الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم الانسانية اولا

أدهم ميران

2007 / 12 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عالم الشرق تغوص مجتمعاته وشرائحه في خلافات لا تحصى، اهمها بل ابرزها الخلافات الدينية والمذهبية والطائفية، واغلب بلدان هذا العالم كان ساحة للاحتراب والقتال بسبب الاختلاف في المذهب والعقيدة الدينية، والعراق احد اهمها. فالامساك بطرف الخلاف والتوصل الى تسويته بين هذه المذاهب يبدو صعبا جدا، فكل له ثوابته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وعلى البقية الانقياد لهذه الثوابت التي هي بمثابة قوانين إلهية، ومن يخرج عنها فقد ضل ضلالا مبينا ومثواه النار (والعياذ بالله). ولا يزال كل احد منهم ينشر مذهبه باعتماد مصادر تاريخية غير محققة تحقيقا علميا وفيها كثير من المغالطات والتناقضات التي لا يتقبلها عقل انسان سليم، واذا رحت تقف على بعض منها هاجموك وكفروك واتهموك بالزندقة. أذكر حينما كنا في بغداد كان المحقق الاستاذ الدكتور بشار عواد معروف وهو رجل ذو خبرة واسعة في مجال التاريخ والبحث العلمي وتحقيق المخطوطات القديمة، دوما ما يشير الى هذا الأمر في عدم صحة نصوص واحاديث كثيرة في المصادر الاسلامية المعتمدة التي يتداولها الخطباء ويستشهدون بها في خطبهم، ومنها كتاب (ابن ماجه القزويني) و(مستدرك الحاكم) الذي فيه مافيه من مغالطات واحاديث موضوعة وغيرها من الكتب.
اقول فإذا كانت هذه المذاهب تعتمد نصوصا تاريخية مغلوطة وتستميت في نشرها ومحاربة من يناقضها من المذاهب الاخرى التي تعج هي الاخرى بنصوص واحداث تاريخية مغلوطة، فإلى من سيكون الاحتكام وكل واحد فيهم يسمي مغالطاته ثوابت شرعية ينبغي على العالم الأخذ بها لتكون طريقهم الى الجنة !!؟؟
في اتون هذا الصراع المذهبي ضاعت خلاصة القيم الانسانية عبر التاريخ الانساني داخل مجتمعنا وفقد الانسان معها حريته في اختيار نمط حياته، وفي حال انتماءه لهذا المذهب او ذاك لن ينجيه من تعرضه للقتل، فكونه منتميا او لا منتمي فالأمر سيان سيقف له المتمذهبون بالمرصاد. أليس هذا اضطهاد واغتيال ان لا يستطيع المرء اختيار صلته بربه إلا عن طريق هذه المذاهب؟ من يملك ان يغتصب الآخرين حريتهم؟ من يحمل دليل خلافته لله على البشر؟؟
هناك من يدعي حرية الأديان وينادي بها من على المنابر ووسائل الاعلام، ولكن الواقع المرير الذي يعانيه الانسان العراقي من الاحترابات الطائفية والمذهبية يزداد يوما بعد آخر، فالقتل على المذهب والهوية والطائفة اصبح عادة يومية نقرأها على صفحات الجرائد و(المنتمون) للمذاهب يقرأون هذه الاخبار بين سعيد وحزين، حسب انتماء القتلى.
المذاهب الاسلامية جلبت إلينا اوثانا اشد وطأة من (اللات والعزى وعبد منات) ايام ظهور الاسلام، فكل منها لها من تقدسه من الصحابة والأئمة والشيوخ الصالحين بمثابة وثن حكر لها به تنفرج الكروب وتحقق الامنيات وتحل اللعنات على الأعداء. وان بالموت من اجل ذب الاساءة عنهم وقتل المسيئين تستحصل الشهادة والأجر العظيم، والتي تضاف الى ابواب الاستشهاد والأجور الكثيرة في هذا المجال.
لكي ننهي صراعاتنا ونعيش بسلام علينا نبذ الخلافات العقائدية والمذهبية وترك الاوثان جانبا وتجريد الذات من التعصب الأعمى ليس فقط بين الناس العاديين وانما بين المثقفين كذلك، فكثير من المثقفين وحملة الشهادات تنبري اقلامهم للشتم والطعن فيما بينهم من اجل ان يثبت كل منهم صحة مذهبه على الآخر. ان الارتكان الى القيم الانسانية والتواصل الانساني لا يمكن بلوغه بما نملك من فردية التفكير والتعصب في المذهب وانما من خلال رؤية القواسم الانسانية المشتركة في قيم الخير والحب والجمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة