ويقول الأبشيهي في مستطرفه: (( أن من جزائر البحر جزيرة القمر. وبها شجر طول الواحدة مائة ذراع، وبها العود والقماري والأبنوس والفيلة البيض وعلى أرضها يوجد الياقوت والذهب ولا أحد يهتم به. فسلاسل الحيوان ومقاود الكلاب من الذهب المطعم بالياقود والزبرجد والزمرد. وأهل هذه الجزر عراة يلتحفون أوراق الشجر وهم غاية في اللطافة والدماثة والجمال. وبها جزيرة عند جبل اصطيفون داخل البحر الجنوبي، لها ملكة ما خلق الله شيبها لها في الحسن، حتى ولا عند يوسف. وهي تجلس على سرير عرشها عارية وتحيطها وصائفها وحارسات عددهن 400 صبية كلهن بواكر ودون العشرين عمرا! وبقية ناسها من النساء العراة الحفاة اللائي لم يهب الله أجسادا جميلة وقدود هياف لغيرهن.
برجيت باردوا؟!
لا يمعوَّد! هذه لا تستأهل أن تكون خادمة عند أقلهن جمالا.
وفي الجزيرة شجر يشبه الجوز وخيار الشنبر، ويحمل حملا كهيئة الإنسان، فإذا انتهى سمع له تصويت يفهم منه واق واق ثم يسقط! ))*
وأنا معكم أيها المقاتلون والقراء أيضا معكم بالرأي موافقون. فنحن شرقيون وللمرأة عندنا مكان ومضمون ليس أعلى منهما سوى ما الله والوطن!
فنحن قوم تذيبنا العيون الساحرات على أننا نذيب الحديــــدا
وترانا لدى الكريهة أحـــــــــــرارا وفي السر للحسان عبيدا
من هنا، أيها المقاتلون النابضون بالحمية، وللمعارك متشوقون مية بالمية، وسيقع بريمر وعملاؤه بأيديكم ضحية لتجعلوه يرى نجوم الظهرية بين بغداد والفلوجة والخالدية، فأنا على يقين أن الأقنان الأمريكان لو أتوكم من هذه الجزيرة الساحرة الخضيرة الندية النظيرة بجنودات ضباء فهود بحمر الخدود وتفح النهود ينفك الأسرى بجمالهن من القيود، نجلاءات ساحرات شيماءات عند الوقوف طالبات عند النوم والقعود، قيان حسان ميياييس فوانيس تقع ملكات الجمال منهن في حيس وبيس، جنودات جميلات برونزيات بضات ولذات للناضرين والناضرات، وفوق ذلك فكلهن بواكر عاريات يسجد المؤمن لله شاكرا صنعته خمس ركعات،،، لو أتاكم الأمريكان بهكذا جنودات، فمن الطبيعي أن لا قبل لكم بهـن في ساحة القتال مهما كثر عنكم، على سبيل المثال، القيل والقال. وسنعذركم وسنحسدكم وسندعو الله يوفقكم، وألف الصلوة نبينا وصحبه والآل.
لكن!
وأعوذ بالله من لكن!
فأمريكا قررت فعلا أن تأتيكم بجنود من جزيرة بعيدة من جزائر البحر الجنوبي، لكن ليس الواق واق السحرية هذه، وإنما من فيجي!
نعم من فيجي!
لا تستعجلوا التأفف وتكثروا التأنف! بل اصبروا ففي الخبر ما هو أسخف وأعنف وسيتعكر حتما له مزاكم المرهف!
فكما نقل موقع إيلاف ليوم 031116 عن السفير الأمريكي في فيجي والذي أيده ناطق باسم الخارجية الأمريكية، (( أن الرئيس بوش طلب من حكومة فيجي أن ترسل كتيبة جنود تعدادها 3000 جندي إلى العراق لتساهم في الدفاع عن الديمقراطية وتقاتل صدام حسين وبن لادن وكل الفلول والمرتزقة بما فيهم الحرس الجمهوري وفدائيي صدام وكتائب الفاروق وكتائب الحسين،،،، وكل الإرهابيين المعادين للاحتلال الأنجلوصهيوني لأرض العراق التي أصبحت ساحة متقدمة للحرب على الإرهاب وحماية السلام العالمي. وسيقوم الجيش الأمريكي في العراق الحر، بتوفير المسكن لهؤلاء الجنود والملابس وتسهيل اتصالاتهم بأعضاء مجلس الحكم ووزراءهم. لكن الحكومة الأمريكية ليس لديها إمكانيات مادية لتدفع رواتبهم ولا أسلحتهم وعتادهم. وعلى أية حال فهذه أمور من واجبات الحكومة الفيجية طالما هي مهتمة حقيقة بأن يكون لها أسم بين الدول المكافحة للإرهاب )).
أي والله! هذا هو مضمون الخبر الذي أورده إيلاف فراجعوا أرشيفه ليوم 031116!
ولو أتى هؤلاء الجنود، يا فتيان شنعار، فلا قبل لكم بهم أيضا!
نعم، نعم! لا قبل لكم بهم،، ولا تنكروا!
فأنا أحلف على هذا بسيدنا العباس أبو فاضل!
لأن همكم الأساس مع هؤلاء الجنود المساكين العجاف، سيكون: أن تطعموهم وتكسوهم وتدفعوا رواتبهم ثم تشتروا لهم (( صوغة )) وتعيدوهم إلى أهليهم على ظهر باخرة على حسابكم أيضا!
هذا هو عرف وخلق المقاومين، ما بالك مقاومي شنعار المقدسة!
بقي سؤال بسيط نوجهه للأخ بوش، وهو: كم تعتقد أنك ستصمد بهذه الحلول التراقيع؟!

 www.alkader.net (سيعاود الموقع نشاطه قريبا)
-----------
* المستطرف ص 162 ج2
* صوغة: هدايا
* شنعار: شين (قمر، الرب) آر (أرض) والمعنى: أرض الرب، وهي كل أرض العراق!