الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحمة { حين تهزمنا الثياب}

سوزان سلامة

2007 / 12 / 11
الادب والفن


نشوء

مُذنبُون يا أفعى فلا ترتَطِمِ بزيفِ أحلامِنا
كأننا قطعَ السماءِ الـ توشكُ تنتحر
جئنا من بعضِ ضوءٍ احترق
تهاوى دخاناً و نار

غواية

قال
لَيْسَ مذاقَ التفاحةِ الخلدِ الشهيُ
إنها يدك
من طينِ المجونِ تسربت مقلتاك ، فانظريني
بعضُ الثيابِ ترتدينا ، فاتركيني ، أتسربلُ نظرتك

هبوط

بَريقُ عينيك أسدلَ ظله فِي دمي
تزحفُ الأرضُ نحوي أم أزحفُ نحوها
مَوكبي المفتونُ قد ضلَتْ خطاه
فاشرِقي ، كي أَهتدي

وصايا

يا ابن آدم
لا تعتلِ جبالَ وهمٍ حاصَرتها الظُنون
لا تقلْ للغدِ آتٍ ، فـربما غداً لا نَكون
*
*
ها هوَ الأثرُ وقدْ التَهمَتهُ الرياح
أصرخُ أينُك !
أتجرعُ دَمِي ، تَبتَلعُنِي المسافة
تتقمصُ ظلالَنا لِتوَاري سوأةَ الحقيقة
ها هيَّ تَهزُمنا الثياب.


ثم انتظـار


من بدء النهر حتى ...
انعتاق الزيزفون من رئة الطريق
كنا ، أرجوحة المهد ،
صِبيةً أخمدوا لهب الإنتظار الحريق
أشعلوا رماد الوقت في آتون الخراب ،
أرسلوا ضحكة أنثى الغيم شبقاً للمزن
اشتعلوا وهماً ثم أطفأهم بكاء

كنا و الملح يرفل في الأهداب تسبيحاً و يمنا
نقتسم وجع الحكايا ، نزكي أوار الأمنيات
ننسج للشمس وشاحاً ، قلوبنا
كنا جنة الخلد ..........
و كنا لظي النار
فيا هذه الأذكار يا طقوس الحجر
لِمَ تذوِ الأمنيات كأشباحٍ هزيلة
روحها العمياء شرخٌ و ذكرى
تكسرُ طوقَ الحزن بأمواه شوقٍ و انتظار
..............
.....................
................


نتشبث بالظلِ الوهم
أيان نلتحفُ السكون
كان هنا
أشيرُ إلى أصابعِ الوخزِ المؤلم
يقطرُ الغيابُ من تحتِ الأظافر
لا نحتاج لـورقٍ لنصبح ملائكة
نحتاجُ حزناً أكبر من حب
قالها العارفُ الذي لم يضمد جرحَه بعد
فيما صباحٌ أخضر يشرقُ خلفَ عرجونِ الليل الذي لم ينمْ
كم يلزمنا من حزنٍ لنقتفي المسافةَ بين خطٍ أرعن ثكلَته المرايا
و بين نافذةِ الأمير
بين قصرٍ تمخض عن إرتواءٍ ، يشتاط غضباً إذ أكسر أصيصاً مشروخاً
أبحث عن عيني في ثقبِ رأسي، لعلني قد أودعت رؤايَّ في الشركِ حين عمده القصيد

_ قامتك أبعد من سحابةٍ و أنا عطشاً أموت_


ليلٌ يجيئ


الآتي ليلٌ يا أنا، وجه اللا مألوف الذي هجره الضمير ، لم تكن حواء محض جسدٍ سقط من السماء ليروى صدى الغريب ، كانت رؤى أبعد من سماءٍ صلبت على حدودِ حلم ، لم تكن تملك قدميها بعد حين عصفت بها الريح نحو سيركٍ يضج باللاعبين ، و لم تكن تجيد الرقصَ فوق الحبال كما يجب ، لم تكن ، و لم تكن ، لكنها كانت تمتلك قلباً ، و آهٍ لو تدري كم يساوي قلبها في خزينةِ الدمى التي ترقص دون قلوب ؟!
لم تكن محض وجهٍ يصلح لملحمة ،فإن جن الطقس سقطت كـ أي ورقة خريف ، لا يسقط النور إلا ليعتلي ،و حواء دمُ الفصول الأربعة فكيف بدونها تشتهي ربيع؟!
كانت البدء، عبقُ الوردِ يسري في جسدِ زمنٍ رياء ، يستنشقونه و لا يعلمون من أين الرحيق ، لم تكن فرعاً و لم تكن سالومي لتطلب قلبَك يقفز تحت قدميها و لا رأسك الجميل لتطهو قصيدةً للآخرين.
كانت أنا ، بحرٌ سكنته اللآلئ ،فأي ذراعٍ يا سيدي... تجيدُ التجديف؟

الأرض هي الأرض ،
غائبةٌ تقطن أرواح الحضور
لزوم الشيء ،الذي من أجل كن ،كان يجب أن يكون
الأرض هي الأرض ،
و لا شيء تغير
الغريبُ يهزُ الشمسَ أن أفيقي
يصدحُ بالناي حسيسَ الكلأ فتتبعه الأيائل
تصدت له الريحُ و عاندته الصخور
الأرضُ هي الأرض، لم تتغير
الشوارع التي تزفُ الموتَ أحمر
عسجدُ الأرواح تلتهمه القبور
النهرُ الذي راوده الخزامي
، هيت لك،
فأعد الشاهدَ و السكين
آذارُ الذي نذرَ الهوى حنطةً
لطواحين الهواء
المدى أسئلةٌ بلا إجابة
و العصا تموز
الأرضُ هي الأرض
فأين نفر إذن ...... و السماءُ بعيد!



يحبها

إن يسمع نبضها في حفيفِ أصواتهم
إن تدورُ حولها الهالاتُ الملونة ذات الأنيابِ الحادة
يحبها غواية
إلى أن يُقطَع الخيط في العتمِ الأخير
تحبه
تستدير مغزلاً بين أناملِ الـ مويرا لتهبه الحياة
تحبه مغرماً كأوارِ تموز حين يسبي الحزنُ قلبها
صامتاً في البعيدِ كـ ثلج كانون
غادرها ..
حزنَ أفيافٍ بين جوانحِها تعوي الرياح
تحبه ..
الرجلُ الأوحد
ضالتها و لم تهتدِ
تعشقهم السماءُ و الأسماء
يبادرون إليها روحاً قبل البشر
تغادرهم أجسادُهم من بعد ..
حلمٌ كالمدى ، هل يصل!
...
يحرقون بالصمتِ أوداج الليل
تتوهج قناديلُ العشاق هوىً
و تخبو قناديلُهم من فيضِ حزن


ثم أقول ..
إحداهن كانت تمصمصُ شفتيها و تتهمني بالغباء و أنا أخيط ثوب النهار ثم أنقض خيوطه لأبدأ نظم النجوم حتى تشرق الشمس، ثم أبعثرها فتتداعى نجماً إثر نجما، و أبدأ من جديد ، تصدح في صدري بينلوبي و يسخرُ الثوب من قاماتٍ فارهة لن تحظى مني بنظرة ، و عيناي ترمق المدى إلى أن نلتقي من جديد.
يرددني الـ حزن : يا أنا ؟! يتساءل بيني و بيني و أجيب ،
أتوحد به في الغياب فيراه المارون بي .. عشباً بلله المطر ،فإذا ما كنت معه صرتُ أنا وصارَ هو ، فينساب في مساماتي ، في دمي ، واحدة واحدة ، قطرة قطرة ، إلى أن نعود كما كنا منذ الأزل أناه أنا .
أنا هن .. فاكتفِ ، كل الإناث جئن في معبدك ، ارتوِ من توت فرحي و من خمر شفتي و من قلبي الرحيق ، ثم أضرم النار موقداً و دعني أرقص لك حتى نتلاشى معاً أو اغمد سيفك في مهجتي ودعنا نلون التوت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل