الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء : حوار عن مجموعة قصصية

صبيحة شبر

2007 / 12 / 7
مقابلات و حوارات


" لقاء "
الشاعر صابر الفيتوري في حوار مع القاصة صبيحة شبر

* هل تخصصك في اللغة العربية أسهم إلى حد ما في رفد تجربتك الأدبية خصوصا انك نشرتي تقريبا في ذات السنة التي تخرجت فيها ؟
تخصصي في دراسة اللغة العربية في جامعة بغداد ، أسهم كثيرا في رفد التجربة الأدبية ، ومع إننا قد اطلعنا على الأدب العربي طيلة عصوره المختلفة في دراستنا الثانوية ، إلا إن الدراسة الجامعية ، لها فضل كبير في استيعابنا لهذا الأدب الجميل ، الذي جاءت به الأقلام العربية ، منذ عصر ما قبل الإسلام ، ومرورا بعصر صدر الإسلام ، فالعصر الأموي والعباسي والعصور المتأخرة ، ثم العصر الحديث ، كانت كتب المنهج الدراسي جنبا إلى جنب الكتب الحديثة ، التي وصلتنا عن طريق الترجمة ، وبذلك عرف الكاتب انه لابد من الاهتمام برافدين معا ، هما رافد التراث ورافد المعاصرة
* كانت لك تجربة في الكتابة باسم مستعار هو " نورا محمد " عبر الصحافة الكويتية ما هي الأسباب وراء ذلك ؟
كتبت المواضيع السياسية باسم مستعار ( نورا محمد) إدانة لما كان يجري في العراق من حرب مستمرة ضد حرية الفكر والاعتقاد ، وتهجير بعض الناس من وطنهم ، لأنهم يعارضون الحكومة ، كما إن زج جيشين قويين من اقوى جيوش المنطقة ، في حرب طويلة ، دامية ، لاتنفع أحدا وهي الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت طويلا، وكلفت الدولتين والشعبين ، ثمنا باهضا من الأرواح والثروات ، كان يجب ان تستغل في الحياة ، وبناء مستقبل زاهر ، لاتأكله الحروب ، لماذا قامت تلك الحرب ؟ كي تضعف اقوى دولتين في المنطقة وتبدد الثروات خدمة للمصالح الامبريالية ، لقد قامت الحرب بدعوى الدفاع عن شط العرب ، التي تنازلت عنه القيادة العراقية بعد ذلك
* هل ما يزال واقع المراة العربية بائس ويحتاج لمزيد المطالبة بالحقوق ؟
أرى ان واقع المرأة العربية يتدهور ، ويتراجع إلى الخلف ، لننظر الى دولة مثل العراق كانت كبيرة ، وتتمتع بكثير من الثروات التي حباها الله بها ، المرأة في العراق ، كانت تتمتع ببعض الحقوق ، مثلا الرواتب لم يكن فيها تمييز ، الرجل يتقاضى كما تتقاضى المرأة اذا قاما بعمل واحد ، وكانت لهما نفس المؤهلات ، من خبرة وشهادة ، كانت الأسرة العراقية قوية متماسكة ، الآن ماذا حصل ؟ ، حدثت الحروب الطويلة لتفترس أرواح الرجال والنساء ، وتتسبب في كثير من العاهات ، وتؤدي الى ترمل العديد من النساء ، ويتم الآلاف من الأطفال ، أصبحت المرأة العراقية تقوم بعمل الرجل والمراة معا ، ان كانت تجد هذا العمل ، مما يسبب إرهاقها ، وتعبها ، وإنها تعيش بائسة ، بعيدة عن حنان الزوج او الأخ او الابن او الحبيب ، ومعروف ما تسببه المعاناة النفسية من أمراض عديدة وخطرة ، أصبحت تعاني منا النساء العراقيات ، المطالبة بحقوق المرأة لاتتضمن الحقوق المالية فقط ، وانما الحقوق المعنوية ، الحق في العمل والضمان الصحي ، والأسرة المتكاتفة ، والسفر ، والحق في اتخاذ القرار ، فالمرأة في العالم العربي كله ، حتى ان تسلمت حقيبة الوزارة مثلا ، هل لها حرية اتخاذ القرارات في وزارتها ؟ أبدا ، واجد انه حتى الرجال محرومون من هذا الحق في بعض بلداننا العربية
* لا يقدم لنا العراق نماذج إبداعية سردية كثيرة ذات حضور و انتشار كبير إنما يقدم الشعراء الكبار فقط إلى أي حد هذا الكلام صحيح ؟
قد يكون هذا الكلام صحيحا في النصف الأول من القرن العشرين ، ففي هذا التاريخ قدم العراق نماذج رائعة من شعراء خالدين وكبار ، ولكن بعد هذا التاريخ بدأت الروايات العراقية تهل علينا وتثبت جدارتها ويمكن لي ان اذكر الروائي العراقي غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي ، وقد يكون سبب عدم معرفة القاري العربي بالروايات العراقية ، ان السلطة لم تبرزها بسبب الوجهة السياسية التي يحملها كاتبها عن الحياة والناس والحوادث المعينة
* فيما بين "التمثال "و" امرأة سيئة السمعة" فترة توقف طويلة ما هي أسباب هذا التوقف الذي جاء كأنه يقول أن تجربتك الأدبية قد انتهت ؟
طبعت ( التمثال) عام 1976 في الكويت ، كنت في فترة استقرار حينذاك ، خرجت من العراق في بداية عام 1979 ومهما يكن شعور الراحة في غير وطنك الأصلي الا انه يبقى ناقصا ، وهنا يمكن لي ان أبين الفارق الكبير بين عمل المرأة وعمل الرجل ، الاثنان يعملان نفس العمل ، فإذا ما عادا إلى المنزل تنهمك المرأة في أعمال البيت من غسل وتنظيف وتسوق ، وتربية للأولاد وتوجيههم ، وأحيانا تساعدهم في الدراسة وفهم التمارين ، ويذهب الرجل إلى كتابه أو إبداعه ، بالإضافة الى إنني كنت اكتب تحت اسم مستعار وإنني أيضا أبالغ في الاهتمام بصغاري ، وأكثر من مراقبتهم وتنفيذ مطاليبهم ، كل هذه العوامل جعلتني ارجيء التفكير في طباعة مجموعة ثانية
* من الذين تناولوا إبداعك الشاعر والناقد "وديع العبيدي " متحدثا عن المنظور الاجتماعي في قصصك هل استطاع النقد ان يقترب من عوالمك القصصية ؟
تناول إبداعي الكثيرون منهم الشاعر والناقد ( وديع العبيدي) والشاعر ( جواد وادي) والمبدع( زياد جيوسي) والروائي ( فيصل عبد الحسن) والباحثة ( فدوى شكري) والناقدة ( زهور كرام) والأديب ( عبد السلام المودني) والشاعر الأديب ( جمال الجلاصي) ، واجد ان النقد اقترب كثيرا من العوالم القصصية
* هل يعزز زواج المبدع من المبدعة تجربة كلا الطرفين ؟
هذا يعود الى طبيعة الشخصيتين ، ما نلمسه في حياتنا الواقعية ، عدم وجود التعاون بين المبدعين ، أكثر الأحيان ان كتب لهما الحياة في بيت مشترك واحد ، أما ان يتزوج المبدع من آخر مثقف ، يفهم طبيعة الإبداع ورهافة المبدع وحساسيته ، فيمكن ان ينتجا حيا ة زاخرة بالإبداع الجميل ، وعموما لايمكن التعميم في هذه المسالة ، لكل حياة خصوصيتها ، ولكل إنسان صفاته الخاصة التي تميزه عن بقية خلق الله ،و تمثله هو وحده ولا تنسحب بالضرورة على غيره من الناس
* ما هي مشاريعك الأدبية القادمة ؟
عندي مشاريع كثيرة ، مجموعة قصص رابعة ، انتظر طباعتها ، ولكن أين ؟ لاأدري ، هناك مشكلة في الطباعة والتوزيع تمتد على معظم بلاد العرب ، ما ان نتمكن من طباعة كتاب صغير ، مع ما يحمله ذلك الحلم من أعباء مالية كثيرة ، فان التوزيع يشكل هما كبيرا ، فالذي ننتهي من طباعته ، يظل راكدا أمامنا ، وماذا ينتظر الأديب من طبع كتبه ؟ أليس قراءتها من قبل القاريء العربي ؟ أفكر في كتابة رواية ، وقد انتهيت من كتابة رواية مشتركة مع الأديب والروائي العراقي عنوانها ( الزمن الحافي) تطبع في العراق
* الرواية تربعت علي اهتمام الجميع صحافة وقراء وجوائز هل يمكن اعتبار ان الرواية ستقضى علي وجود القصة وهل من خوف علي القصة من الرواية ؟
لكل فن من فنون الأدب ميزاته المتعددة ، من قصة ورواية وأقصوصة ورسالة وخطبة ، وكل منها يتمتع بالصفات الجمالية التي يتميز بها الإبداع النثري ، لكنها تختلف بالطريقة والأسلوب الذي يلجأ إليه الكاتب للتعبير عن رأيه ووجهة نظره ، وما يحمل من عواطف ومشاعر ، للرواية جماليتها وللقصة القصيرة روعتها ، المهم هو القدرة على جذب القاريء وتقديم الكلمة السامية ، والتعبير النبيل والارتفاع بذائقة القاريء ، الذي يجد الكثير من الأدب الهابط وله سوق رائجة ، الذي أريد قوله ان لكل جنس أدبي مميزاته الجميلة بحيث لاتجعله يطغى على الفنون الأخرى ، ويسلب منها القراء ، لقد وجدت اهتماما كبيرا في القصة القصيرة جدا وهي ومضة شديدة الكثافة ، تعبر عن حياتنا تعبيرا ذكيا
* إلى من تدينين في تأسيسك الثقافي بمعني آخر بمن تأثرتِ ؟
نشأت في أسرة متدينة ، تهتم بعلوم القران وتفسيره ، كما ان كثرة مطالعاتي جعلت الكتب اليسارية في يدي ، تلك التي تهتم بالفقراء ، أيام الشباب ، كنا نكون الجمعيات الأدبية ، فنتبادل الكتب فيما بيننا ، ونصدر المجلات الحائطية ، في العراق تشجيع على القراءة ، لم أجد ما يضاهيه في بلد عربي اخر ، في كل منطقة سكنية مكتبة عامة ، نستعير منها الكتب لقاء ثمن رمزي ، يعيدونه لنا حين نرجع لهم الكتاب المستعارة ، لهذا فان قراءاتي متعددة ، لم تكن على منهج ثابت ، يمكن ان أقرأ الكتب الدينية والتراثية في نفس الوقت الذي أقرأ فيه لسارتر مثلا او كامو
* هل يمكنك أن تجرى لنا مقارنة بين بعض المناخات العربية التي عشت فيها من منظورك الخاص ؟
عشت في طفولتي في مدينة صغيرة ، تكثر فيها البساتين ، في الربيع تكون رائحة الورود منتشرة في المدينة ، الاهتمام بالدين كان سائدا ، والمحافظة على التقاليد والعادات الجميلة ، الأسرة كانت متكاتفة وقوية ، كلنا كنا معا ، ابي كان يساعد امي حين يجد ان أعمالها ثقيلة عليها وكانت هي ربة منزل ، الأم كانت لها المنزلة الكبيرة حيث تحظى بالاحترام والتقدير ، عرفت في تلك البيئة ان الإسلام قد منح النساء الكثير من الحقوق ، انتقلنا الى بغداد حين كنت في السنة الثالثة الابتدائية ، أسرتي بقيت كما هي ، محافظة على ذلك الترابط الجميل ، مع ان الأعباء زادت على والدي ، لان عددنا كان كبيرا وهو المعيل الوحيد ، في بغداد نمى حبي للقراءة وشغفي بها ، وتنوعت القراءات من فلسفة وعلم نفس واجتماع وأدب وفن ، بدأت انشر في الصحافة في السنة السادسة الابتدائية ، يمكن ان نستنج من هذا الكلام ان العراق شعب محافظ على التقاليد والعادات الايجابية ، مناضل ، مضحي من اجل القيم التي يؤمن بها ، في ذلك الوقت لم أكن أبالي بالاقتصاد ، كان الوالد يوفر كل شيء ، رغم انه كان يمر أحيانا بأزمات مالية.
في الكويت كنا نتمتع بحبوحة من العيش كما يقولون ، الحريات السياسية موجودة اذا ما قورنت بما هو موجود في العراق ، البضائع متوفرة وبأثمان منخفضة ، الضمانات الصحية ، والعلاج المجاني ،،كان العراق يفقد تدريجيا تلك الحقوق بسبب الحروب ، عشت آمنة في الكويت رغم أنني بعيدة عن الوطن الحبيب الذي أعشقه ، وبعيدة عن الأصدقاء الذي لهم نفس اهتماماتي
في المغرب ـ أتيت أول الأمر سائحة ، فأعجبني منظر البلاد الساحر ، طبيعة خلابة وأشجار وبحار ، وحرية اجتماعية لم تكن موجودة في بلدي ، النساء يتمتعن بعدد من الحريات ليس لها مثيل في بلدي ، حيث يحرم حتى الرجال
• حديثينا عن مجموعتك " امرأة سيئة السمعة " ؟
( امرأة سيئة السمعة) مجموعة قصصية صدرت أواخر عام 2005 من ( وكالة الصحافة العربية) القاهرة ، في مائة صفحة من الحجم المتوسط ، تتضمن أربع عشرة قصة قصيرة ، هي : إليك عني يا همومي- المهجرة- سأعود بعد ساعة – امرأة سيئة السمعة- الوشاية – المطاردة- البناية- الانتظار – الطاعون – ساق للبيع- مجلس العزاء- وليمة – أعياد الربيع- حفلة عيد الميلاد
كتب المقدمة للمجموعة القاص والروائي العراقي( فيصل عبد الحسن)
وكتب نقدا عنها الأديب والناقد العراقي ( وديع العبيدي) متحدثا عن المنظور الاجتماعي في قصص المجموعة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي المحتجزين الإسرائيليين يحذرون نتنياهو من التفريط في صف


.. إيران.. الانتخابات الرئاسية ومواقف المرشحيْن من القضايا السي




.. قوات الاحتلال تحرق خياما تؤوي نازحين في المواصي شمال غرب مدي


.. السويد.. وقفة أمام مسرح ستوكهولم تنديدا بالحرب على غزة




.. انتخابات موريتانيا.. تقدم الرئيس المنتهية ولايته على مرشحي ا