الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الحوار المتمدن ...جمرة الحرية ورقم الصحافة الصعب...في عيده السادس

فلورنس غزلان

2007 / 12 / 9
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


نعيش أياما تحمل المقت ويزدهر فيها العنف والكراهية والحقد الأعمى...نعيش وطأة الاختناق وانعدام الأكسجين الصحي لحياة سوية ننعم فيها بدفء المحبة ونتنفس هواء الحرية في المعاش والتعبير عن أنفسنا ورغباتنا وإرادتنا ..حريتنا في الاختيار والاختلاف...حريتنا في الصراخ ..وفي الصمت حين يكون منهجا..حريتنا في كشف المستور وقول ما لا يقال وما كان ولا يزال حصرا وحكرا على أصحاب السيادة والمتحكمين برقاب العباد ..رقابنا نحن...حرية أن يخط القلم حروفه ويرسم ألوانه ودوائره..دون رقيب يجز عنقه..أو يقص ورقته...حرية اليد في رسمها مشروعها والعقل في تنوير الظلمة..وإشعال شموع الفكر ونور العلم والمعرفة....كل هذا حرمنا منه طويلا...وكل أبواب المنطق والحوار ...سُدت منافذها أمامنا...وأُغلقت دوننا أبوابها...واحتكرتها سلطة الكرباج ولغة السيد الآمر الناهي...في منطقتنا الشرق أوسطية أُمم العقل وُأمم القلم وصودر الرأي وألغيت اللغة واحتُكِرت منابرها لتعويم مذاهب سلطوية قمعية وقبائل أجهزة الأقبية ...والصحافة الصفراء...كلنا ....أبناء الخوف .. ومنتج الرفض له ..وأصحاب التمرد على الاستبداد والديكتاتوريات ...كلنا ناشدي الحرية بكل ما نحمله من اختلاف في الرؤيا والطرح، وبكل ما لدينا من تراث ترك بصماته بين سطورنا وألوانه في لغة حروفنا...بكل ما نحمله من خطأ أو صواب ...بكل نسبياته وتشعباته...هجمنا كجياع السودان والصومال...نحو باب ...
الحوار المتمدن...
نخطف منه الضوء والصفحة البيضاء...المحاصرة بسواد الفكر وظلامه...الممهورة بأختام العسكر ...وأقفال الإخراس وكتم الأنفاس هرعنا نحو ذراعيه المفتوحتين... نتلمس طريقنا هاربين من غياهب العزل والفقر والإفقار لكل محاولة لكسر طوق الحصار على الكلمة المغايرة ...الناقدة الممنوعة بقوانين صارمة....أطلقوا عليها الخطوط الحمر...ومكاتب كرست جهد موظفيها للمراقبة والقص والقطع...ثم الحجب ...والإغلاق....لأن الفكر يخيفهم ...لأن الكلمة الصادقة القادمة من عالم المحرومين والمبعدين ...عالم العطشى...لسبيل الحرف ...العطشى لكلمة تريد أن تفتح آفاق الصحف وأعمدتها ...على حوار الحريات... حوار الفكر... حوار الثقافات... حوار الفن والأدب...على خرائط ملونة...من صنع الإنسان المشرقي والمغربي المحروم...لم يضع الحوار المتمدن قيودا ...ولم يحتكر فكرا...ولم يغلق بابا...لقول يحترم ما يقول، وقلم يحترم ما يكتب وأدب يقدر الأدب ولا يبتعد عن أصول الحوار وثقافته المتحضرة...كان الحوار المتمدن عقلاني الفكر ...علماني المسار والخط
ولم يغادر للحظة موقعه ولم يفت في عضده محاولات الحجب والتطرف والهجوم...وبقي طوال هذه السنين ممارساً لقناعاته أصيلا في بنيانه...محافظاً على نوعيته مدافعا شرساً...ومحاميا كفؤا عن الإنسان...الإنسان بكل أطيافه وبكل إثنياته وبكل أجناسه....دون تمييز ...مع المرأة في نضالاتها...مع العامل في نقاباته ومعاركه....مع المفكر والسياسي والمناضل وصاحب الحق...مع المظلوم والمكلوم والمجروح...في وطنه وأبناء جلدته...مع الوطن....مع الوطن في تطلعاته وأحلامه مع آمالنا العريضة في بناء الأوطان الحرة الديمقراطية، التي ننشد ونشد نحوها أقلامنا ...لأننا دعاة سلم وأصحاب كلمة......آزرنا الحوار ووقف معنا...آزرنا بمواقفه في تغطية أخبارنا ونشاطاتنا...دعمنا فيما نطرحه دون تحيز ...أو تميز...ترك لنا حرية الحوار...دون تشويه للغة الحوار الحضارية...كان الحوار متنفسنا الوحيد في أزمتنا المتواصلة ومازال...به ومعه نستمر ...نمد له يدنا الضعيفة الغرقى...ويمد لنا باعه ونافذته مشرعة تستقبلنا...وتحضن صفحاتنا بحنان أبوي كريم...ورفاقي نادر...
شكرا لك يا حوارنا...شكراً للقائمين عليك..وقد اثبتوا أنهم خير من مارس الحرية وخير من ناصرها وخير من مارس الديمقراطية بشكلها ومعناها الحقيقي الذي نحتاجه في عالم الاستعصاء والانسداد والاستبداد...هنيئا لنا بك وهنيئا لك بما وصلت إليه بعد فترة وجيزة وخلال عامك السادس..فإلى الستين ثم المئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟