الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسي الجنسية يشرف على لجنة طرد عرب كركوك!!

سليم مطر

2007 / 12 / 10
حقوق الانسان


تتوالى الاخبار عن استمرار تهجير العوائل العراقية العربية عن بيوتها في محافظة كركوك. ويشرف على هذه الجريمة المضادة للانسانية والمواطنية والتي تذكر بما تقوم اسرائيل في فلسطين، لجنة برلمانية يقال عنها انها مشتراة من قبل القيادات القومية العنصرية الكردية. ويرأس هذه اللجنة السيد (رائد فهمي ) الشيوعي القادم من باريس والذي يدعي الاممية وحقوق الانسان والديمقراطية!
لنسأل السيد رائد السؤال الضميري التالي:
ـ انت نفسك تحمل الجنسية الفرنسية، ولقد حصلت عليها بعد بضعة سنوات من اقامتك في فرنسا، ويحق لك ان تصوت وحتى ان ترشح نفسك للبرلمان الفرنسي. وليس هنالك اية قوة فرنسية ولا قانون ان يحرمك من حق الاقامة في كل انحاء فرنسا.
اذن كيف يحق لك يا ايها المناضل الاممي الشيوعي الديمقراطي الانساني المساواتي، ان تقرر طرد مواطنين من بيوتهم ومن مناطقهم التي يقطنوها منذ عشرات السنين، لمجرد انهم ليسوا اكراد، وانهم اتوا فقط منذ اكثر من ثلاثين عام.. نعم فقط منذ ثلاثين عام.. بينما انت حصلت على الجنسية الفرنسية بعد خمسة اعوام فقط؟؟!!
انت تعرف يا سيد رائد، ان من بين اهم الحقوق الانسانية والوطنية التي اقرتها جميع الشرائع الدولية، هو (حق اختيار مكان الاقامة في اية بقعة من الوطن)..
أياك ان تقل لي:
ـ لكن هؤلاء العرب اتوا لطرد الاكراد من بيوتهم..
وهذه اكذوبة كبرى انطلت على الكثيرين:
اولا ان غالبية عرب كركوك من اهلها الاصليين، مثل التركمان والاكراد وغيرهم.
اما القسم الاقل، فهم الذين اتوا اوائل سبعينات القرن الماضي وهم الذين يطلق عليهم مجازا (عرب كركوك). الحقيقة التي يجب ان توضح بخصوص هؤلاء، انهم لم يأتوا ليطردوا الاكراد.. نعم صحيح لقد جرت عملية طرد لقسم من لأكراد والتركمان من كركوك، ولكن بصورة منفصلة تماما عن عملية توطين العرب. عرب كركوك اتوا في احياء جديدة في ضواحي كركوك لم تكن مبنية سابقا ولا يقطن فيها أي انسان. ولم يخبرهم احد انهم اتوا لكي يحلوا محل الاكراد. بل اتوا كعمال وموظفين وعسكريين وقطنوا في احياء مبنية حديثا وقطنوا فيها، مثل جميع موظفي العراق والعالم.
لقد قطن العرب كركوك، مثلما يقطن الاكراد في الموصل والبصرة وبغداد. نعيد ونؤكد: ان عرب كركوك يقطنون كركوك، مثل ملايين الاكراد الذين يقطنون بغداد والموصل وباقي محافظات الوطن.. وهذه حقيقة يجب ان لا تنسى ابدا عند الحديث عن كركوك.
نعم، يتوجب فصل هاتين العملتين عن بعضهما تماما:
ـ عملية استيطان العرب في كركوك، وعملية طرد قسم من الاكراد والتركمان منها.
ان استيطان العرب في كركوك، مسألة طبيعية ومواطنية وانسانية ومقبولة ولا يمكن ابدا اعتبارها جريمة، وبالتالي لا تحتاج ابدا الى أية عملية تصليح وتعويض. ويجب ان يترك هؤلاء في ديارهم. ويجب خصوصا ان لا تمارس عليهم اية ضغوط ولا مغريات لكي يتركوا ديارهم. بل يجب رفض حتى التشهير الاعلامي والسياسي بهؤلاء العراقيين واعتبارهم من ادوات نظام صدام ومساهمين في جريمة طرد الاكراد. ان عملية التشهير هذه جريمة تشويه واعتداء على كرامة المواطنين ويجب ان تدان وتمنع.
اما عملية طرد نظام صدام الاكراد والتركمان من كركوك، فهي جريمة وخطأ كبير ضد حقوق المواطنة والانسانية، ويجب تصليح هذا الخطأ بتوفير كل الامكانات المادية والقانونية لكي يحق لكل راغب العودة الى كركوك وان يقطن اينما يشاء.
نعم، ان ارض كركوك واسعة، ولا داعي ابدا ان يتم طرد ناس لكي يتم اعادة ناس. انكم بطرد العرب من ديارهم تمارسون بكل بساطة جريمة ضد الانسانية اسمها( جريمة التصفية العرقية)!!
ثم ما هي حكاية العودة الى احصاء(1957)!؟ يعني ان كل مواطن عراقي لن يحق له التصويت ان لم يكن مقيما منذ عام 1957. تخيلوا تطبيق هذه القاعدة على كل مناطق العراق. ان هذا مستحيل. انها ثورة همجية سوف تقلب الامور رأسا على عقب. لماذ يجب ان تطبق على كركوك وحدها مثل هذه القوانين العنصرية التي تحرم العراقي من حق الاقامة والتصويت لمجرد انه ليس من سكان المحافظة منذ اكثر من خمسين عام؟!
اذا كنتم تتحدثون عن القوانين الفدرالية.. طيب نحن معكم. هاتوا لنا دولة واحدة في العالم اجمع، نؤكد في العالم اجمع، ان كانت فدرالية او كونفدالية او كونكونكونكونفدرالية، تمنع المواطن من التنقل والاقامة في باقي المقاطعات. هنا في سويسرا، التي هي نموذج مثالي وتاريخي للانظمة الاتحادية، يحق لكل سويسري، من اية مقاطعة، وبصورة تلقائية وروتينية، ان يقيم في اية مقاطعة اخرى. ويحق له المشاركة في التصويت بل وحتى قيادة حكومة المقاطعة بعد اقامة ودفع الضرائب لفترة عامين لا اكثر!! فكيف يحق لك يا سيد رائد ان تطرد مواطنا يقيم منذ اكثر من ثلاثين عام!!
نتمنى من السيد رائد فهمي ان يتجرأ ويسأل حكومة اربيل القومية العنصرية، ان تسمح لباقي العراقيين الاقامة في اقليمهم، ليسوا كأجانب اذلاء كما هو حاصل الآن، بل كمواطنين حقيقيين لهم حق الاقامة والمشاركة الفعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية.
نتمنى من السيد رائد فهمي، ان يتجرأ ويطرح مسألة عشرات الآلاف من الأكراد، وبينهم الكثير من غير العراقيين(ايرانيين وسوريين واتراك)، الذين تم جلبهم الى كركوك بعد 2003، ومنحت لهم هويات مزورة.
نود التذكير، لكل من يتصور بأننا ضد الاكراد: ان هذا غير صحيح ابدا. بل اننا ضد العنصرية والاستبداد مهما كان عربيا ام كرديا ام هنديا. اننا مع تمتع الاكراد بكل حقوقهم الثقافية والسياسية ضمن الحق الاكبر الذي هو حق الوطن العراقي. اننا مع ان يشارك الاكراد بقيادة الدولة العراقية. بل نحن ومنذ سنوات طويلة كنا اول من كتب وطالب ان يكون رئيس الدولة كرديا. بل نحن لسنا ضد ان تتحول البصرة او العمارة الى ناطقة بالكردية، ولكن بشرط ان تبقى عراقية. خلاصة الكلام، اننا ابدا لسنا ضد الاكراد كأكراد، بل ضد القيادات والطروحات القومية العنصرية الانفصالية. بالضبط كما اننا لسنا ضد العرب كعرب، بل ضد الطروحات العروبية العرقية العنصرية.
اننا ندعو كل المعنيين بشأن كركوك، حكومة واحزاب وبرلمان، وجميع النخب الثقافية والدينية العراقية، الى الاخذ بنظر الاعتبار الامور التالية:
ـ كركوك كانت واستمرت وستبقى ارضا مشتركة لكل العراقيين، بجميع قومياتهم واديانهم ومذاهبهم. واننا ضد دعوة فصلها عن العراق وضمها الى المشاريع القومية العنصرية .
ـ اننا ندعو لايقاف جريمة تهجير عرب كركوك من بيوتهم. انها جريمة عنصرية ضد حقوق الانسان والمواطنة. حتى في المواثيق الدولية، يحق لكل انسان حرية سكنه. حتى الاجنبي يكفيه ان يقطن في بلد بضعة سنوات، لكي يحق له ان يطلب الجنسية. فكيف يصح طرد عوائل عراقية قطنت جزءا من ارض بلادها منذ عشرات الاعوام؟!
ـ نعم اننا مع عودة المهجرين الاكراد والتركمان الى كركوك، ولكننا ضد تهجير العرب. كركوك وطنا لجميع العراقيين، وهي واسعة وتستوعب الكثيرين. وليس هنالك أي ضرورة لطرد البعض.
ـ كما يحق لاكراد البصرة وبغداد والموصل البقاء في بيوتهم، كذلك يحق لعرب كركوك البقاء في بيوتهم.
ـ كركوك منذ اجيال عديدة اتصفت بخصوصية ثقافية تركمانية، وقد قبل جميع سكان المدينة، من عرب واكراد وسريان وارمن، بهذه النكهة التركمانية الانسانية الشعبية. وهذا فخر ودليل على تنوع وغنى مناطق العراق. لهذا يجب العمل على ابقاء هذه الخصوصية التركمانية لمدينة كركوك، وتشجيعها اعلاميا وثقافيا، وادانة المحاولات القومية العنصرية لتكريد المدينة والغاء طابعها التركماني.
ـ كركوك محافظة عراقية، ويجب ان تبقى العربية لغتها الرسمية والمشتركة بين جميع الفئات، مع تشجيع وتدريس اللغات العراقية الاخرى: الكردية والتركمانية والسريانية، وحتى الارمنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية