الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغفاءة حلم

منال صبري

2007 / 12 / 11
الادب والفن


قصتي عن فتاة كمثل أي فتاة ..تحلم وتتمنى أن تحقق الكثير
عندها أمل أن تتحقق بعضاً من أمانيها يوماً ما بالرغم من الـجراح التي تـحيط بها
فقد اعتادت تقاسم الليل وحدته.. ولما كان الـليل في أوج حــزنه...
جلست كعادتها تناظر القمر.. تحاكيه
وفجأة سرعان ما انهمرت دموع قلمها ..لترسم على أوراقها حلماً من أحلامها ...
تبحث عنه بين طيات أوراقها تفــتش عنه في دموع عيناها..وآهــات صدرها لتجري جــداول مدامـعها بلا عـناء
وها هي ما زالت ترسم ملامح ذاك الفارس البعيد ...مكونة لوحة بيضاء مرصعة بحبات اللؤلؤ
رسمته نجم بين آلاف النجوم . . أرض ومستقر لها ولحلمها...طال بها الزمن . . فثقل الحلم والحب على قلبها . .
تعبت ولم تجد لها مستقر ....يملأها الحزن والألم ومعه بعضاً من الشوق والأمل
وفجأة ...
أبرقت السماء وميض برق الأمل وبان عن بعد حلمها
فكلما ومض البرق ..لاحت لها رؤيا لتسأل نفسها أين هي تلك الأرض ...؟
أرض الحلم التي بها البسمات الحانية والعيون الصافية
وها هي ما زالت تحاور القمر بعيناها الجميلتين
حتى غفت على أوراقها لتسرح بحلمها إلى البعيد...البعيد
ليضئ لها للألأ النجوم بريق عيناها الحزينة..واطــل الصبح من وراء الجبال العظيمة..
لترى وتسمع تغــريد وتــرتيل العصـافير الفرحة..
تحمل معها فرحة الصباح الذي يلـعب بمياه الــغدير العـذب..
يحمل بين أمواجـه الحانية صور الأزهار الساحرة..
تفوح رائحتها العطرة..تطير الفراشـات من زهرة إلى زهرة..
تهادت لها الصورة كأنها ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة
الفرحة تغمر روحها وكيانها , والشوق يجذبها بقوة خفية يخطفها من نفسها ليحملها إليه
إلى فارس من فرسان العصر الجميل
الــتقت نظراتهما..وتــحدثت عيناهما ..وشكا قلبهما ..وتــأوه نبــض القــلب ..وصـــرخ الشـــــوق ..
أفـركت عينيها محــدقة في ملامحه
ها هو ذاك الفارس يأتي لها بنفس الحلم ...نفس الكلمات ونفس الروح ونفس الصوت الذي يلازمها منذ عصور
الحب ينـهمر نبـضاً نقياً يـسري في قلبهما ..يأخذها الحنين و رهف الشوق إليه
لا زالت تحفظه وما زال هو يحفظها ...تفرغ همها على صدره لتضئ الشمس ويورق الأمل ..فبرغم المسافات المغلقة تطل معه في الحلم
لتعيد النبض لقلبه وقلبها ..حلم يعطره عبقها لقلبٍ يزهر فيه قلبها...
تبعث صدى نبض قلبها ...ليظل أثره وشما محفورا على جدار حلمها
تظل صورته نورا يضيء عيناها ..ويظل حبه نبضا لقلبها لا يتوقف أبدا حتى تتوقف فيه الحياة
فما أجملها من لحظات تحياها به ...تبعث الدفء في نفسها والحياة في جسدها
تصافح يداه يديها , وتذوب همساته في أذنيها ...ويذوب قلبها في قلبه وروحها في روحه ...
إطلالته تشع أملاً فيها ...مضوا تسرق خطواتهما الطريق
تحلو لهما مشاكسة أغصان الأشجار التي تحجب عنهما الشمس
شرايينه تنفجر بحبها كــما البــركان...فكم اشتاقت لمن بحبه يروي ظمأ قلبها..
تغدو كــروح تخرج من جــسدها دون أن تســتقر في مكان.. تطير إلى كل مكان
تريده أن يـأخذها بين ذراعـيه ...ليسافر بها لأرضاً يجـــتاحها ورداً من ضـــياء
يسكبوا العـــطرَ جمــالاً ونــقاءً...أطل أمـــلاً عــذب الـــورود ..غـــنياً بالأمـــاني والوعـــــود ..
سقاها حباً فبنى العـــالم المنهار فيـها مـن جــديد .. ...أعطاها نوراً يشق الظلـمات المـــدلهــمة..
تطلعوا للشمس .. عانقوها ...وارتشفوا من ضوئها نشيدا للخلود
كل مفردات الجمال اجتمعت في تلك اللحظة...تركوا لشراع حلمهما الإبحار


وفجأة افتقدته ...صرخت تناديه ...لم يلب النداء ..لمحته وسط الضباب ...لوحت له .. هل تراني ؟
ولكنه غدا بعيداً عنها وغاب .. وغاب بقلب الزحام ...زحام الطريق الطويل .. وكل الذي بينهما سماء مكفنة بالغيوم
لحظتها ابتلعت دموعها .فبعد أن تنبهت من إغفاءتها
كانت في حاجة إلى بضع لحظات لتستعيد بها نفسها ..وكم من الوقت مضى وهي غافية في مكانها ؟
دقات قلبها تتسارع داخل صدرها ...أغمضت عيناها وهي تسحب إلى داخلها شهيقاً عميقاً ..
مددت يداها تبحث عنه ...وأمضت الليالي وانتظرته كل يوما أن يأتيها حلماً ..
يشدو لها بلحن فريد سرعان ما يغيب تاركا ..صداه مثلما تترك الشمس بقايا شعاعها
يأتيها كطائر صداح لم يتخلف عن موعده مع بداية كل أمسية ...
وهاهو انتهى الحلم وتهاوت جدرانه...لتجد الفتاة نفسها في غـرفة مظلـمة ..ضوء القـمر قد بــدا بالـرحيل
وتحولت قـطرات الأمل الضاحكة إلى قـطرت دمع وبكاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05


.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي




.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب