الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيون يَجدون في الموت طريقاً للخلاص!!!

خالد عيسى طه

2007 / 12 / 14
أوراق كتبت في وعن السجن


مااتعس حال العراق والعراقيين هذه الايام... اذ بدءوا يرفعون ايديهم الى السماء طالبين الخلاص عن طريق الموت من وطئة اجرام المليشيات وتغاضي الحكومة وضعفها التي ادت الى فلتان أمن مستديم جعل من الامعان في الاغتصاب عملاً يومياً بدعم تجدد فتاوي العمائم بجواز قتل المرأة البصراوية وغير البصراوية بافتراءات فتاوية واغراض شخصية وبعض اطماع جنسية .
انا عراقي وانا من الذين اضطهدهم صدام حسين ولو تأخرت بالبقاء في الوطن بعد الاحتلال لكنت اليوم رافعاً يدي مع رافعي الايادي العراقية ، انا ممن كانت زمرة صدام قد وضعتني دائرة المخابرات التي تقع بالطابق الثالث والمرقمة 60 وهي الغرفة المعدة للسجن الانفرادي والمخصصة للمتهمين الخطرين الذي تصل عقوبتهم الاعدام هذه الدائرة كانت قرب محكمة تحقيق جزاء الرصافة وفي شارع مستشفى الحيدري.
كان قدري ان انال من ظلم حكومة صدام حسين الدكتاتورية وتصيبني منها قطرة من الظلم ورذاذاً لطشار الاتهام العشوائي ورتبت تهمة ضدي ادخلتني الى دائة التحقيق المشار اليها وثم الى سجن ابو غريب بعد صدور قرار السجن لمدة خمس سنوات فجرى نقلي الى السجن اثناء فترة التحقيق تنقلت من غرفة صغيرة مخصصة للخطرين على امن وحكومة صدام حسين هي ايام حفرت في ذاكرتي استمرت هذه الايام مئة وتسعة عشر يوماً فيها لمعت عيوني من نجوم من ضربات بالهروات التي كان يستعملها جلاوزة التحقيق هذه الحالة اقتنعت بان الموت لا بد منه خلاص مما انا عليه ولكن طلب الموت لا يعني القدرة عليه فوجدت ان الطريق الوحيد له هو الصيام والامتناع عن الاكل رغم علمي الانتحار محرم ولكنني كنت افضل نار جهنم على مااعانيه من عذاب من مخابرات رجال صدام.
لقد اكتشف المسؤولين بواسطة ملاحظات الحرس الذين كانوا يمنعون اي شئ صلب ممكن ان يستعمل في ايذاء الغير او النفس من المرور الى مخادعنا ولقد اختمرت في ذهني فكرة الخلاص الانتحاري وبدئتها عملياً حينما اضربت عن تناول الطعام تدريجيا وهذا الاضراب جعل وزني يتناقص وصحتي تضعف وتتراجع حتى وصلت الى حالة احتاج ان استعين بمن حولي وكان منهم صديقي الضابط العسكري علاء الطيار وشباب من التركمان اخرين هؤلاء زملاء السجن كانوا يعينوني بعد ان تلاشت قوتي الى الحمام ويرجعوني الى مكاني وكنت اركد باستمرار بشبه اغماءه على ماخصص لي من مساحة وهي ثلاث كاشيات فقط وكان حلمي ان تكون هذه الثلاثة كاشيات قبر لي ان نجحت للوصول الى الموت ولقد مرت على ايام طويلة وانا في شبه غيبوبة وللاسف حين ذاك ان اكتشف امري فنقلت الى مستشفى المخابرات في معسكر الرشيد وقد ظنوا ان بي مرضاً عضالاً فاصروا على اطعامي بشكل مستمر وبعد ان تعافيت ارجعت الى الدائرة بعيداً عن الخلاص بالموت الذي تمنيته رغم طبيعة الانسان وحب تمسكه بالحياة ولكن الظلم والقسوة هي التي تدفعه للانتحار خلاصاً.
اليوم ورغم فرق التاريخ .. تاريخ محاولة موتي خلاصا من تعذيب وتلفيق دوائر مخابرات العراقية والتي كانت في فترة حياتي في سنة 1980 اليوم نجد الكثير من العراقيين وان لم يدخلهم الاحتلال في سراديب سجونه الا انه ساوى بظلمه وبطشه متعاونا مع المليشيات سواء اكانوا داخل الاسوار او خارج الاسوار فالعراق بكامله هو سجن كبير لذا نجد الايادي ترتفع بازدياد طالبة رحمة الموت على ظلم المليشيات وقسوتها وانهم في تعايشهم يموتون الف مرة باليوم الواحد رعباً وفزعاً.
مااتعس شعبنا اليوم..
وماقسوة المليشيات وبطش الاحتلال..
وماابعد الرحمة والتغاضي من قلوب الجحافل المليشية المسيطرة على عراقنا الحبيب ومع تزايد هذه الظلامة والظلم سترتفع ايادي العراقيين اكثر واكثر واعلى واعلى طالبة الموت خلاصا من هذه الحالة الكارثية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن