الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان

وسام محمد شاكر

2007 / 12 / 11
حقوق الانسان


تمر علينا مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العراق لتختلج صدورنا بالكثير من العبرات والمأسي التي كان ابطالها الحكام وضحيتها المواطن فالعراق منذ قرون يقاسي فيه أصحاب الرأي والكلمة الويلات فمن الحجاج الى صدام حسين تشربت أرض وادي الرافدين بالدماء ولعل المرحلة التي أعقبت سقوط الصنم كانت أكثر شراسة ودموية من سابقاتها فثقافة القتل والإعتقال هي السمة الظاهرة لأغلب الحكومات التي تعاقبت على الحكم في العراق لذا يمر هذا اليوم لتستوقفنا الكثير من المشاهد المؤلمة والتي نقشها التاريخ في ذاكرة وطن المقتول والمقاتل لنقف عند مذبحة كربلاء الدامية و معتقلات ومقاصل الجلاد الشهير الحجاج ولنستذكر مذابح ابو العباس السفاح وجماجم المنصور الدوانيقي ليسير تاريخ الموت نحو مراحل الإحتلال بإسم الإسلام ( العثماني والصفوي ) وصولاً الى ظاهرة سحل الجثث في شوارع بغداد وقطار الموت ومعتقل نكرة السلمان ليتوجها حكم البعث بالمقابر الجماعية واحواض التيزاب وغرف الأمن العامة السيئة الصيت والمثرمة البشرية وتفجير أجساد عن طريق ربطها باصابع الديناميت وفرق الإعدامات التي أختصت بقتل الجنود العراقيين كل هذا كان بواسطة حيوانات بشرية كـ ناظم كزار وفاضل البراك وعلي كيمياوي وأخرون كثر تزخر بهم مدرسة البعث المجرمة التي جعلت من العراق قبر كبير وعوائل ميتمة نتيجة لحروب أشعل فتيلها نظام مهووس بالسلاح والقتل والتصفية الجسدية لتبدأ بعدها مسرحية الذبح والتفخيخ والخطف وها نحن اليوم نقف أمام هذا كله بعين يحدوها أمل في نهاية هذه المأسي المروعة فحق الحياة اليوم هو مطلب أساسي يفوق المطالب الأخرى كحق التعليم وحق التعبير وحق الفكر ، إن برك الدم ولغة البارود جعلت العراقييون يؤجلون كل الحقوق امام حق الحياة الذي يناضل من أجله البسطاء والمسحوقين و هنا لابد ان نعمل بكل جهدنا حتى لاتعاد تلك الصور والمشاهد ولنحارب كل محاولة لإعادة الديكتاتورية والشمولية لابد ان يعيش العراقي بلا حروب بلا ملاحقة بلا منافي بلا معتقلات فلقد آن الأوان لطي صفحة الموت بلارجعة وهذا واجب على كل سياسي ومثقف بأشاعة ثقافة السلم والحوار والإعتراف بالأخر ولنعمل بضمان حياة هانئة وسليمة للأجيال العراقية القادمة ولتكن فرص التعليم وبرامج القضاء على الأمية وأعطاء حرية للمرأة تتناسب مع حجم المعاناة والحيف والتهميش الذي وقع على المرأة العراقية ، لابد أن تستمر عجلة الحياة الى الأمام لابد ان يسود القانون على الجميع لنعمل على بناء عراق جديد عراق نجد فيه للمتنبي والجواهري صورة ، عراق نجد فيه البلابل تغرد فوق نخيله الصابر، عراق تشرق الشمس فيه على دجلة والفرات بكل أمن وأمل وسلام ، عراق يخلوا من المخبرين و(العلاسة ) والقتلة هكذا نريده بلد للجميع بلد للخير والثقافة والأخلاق والفن ، ولنجعل من يوم 10/12 من كل عام دعوة للحب وإستذكار بمجد لكل ضحايا الديكتاتورية والطغيان اللذين لولا تضحياتهم لما كان لهذا اليوم طعم وفائدة فسلاماً على تلك الارواح الزكية والى تلك الأجساد العطرة ولنحتفل مع العالم بهذا اليوم العظيم ونحن مدركين إن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً ووروداً ومفعم بروح الأمل والنجاح للعراق وللشعب العراقي العظيم .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا