الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصريون: نحن لسنا عربا، والعربية ليست لغتنا الأم

سعيد بلغربي

2007 / 12 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بعد النكسات المتتالية التي عرفها المد العروبي القومي مرورا بما يعرف بهزيمة 67 الشهيرة وصولا إلى نكسة العراق الدموية، أصبح الوعي الإنساني بالهوية والإنتماء في الدول الغير العربية يتجذر ويتجدد بقوة من خلال مجموعة من المبادرات الفردية والجماعية الداعية إلى التخلي عن العروبة بإعتبارها فكرا هداما ودخيلا يمتهن ويؤمن بالوصاية والهيمنة والإستعمار ونحر لذيذ ومستمر للهويات والقوميات الغير العربية والتي لم تجني منه الشعوب التي مارسته سوى الويلات والخراب، وتتجلى هذه المبادرات من خلال الدعوة إلى تأسيس إطارات ثقافية وسياسية وحقوقية والإنخراط الصريح الداعي بالعودة إلى الأصل والهويات الحقيقية لهذه الشعوب.

كان “جمال عبد الناصر” يقف كأحد أعمدة ورموز القومية العربية في مصر بلباسه العسكري كزعيم ثوري لم يخلق مثله في البلاد، يركع تحت أقدام ديكتاتوريته شعب كامل هذا الأخير الذي حكمه بقبضة من فولاذ، وهو يروج مبشرا بالدين الجديد الذي هو القومية العربية عبر مكبرات راديو صوت العرب موجها خطاباته إلى “الأمة العربية” من الماء إلى الماء، مستهلكا لمعجم عبارات رنانة إستطاع من خلالها أن يؤسس إلى جانب قوة الرصاص والمقصلات فكرا قوميا على حساب الإنتماء المصري للمصريين، إلى أن أمست هذه المنطقة قلعة من القلاع الحصينة للقومية العربية وعلى أراضيها تقبع بناية الجامعة العربية المشبوهة بإعتبارها أخطر جامعة مبنية على أسس عرقية في العالم، والهادفة إلى تأسيس كيان عربي موحد بأغلفة ديموقراطية هشة على حساب هويات الشعوب الأخرى ومن خلال أبوابها وأبواقها خرجت كل تلك السموم الداعية إلى السجود للعروبة بإعتبارها ركنا سادسا من أركان الإسلام، فتسلحت بالمقدس والمدنس لبناء إديولوجياتها الهادفة إلى تحنيط الجميع بالعروبة أرضا وماءا وإنسانا…، الخطاب الديني من جهته يعلم للأبناء أن النبي الكريم محمد (ص) عربي وكل من أهان شخصيته أهان العرب… وأن كل من تكلم العربية فهو عربي وأن لسان أهل الجنة عربي وغيرها من الأفيونات التي تزعمها وتزرعها هذه الفئة من العروبيين في كتب المدارس تغذيها للأبرياء من أطفالنا بدون حسيب ولارقيب، إلى جانب ما تروجه بشكل يومي ومستمر من أساطير عروبية في وسائلها الإعلامية المحسوبة على إديولوجياتها، الممولة بشكل لاشرعي من جيوب الشعب الذي يؤدي رغما عنه ضرائبا إجبارية غير قانونية يساهم بها في وأد وقتل وتمزيق شخصيته وهويته وتاريخه الحقيقي بطرق غير مباشرة.
ومنهم من تسلحوا بالمدنس، لفرض قوتهم فخلقت عسكرتهم مليشيات بعثية تتباها بعدد سجونها وسجانيها الأبرياء وتعمل على إغتصاب وقطع ألسنة ورقاب كل من تجرأ على أن يكون مختلفا، أو يدعي الإنتماء إلى جلباب غير العروبة التي بالأرواح والدماء يفدونها ليلا ونهارا. من المصريين من بدأو يستفيقون من سباتهم العميق وعرفوا أن السر في تخلف بلادهم راجع بالأساس إلى إنسيابها نحو الفكر القومي العروبي، ومن المؤكد أن حضارتهم الفرعونية التي لم يجد الفناء إليها سبيلا لو كانت مبنية على فكر يشبه في الأساس الخطاب العروبي البعثي لا إندثرت في المهد كحبات الرمل في البيداء، لكن الفكر الفرعوني الراقي كان واعيا بقضية الإنتماء ورد الإعتبار للهوية واللغة الفرعونية وذلك من خلال ما تبينه تلك الحضارة الصامدة في وجه التعب والفناء، إلى جانب ما تؤكده الدراسات الغزيرة في هذا الشأن والمتعلقة أساسا بالهوية الفرعونية واللغة الهيروغليفية المحفوضة بإتقان في البرديات وفي آثار النقوش الفرعونية الكثيرة.
مصر مصرية وليست عربية:
حول إشكالية إستعمال اللغة العربية في مصر، يؤكد الكاتب المصري فتحي سيد فرج في مقال له نشر بصحيفة “الحوار المتمدن” الرقمية عدد 2064، تحت عنوان “إزدواجية اللغة وإزدواجية الإنتماء” أن المصريون يضطرون للحديث والكتابة بلغة غير لغتهم الأم، هذا ما يجعلهم في مشقة دائمة بدأ من دخولهم المدرسة لتعليمهم لغة غير لغتهم القومية. ويقول مواصلا كلامه: من الصعب إنكار أن غالبية المصريون لا يجيدون استخدام اللغة العربية المسماة بالفصحى سواء في النطق أو الكتابة، فبعد سنوات طوال من التعليم بمراحله المتتالية يعجز عدد كبير منهم عن نطق حروف (ث، ذ، ض) بإخراج اللسان، مثلما ينطقها المتحدثون بها في الجزيرة العربية والعراق وبعض بلاد الشام. ويرى أن العربية الفصحى فرضت على المصريين وهي بالتأكيد ليست لغتهم الأم نظرا لإختلاف قواعدها مع اللغة المصرية المتداولة، في النحو أي كيفية تركيب الجملة، وتصريف الكلمات، وطريقة نطقها من خلال وحدات صوتية مغايرة، مستندا في ذلك إلى أراء علماء اللغة في هذا الشأن.
وعن العروبة في مصر يقول الكاتب والسيناريست المصري المعروف أسامة أنوار عكاشة: “مصر مصرية وليست عربية، وأن الأمة المصرية هي المجموعة البشرية التي وجدت في هذا المكان من قبل العصور التاريخية”، وحول نشأة أوهام الوحدة العربية يضيف عكاشة قائلا: “الوحدة العربية بدعة أخترعها أثنين من جواسيس بريطانيا هما لورانس العرب وعبد الله فيلي حيث قاما بإقناع الشريف الحسين عشية الحرب العالمية الأولى بأنه سيكون ملك العرب إذا ساعد بريطانيا وأعوانها ضد الحكم العثماني لكن بعد الحرب جاءت إتفاقية سايس بيكون التي قسمت المنطقة، وبمرور الوقت تبلورت أفكار حزب البعث وحركة القوميين العرب الداعية إلى القومية العربية والوحدة بين جميع الدول العربية لكن ظلت عاجزة على الإنتشار إلى أن جاء عبد الناصر الذي كان البطل الذي يسعى إلى هذه الوحدة لا سيما بعد مأساة ومقلب الوحدة مع سوريا التي أستمر 3سنوات وفشلت لأن مقومات الوحدة غير موجودة”.(مرجع: متابعة إسحق إبراهيم، مجلة الوطن الرقمية).
في نفس الصدد يقول سامي حرك وكيل مؤسسي حزب “مصر الأم” في مقالة له تحت عنوان (رداً على النكساويين: نعم.. مصر ليست عربية) والمنشورة في مدونته الشخصية على الإنترنيت: العرب إخواننا وأخواتنا، جيراننا وجاراتنا، أصدقاؤنا وصديقاتنا، هموم كثيرة وأحلام عديدة ومصالح مختلفة بيننا مشتركة، لكننا مصريون، وهم عرب، لانريدهم أن يقولوا عن أنفسهم مصريين، ولا نقبل أن يقال عنا أننا عرب !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا