الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2007 / 12 / 9
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


كان من الواجب على الفكر العربى أن لا يعتبر الحوار مهما كان نوعه مشروعاً أو قضية يجادلون فيها وبها ويتلاعبون بعقول البشر من أجل منافعهم الشخصية سياسية كانت أو دينية ، لأن الحوار هو لغة للتخاطب والإتصال الإنسانى ، لكن العرب حولوا هذه اللغة الحوارية إلى لغة للقتل والإرهاب والصراع والبذاءة على جميع المستويات.
أكتب هذا المقال وأنا أرى كثيراً من النور الذى يضيئه لنا موقع الحوار المتمدن فى حرية إنسانية تحترم آدمية الكلمة والفكر الإنسانى وسط عالم عربى يشجع على العنف وكراهية الآخر وقمع كل الأفكار التى تختلف مع فكر الفرد العربى الذى تربى فى مجتمعات دكتاتورية تحتكر الحق والباطل ، تحتكر المعرفة التراثية التى تقدس القرصنة فى شتى نواحى الحياة الإنسانية للفرد العربى.
الحوار المتمدن هو موقع يجمع الشعوب العربية القادرة على أستخدام ملكة التفكير بحرية دون تدخل من مؤسسات حكومية أو رقابية تقتل الإبداع ويضيق صدرها بالنجاح الذى يحققه اللآخر وتستبيح حقوقه الإنسانية والثقافية ، الحوار المتمدن يلتقى فيه كل صاحب رأى مهما كان رأيه أو ثقافته أو جنسه بعيداً عن الأحقاد والنفاق والأدمغة الخاوية من الفكر المدمر لإنسانية البشر ، بعيداً عن الزيف الذى يملأ المجتمعات العربية نتيجة للشعارات الخلابة التى يبدعها القوميون والدينيون والسياسيون حتى أصبح العالم العربى صحراء يعيش جاهليته القديمة من جديد فى عصر العلم والمعرفة وتكنولوجيا المعلومات.
إن هدف الحوار المتمدن هو الأرتقاء بالإنسان فى طريق الحرية والمعرفة والسلوك الإجتماعى المدرك للتنوع البشرى والتطور العصرى القادر على خلق تناغم معرفى يدفع بالتغيير الإيجابى للإفراد ، الحوار المتمدن يواجهنا بالواقع ليكشف لنا الأوهام وعالم الغيبيات الذى نعيش فيه وفرضه علينا قادة وأفراد يريدون إحكام سيطرتهم على عقولنا وحريتنا لنكون لهم أتباع وعبيد .
يحاول الحوار المتمدن إزالة التشوية الذى أصاب الشخصية الإنسانية فى عالمنا العربى وتعميق الفرص أمام الرجال والنساء والأقليات ليعبروا عن حقوقهم وثقافاتهم ومشاكلهم اليومية والأزلية فى مجتماتنا العربية التى لا تزال تعبث بمستقبلها ومستقبل أجيالها .
من الأمور التى آؤمن بها إيماناً شديداً هى أن العقل المتعصب هو عقل ضعيف مهزوم يعمل بأقصى طاقاته العدوانية لمحو الآخر وتزييف عقائده والتقليل من شأنها ليبرر تعصبه لأفكاره وأيدولوجياته الجاهلية التى لا مكان لها فى عصرنا الحاضر، لذلك نجد أن الحوار المتمدن الفعال يتيح الفرصة أمام المخلصين لقراءة ودراسة وتحليل كل كلمة فى المقالات التى تنشر وللقارئ الكلمة الأخيرة فى قبول او رفض أو أن يختلف ما تلك المقالات.
وصول موقع الحوار المتمدن إلى سنته السادسة هو دليل على نجاحه ووصوله إلى عقول وقلوب الكثيرين من شعوبنا العربية التواقة إلى الحرية والكلمة الصادقة، هنيئاً لنا جميعاً بهذا الموقع شاكرين العاملين فيه والقائمين على رعايته ليظل شعلة النور لمن يبحث عن النور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات