومة وبتوجه فعال نحو مشروع تحرري عربي جديد ينبني بالنضال المنسّق المتعدد الاشكال على إمتداد الارض العربية،  ومنها  ما يحصل في فلسطين وما يجب أن تتطور اليه المقاومة العراقية من توسع وتنوع ونهج ديموقراطي بديل للاحتلال وللديكتاتورية في آن.
ثالثاً: يحي المكتب السياسي الجهود المبذولة من قبل قيادة "حزب الله" لتحرير الاسرى اللبنانيين وعدد من الاسرى العرب، محذراً ايضاّ، من مناورات الحكومة الاسرائيلية لاستدراج تنازلات لمصلحتها في الصفقة موضوع الصراع. ويصبح هنا التمسك بتحرير عميد الاسرى المناضل سمير القنطار عنواناً لافشال المناورات الاسرائيلية ولمنع الصهاينة من تحقيق أهدافهم في محاولة فرض التنازلات واستدراج المزيد منها.
 
12/11/2003                                  المكتب السياسي
                                               للحزب الشيوعي اللبناني

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ