الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهنئة وشكر للحوار المتمدن

عبدالخالق حسين

2007 / 12 / 9
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


بمناسبة العيد السادس لميلاد صحفيتنا (الحوار المتمدن) الإلكترونية، أتقدم بالتهنئة الحارة لمؤسسها ورئيس تحريرها الأستاذ رزكار عقراوي، وكافة أعضاء هيئة التحرير والعاملين فيها، والقراء والكتاب الذين ادعموها وجعلوها صحيفة متألقة في عالم الصحافة الإلكترونية، مقروءة من جمهرة واسعة من القراء في العالم، وحققت نجاحاً كبيراً منذ الأشهر الأولى من ولادتها قبل ست سنوات.

لقد ولدت (الحوار المتمدن) في الوقت المناسب حيث الحاجة الماسة لها كمنبر حر للمثقفين على مختلف ميولهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية والدينية دون أي تمييز. فرغم أن شعار الصحيفة أنها يسارية علمانية وديمقراطية، إلا إنها في نفس الوقت صدرها واسع ورحب، حيث احتضنت كتاباً من مختلف الاتجاهات، من شيوعين ستالينيين وتروتسكيين، مروراً بالديمقراطيين والليبراليين وإلى دعاة إسلاميين وغيرهم. وهذه حالة نادرة كنا نفتقر لها في بلداننا العربية وفي الإعلام العربي من قبل.

لذلك، أعتقد أن ولادة هكذا صحيفة والتي يمكن أن أسميها ليبرالية رغم شعارها اليساري، كانت استجابة لظروف موضوعية وتاريخية فرضت وجودها لتكون صحيفة ذات توجه ليبرالي لنشر الفكر الديمقراطي التنويري، وثقافة التسامح والتعايش السلمي مع المختلف، واحترام الرأي الآخر، لمحاربة الفاشية بشتى أشكالها ومسمياتها، والتصدي للغلو القومي والديني والطائفي، ولمواجهة الفكر الظلامي الإسلاموي الأحادي النظرة، الرافض للتعايش السلمي مع الآخر المختلف والذي ساهم في نشر التطرف والإرهاب الغاشم المتفشي الآن، وألحق أشد الأضرار بالإسلام والمسلمين وجعلهما في حالة مواجهة دموية غير متكافئة مع العالم ينذر بعواقب وخيمة.

لا شك إن اختراع الإنترنت يمثل نقلة نوعية هائلة في الحضارة الإنسانية لا يقل أهمية عن اختراع الكتابة والطباعة والإذاعة والتلفزة في نشر الفكر ةنقل التراث الإنساني من جيل إلى جيل والتعجيل بعملية التقدم والتقارب بين الشعوب والمجموعات البشرية في العالم. فقبل الإنترنت، كان نشر المقالات وغيرها من المواد الفكرية والبحثية محصورة على نخبة محدودة من الكتاب والباحثين الذين تربطهم علاقة حميمة برؤساء تحرير الصحف الورقية، والذين كانوا مرغمين أن يخضعوا فكرياً لسياسة وتوجه أصحاب هذه الصحف والتي هي غالباً كانت خاضعة لسياسة حكوماتهم. أما اليوم، فقد حررت صحف الإنترنت الإلكترونية البشرية من هذا الاحتكار البغيض، وأطلقت العنان لآلاف المثقفين ليجربوا حظهم في النشر، وينموا مواهبهم الكتابية ويعبروا عن آراءهم في القضايا العامة و يطرحوا نتاجاتهم الفكرية كما يشاؤون دون مقص الرقيب، ودون أية شروط مسبقة، وبلا تحديد لمساحة وحجم المادة أو انتظار طويل لنشرها أو عدم النشر. ولهذا نرى صحيفة (الحوار المتمدن) على سبيل المثال لا الحصر، احتضنت آلاف الكتاب، حيث تنشر يومياً أكثر من مائة مقالة في مختلف المجالات الفكرية والسياسية والأدبية والشعرية والاجتماعية والفلسفية... الخ وهذا فوق طاقة وإمكانية الصحف الورقية.

كما وأعتقد أن سر نجاح (الحوار المتمدن) يعود بالإضافة إلى ما ذكرت آنفاً، إلى حرص المسؤولين فيها على نشر كل ما هو مفيد، على شرط الالتزام بأدب الحوار المتمدن، دون تجاوز على كرامة الآخر، ودون أن يفرضوا شروطاً تعجيزية مجحفة على الكتاب، مثل مطالبتهم بعدم نشر مقالاتهم على المواقع الأخرى إلا بعد مرور كذا من الوقت وذكر الناشر الأول..الخ كما هي الحال عند بعض المواقع الإلكترونية مع الأسف الشديد، حيث يتعاملون مع المثقف والثقافة بعقلية تجارية والربح المادي والهيمنة والاحتكار لمجهود المثقف. فالغاية الأساسية من النشر في صراعنا مع التخلف والهمجية وفقهاء الموت، هي إيصال الفكر التنويري إلى أوسع ما يمكن من جماهير القراء وتجنب المنافسة التجارية المقيتة والمضحكة في فرض شرط احتكار جهود الكاتب لهذا الموقع أو ذاك.

علامة أخرى تميز (الحوار المتمدن) وسر نجاحها وشعبيتها الواسعة هو أنها صارت مصدراً مهماً للبحوث والمراجعات لدى الباحثين، حيث وضعت هيئة التحرير مشكورة، أرشيفاً لكل كاتب تنشر فيه مقالاته، إضافة إلى سهولة البحث والوصول إلى الأرشيف، وارتباط الموقع وأراشيف الكتاب بموقع (www.google.com) مما ساعد كثيراً الباحثين وغيرهم من الكتاب للوصول بسرعة إلى أية مادة نشرت على الموقع وبسهولة.

وفي الختام، أتمنى لهيئة التحرير المزيد من النجاح والتوفيق، ولصحيفتنا (الحوار المتمدن) التقدم المطرد والتألق الدائم كمنبر حر لجميع الكتاب الأحرار من أنصار التقدم والعدالة الاجتماعية، والمهتمين بنشر الفكر التنويري، لتبديد ظلام الفكر التكفيري الاستبدادي الداكن الذي يلف العالم العربي الغارق بالجهل والخرافة حتى صار مستنقعاً لتكاثر ديدان الدجل والشعوذة.
وكل عام و(الحوار المتمدن) وهيئة تحريرها وقرائها وكتابها بألف خير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد