الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا حماس ويا فتح ويا كل التنظيمات : ابتعدوا عن أطفالنا ..!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 12 / 9
القضية الفلسطينية


في اليوم التالي لمهرجان ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات في غزة واقتحام مليشيات حماس للمهرجان مما أدى إلى مقتل تسعة من المواطنين وإصابة العشرات من الذين شاركوا في إحياء الذكرى ، ساد التوتر والخوف كافة محافظات غزة احتسابا لاستمرار القمع والصدامات .. كنت أمر من شارع ممتلئ بالمدارس فلاحظت ظاهرة وقوف عدد ليس بقليل من عناصر غير مسلحة تنتمي لحركة حماس عند باب كل مدرسة وذلك في محاولة لصد أي تخريب للمسيرة التعليمية وإقحام أطفالنا في الصدامات الدائرة أو حتى الاحتجاج على الأحداث .. عمل جميل وممتاز لطالما نادينا به أن نمنع أي تخريب للمسيرة التعليمية وعدم إقحام أطفالنا في الصراعات السياسية الدائرة ، لكن أن يأخذ ذلك شكل العنصرية فهو ينحى باتجاه أكثر خطورة من الفوضى والعشوائية ؛ بعدها مباشرة وعشية مؤتمر أنا بولس أخرج أطفالنا من مدارسهم من قبل عناصر حركة حماس للمشاركة في الاحتجاجات التي نظمتها الحركة ضد انعقاد مؤتمر أنا بولس .. التنظيمات المفلسة جماهيريا تتجه إلى المدارس لتحريك أطفالنا وأبنائنا ليشاركوهم فعالياتهم التي أصبحت لا تعني شيء .. سوى إفلاسهم من كل شيء ..؟ لا هم استطاعوا توفير الأمن الاجتماعي ولا الأمن الغذائي ولا الأمن الاقتصادي ولا الأمن التعليمي ولا الحق في العمل أو الحق في التعبير .. ولا حتى حققوا شيئا سياسيا .. إلا استيلائهم بالقوة على مؤسسات السلطة الفتية وتقسيم ما يسمى الوطن إلى قسمين منعزلين وحصارا يدفع ثمنه المواطن يوميا ، حيث بات المواطن في غزة مهددا بالانهيار إلى درجة أصبح العيش فيها مستحيلا ...
أطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض ، من أجلهم نشقى ونتعب ، ومن أجلهم نكافح ونناضل كي نوفر لهم حياة كريمة في ظل دولة مستقلة يمارسون فيها حياتهم بحرية يلعبون ويتعلمون فيبدعون ويشاركون العالم انجازاته الحضارية .. وإنهم لقادرون على الإبداع والاختراع والمبادرة ، وهم يستحقون منا التضحية ويستحقون منا الحياة بعيدا عن صراعاتنا .. ويستحقون منا أن نعلمهم بشكل يتناسب مع ظروف العصر المملوء بالتكنولوجيا .. وصحيحا ما يقال : " إن أعظم خطر على الإنسان هو الإنسان نفسه .." فكيف نسمح لأبنائنا الصغار بأن ينقسموا إلى قسمين ونعلمهم على الانقسام ؟ فأينما ذهبت تجد الكبار يسألون الصغار : أنت فتح ، أم حماس ؟ صارت لعبة الأطفال في الشارع وفي كل مكان ..! نعم إن الطفل هو ابن بيئته ، لكن هل نسمح لأبنائنا أن يعيشوا في بيئة موبوءة ؟؟ من منا يقبل بما حصل من انقسام وتشظي في الأسرة ، أو العائلة الواحدة ؟! من منا يحب لأبنائه أن يتخاصمون ويتقاتلون .. أو يتناوبون بالسب والشتائم على بعضهم البعض ؟؟ لماذا نأخذهم إلى المهرجانات والفعاليات السياسية ؟ أليس في هذا إفلاس جماهيري ؟ هل عجزتم عن حشد الكبار لتزيدوا القوم بالصغار ؟؟ يحضرني في هذا المقام سخرية أو نكتة عن بلداتنا قديما حيث بني مسجدا في قرية صغيرة ، وعند صلاة الجمعة لم يكن هناك عدد كاف من المصلين فذهب البعض لإكمال العدد بوضع أباريق الوضوء ..
ألا يكفينا النتائج السلبية التي أظهرتها الامتحانات النهائية من العام الماضي والتي تقول : أن ستين في المائة من أبنائنا قد رسبوا في امتحانات اللغة العربية والحساب ؟ قولوا لنا يا أساطين السياسة ! من المسئول عن هذا التدهور الخطير في مدارسنا ..؟ قولوا لنا : ماذا تريدون من أطفالنا ؟ قولوا لنا يا إسبارطيون أي مستقبل تريدون لنا ؟ هل تريدون لنا أن نكون إسبارطيا العصر ؟ إذا كنتم كذلك فأغلقوا المدارس ، أو حولوها إلى معسكرات إسبارطية لتقاتل أثينا ..؟!
ألم تنص قوانينكم ولوائحكم الداخلية على عدم قبول ما دون ثمانية عشر سنة في تنظيماتكم وأحزابكم ؟ فلماذا إذن تخرقون القوانين يا أصحاب القوانين ؟ لماذا إذن يتم تنظيم الأطفال في المساجد والمدارس وإلحاقهم بتنظيماتكم العاجزة ..؟! لماذا يقوم معلموكم بقمع وعقاب أطفالنا على انتمائهم السياسي ؟! لماذا أصبحت الثقافة السائدة هي ثقافة العنف ؟ وأصبح أبناؤنا لا يشاهدون إلا برامج وأفلام العنف على مرئياتكم وفضائياتكم المشبوهة والمشوهة ؟؟ ويهربون من مشاهدة أفلام الحب والبرامج التعليمية والهادفة ..؟
يا سادة ! إذا أردنا أن نفهم الحياة .. لنتأمل نواظر الأطفال وهي تعج بالآمال العذاب ، وإذا أردنا تأسيس مجتمعاتنا على أسس حضارية فلنعد تأسيس علاقتنا مع أطفالنا ، وهذا لا يتم إلا بإعادة تقييم واقع ثقافة التنشئة لأطفالنا ، والسعي نحو توفير بيئة خالية من الكراهية والحزبية العنصرية ، بيئة يشعر فيها أطفالنا بالأمان والاطمئنان ، بعدها يمكننا المفاخرة بأننا حتما سنحقق النصر والتقدم والاستقلال ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد