الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية .......... ج / 6 /

حسن جميل الحريس

2007 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


كنت أسأل نفسي كثيراً ومنذ سنوات عدة // ما هذه الماسونية الغامضة وما هذا التنظيم السري الجبار الذي يحكم العالم بأسره ؟؟؟ وكيف تم تكوينه ؟؟؟ فدخلت مدونة عقلي الفكرية لأبحث فيها عن جواب يشفي أسئلتي الملحّة فكان يظهر لي في كل ثانية سؤالاً هاماً يحجز بصيرتي عما جئت من أجله ... لا زلت أردد صداه في نفسي وهو يرشدني قائلاً // قبل أن تسأل كيف تم تكوينها اسألني من هو الذي منحها أفكارها الأولى وأنشأها وأرسى مسارها الروحي زمنياً ؟؟؟؟؟؟ /// وبعد مطالعات كثيرة جداً كانت في أغلبها غير متوفرة على جهازي الحاسوب عثرت على مطية أخذتني للإطلاع على كيفية تخليقها كنظام فكري نثر مداه من زمن العصور الوسطى إلى أيامنا الحاضرة .... فظهر لي سؤال آخر // هل الماسونية الآن هي كما كانت عليه منذ بدايتها ؟؟؟ // بالطبع لا ... وألف لا .... فقد استنتجت أنها مرت بمراحل عدة صنفتها وفق تسلسلها الفكري زمنياً :
- مرحلة التطعيم العقائدي المنظم والموجّه .
- مرحلة التجميع الفكري والاندماج الكلي .
- مرحلة الاقتحام : ومن أهم أدواتها العلمانية واسميها بمرحلة العلماسونية .

I - مرحلة التطعيم العقائدي المنظم والموجّه :
وهي مرحلة تمتد ما قبل الميلاد بخمسة آلاف عام وقد استمرت حتى القرن الثالث عشر الميلادي , إذ انتقلت العقيدة الماسونية المتمثلة حينها بفكرة العبودية العنصرية لتعمل عليها كي تطال كافة النظم المعاصرة في الفترة نفسها ... وتجّلت هذه العقيدة في عصر ما قبل الميلاد على هيئة حاكم اعتبر نفسه هو الإله الوحيد المقدس المطلق الصلاحية ففرض نظاماً تعسفياً على مستويين :
1 - إلغاء الذات البشرية بأكملها في سبيل تفريغها من مكنوناتها الفكرية لتصبح مجرد آلة طائعة له // آلة غير متبصرة ولا مفكرة // وكأنها عملية تذويب موجهّة مسبقاً تمهيداً لتفكيكها وانحلالها ذاتياً لتصبح كمادة أولية لها قابلية إعادة تأهيلها من جديد لتقبل بفكرة عقائدية لها صفة التوريث بأن الحاكم البشري هو الإله نفسه .
2 - إلغاء دور الخالق من النفس البشرية ونسفه نهائياً من مكنونات الكون المحيط بها عبر نسب تلك المكونات لمقدرات الكون المادية الخارقة المولودة بفعل الطبيعة الصنعية المبدعة .
وفي ظل فترة ما قبل الميلاد ... وتحديداً في زمن حضارات مختلفة كالفرعونية مثلاً كانت تسيطر عليهم فكرة توافقية مفادها // أنه لاما نع لدى الحاكم الإله أن يعاصر زمنه إلهاً آخر شريطة ألا يمس حدود مملكته بأية عقيدة يعتبرها اعتداء على سلطاته الإلهية التي يملكها ويمارسها على جمهوره في ملكه // رغم أن الحاكم الإله كان متمتعاً لوحده بملذاته الشخصية الخاصة به دون غيره من عباده مما ساهم بظل تلك النظم لبروز مستويات اجتماعية عدة تم تصنيفها وفق مستوى رضا الحاكم الإله نفسه وحسب درجة قربها منه وهي :
1 – الحاكم الإله المقدس والذي يطرح نفسه بأنه المخلصّ الحالي بغض النظر عن اسمه وذاته المادي المواكب لمكان ظهوره وزمنه الآني .
2 – كهنة التنوير الممجدين لقدسية الحاكم الإله والذي يعتمد عليهم بنشر تعاليمه التي أقرّها بنفسه .
3 – العلمانيون وهم بقية أفراد شعبه الذين لم ينالوا رضا كهنة التنوير وعلى هؤلاء واجب الطاعة العمياء لأولئك كي يمنحوهم مرتبة دنيوية أفضل مما هم عليها تؤهلهم لحياة أفضل بعد انبعاثهم بين يدي مخلصّهم المستقبلي .
ويندمج بين تلك الطبقات فئة غير مرئية كالإسمنت بين ألواح القرميد مهمتها الوساطة الدينية المادية البحتة ومثال عليها البوذية القديمة والعاصرة , وكذلك كانت روح الفكر الفرعوني وعلى الرتم نفسه إذ اعتمد فرعون في إحكام سلطته فوق شعبه على كهنة معبده الذين حازوا على امتيازات متميزة جداً لقاء عملهم التنويري .
ولكن من الذي تأثر بالآخر ؟؟ هل البوذية أثرت باليهودية أم العكس صحيح ؟؟؟ من المؤكد أن البوذية هي التي تأثرت بفكر اليهودية الصهيونية المستقاة من غير عقيدتها الدينية المقدسة ..... إذ ظهرت الديانة اليهودية في بداية الألف الخامس قبل الميلاد بينما نشأت البوذية في القرن السادس قبل الميلاد ... إذاً ... ما هي المؤثرات العقائدية التي استقتها البوذية من اليهودية ؟؟ لقد استقت البوذية من اليهودية روح الفكرة المادية المركبة بشرياً أي فكرة الإله البشري الدنيوي والتي تنادي بأن الإنسان مخلوق من كائن جبار اسمه الطبيعة المادية الكونية والذي يمكن تمثيله ليصبح ممكناً لمسه باليد ورؤيته بالعين كمادة روحية قدسية , وكانت روح الفكرة هذه نابعة من فصل السامري الذي صنع إلهاً على هيئة عجل ذهبي والذي ورد ذكره بإسهاب في زلات الدراما اليهودية ..... وقد راقت لليهود بعدما ذهب سيدنا موسى / عليه السلام / فاستعملوها لسنين طويلة كمادة خفية يمكن دسها في مجتمعات معاصرة لهم , ولكنهم عجزوا عن نشرها بين تلك الشعوب المستهدفة لعلة أنها تماثيل ثمينة جداً مصنوعة من ذهب وتلك الشعوب فقيرة وقاصرة في سعيها لامتلاكها في ظل حكامهم الآلهة فراوغ اليهود تلك العقبة بأن طرحوا تماثيل من مواد مختلفة يمكن تصنيفها حسب مادتها الأساسية المؤلفة منها بدءاً من الذهب إلى الفضة إلى الخشب والحجر وما إلى ذلك من مواد متوفرة تناسب كل مجموعة أو مريد منهم , ولم يسلم العرب منها بل تم رواجها بينهم حتى وصلت لنهاية عصور الجاهلية الأولى ... إنها عملية نقل أفكار صنعية مادية بحتة تستهدف تقويض عقائد الديانات الإلهية المقدسة .... إنما الفكرة بحد ذاتها تعرضت لهزات استثنائية عنيفة أدت لاضمحلالها مؤقتاً وكان من أهمها ميلاد السيد المسيح عليه السلام ولا أريد تفكيك هذا النسيج حالياً لإننا في غير وارد تلك الفترة الزمنية إنما أريد أن آخذ منها صورة واحدة فقط تجسد أسلوب الصهيونية المعمول به دائماً .... صورة يهوذا الأسخريوطي وهو أحد أتباع المسيح / ع / فقد تم تجنيده ليعمل لصالح كهنة المعبد حينها تمهيداً لدسه ضمن أسباط المسيح / ع / وليتمكن لاحقاً من الإيقاع بالمسيح / ع / وبعض تلامذته في فخ لا مهرب منه إلا إلى الله وحده سبحانه ...... والهزة الثانية الأكثر تأثيراً على تلك العقيدة اليهودية كانت بظهور دين الإسلام على يد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
على أي صورة كان الوضع ما قبل الإسلام ؟؟ كان على هذه الشاكلة :
- مجتمعات يهودية متناثرة بأصقاع الأرض تحمل في عقيدتها فكرة موحدة بأن الله الخالق هو ملك حصري لها لوحدها ومن غير الممكن السماح لأية مجتمعات أخرى أن تشاركها به مهما علا شأنها , على أمل أن ينظر الله جلّ علاه إليهم / اليهود / ويعدّل من قراره الذي لعنهم فيه إلى الأبد وليدخلوا بعد ذلك جنان الله لوحدهم على اعتبار أن الله سيرى باقي خلقه غارقين في غير عبادته الفاصلة , ومن هذا الأمل شيدوا أفكارهم بتوريط كل المجتمعات الغير يهودية لتعيش بظل تلك الماسونية المنكرة كي ينفردوا كحاكمين في الحياة الدنيا والآخرة .
- مجتمعات محصورة بإمبراطوريات متفرقة ومتناحرة ذات عقائد محدودة ومغلقة أغلبها مادية وضعية من صنع البشر والعنصر الفاعل الخفي فيها هم فئة الكهنة الذين حملوا في عقولهم الهشة ترّهات وخزعبلات أسطورية مدمجة كخليط مؤلف من عنصرين :
أ – إقرار العبودية لإله مادي بشري محاط بهالة من رموز سرمدية مأخوذة من مكنونات الكون الطبيعية مثل القدرة على وهبه الحياة الدنيوية للبشر وقدرته على بعثهم بعد الموت ليحيا شعبه ثانية في ظل حكمه المستبد .
ب – إقرار نظام المخلصّ الحالي والمخلصّ المستقبلي وربطه حصرياً بشخص الحاكم الإله .
كل النظريات الفكرية الفلسفية والتاريخية والأثرية المتوفرة حالياً تدعي بأنه لا علاقة للبوذية بالماسونية إطلاقاً وقد اعتمدت على ذلك بقراءة الزمن فقط حتى أن بعضهم تعجّب بشدة حين قصدت الربط بينهما من الناحية الأيديولوجية الفكرية ... وأقول لأولئك سأضع بين أيديكم الآن نظرية تنسف كل نظرياتكم القديمة والحالية وٍسأرفقها بدليل مادي يدحض مزاعمكم ومفادها التالي :
- البوذية هي جزء من الماسونية والعكس ليس صحيحاً إطلاقاً .... والبوذية هي حقل من حقول تجارب الماسونية بل هي زرعة أصلها من بذور حقول الماسونية الجائرة ..... والشرح التالي بمثابة دليل وافي لها :
من المتعارف عليه في علم المنطق أن التجربة خير برهان على صلاح الشيء من فساده وبالنظر لفلسفة طرحكم الواهي فإن المعيار الأول والأخير لقبول فكرة ما , هو إقرار مادتها الفكرية من عدمها وعلى هذا المنوال نحدد قراءتنا لتلك النظريات من باب دراسة روح الفكرة ايديولوجياً لا من النظر إلى زمنها فقط والبناء عليه هكذا دون الكشف عما يعتصر بها , أي إن الحكم عليها يجب أن يكون من زاوية قراءة العقائد الروحية للفكرة ذاتها وعندها نحدد سمات تماثلها أو تنافرها لنركب معاً مطية البنية الحقيقية لها ... إن روح الفكرة العقائدية الموائمة لإستراتيجية مسبقة / الأيديولوجية / هي سمة حوارنا , وإن من أهم المبادئ المكونة لأيديولوجيا الماسونية التي تنادي بها وتعمل عليها ولا يمكنها التنازل عنها أوالتفريط بها هي التالية :
//////// نسف كل العقائد الإلهية المقدسة تمهيداً لنسف الذات الإلهية نفسها / محاربة الله الخالق / عبر تجريدها من محتواها الكامن على صعيدين :
أ – إلغاء الذات الإرادية في نفس مريدها .
ب – وإنكار مريدها لعلاقة الله به ونسب الذات الإلهية إلى مكنونات الطبيعة الكونية ///////////
وبالنظر لما هو معمول به عند اليهود في اعتمادهم على التأريخ الخاص بهم فإننا بظل الألف الخامسة وفق تقويمهم اليهودي بما يوافق الألف الثانية بعد الميلاد ونيف الألف الثانية للهجرة النبوية الشريفة , ومما يسترعي انتباهنا أن الفارق بين التقويمين اليهودي والميلادي ثلاثة آلاف سنة ... وإن كل الدراسات التاريخية والأثرية تؤكد أن عصر الفراعنة دام أكثر من ألف وخمسمائة عام عبر ثمان وعشرين أسرة حاكمة ... وبما أن البوذية نشأت في القرن السادس ما قبل الميلاد فهذا يعني أن الفارق الزمني بين الفراعنة الأوائل والبوذية من الممكن تقديره بأربعة آلاف وخمسمائة سنة ... وبالعودة إلى قراءة الفكر الأيديولوجي لفرعون الإله الحاكم نجد أنه قد جسّد فعلياً مبدأ الماسونية نفسها ... فقد نسف الذات الإلهية المقدسة وادعى الإلوهية الحاكمة ورسخ نظام تفريغ الذات الفردية من نفس مريديه وزرع فيهم بدلاً عنها تبعية عمياء له كحاكم إلهي مقدس بمرتبة مخلصّهم الحالي بل ونسب إليه مكنونات كونية كانت من المفروض أن تكون ملكاً لله الخالق وحده بأن ادعى بأنه هو من يبعثهم تحت ظله في حياتهم القادمة .......... إذاً .... هي الماسونية بعينها وسأدعوها ماسونية الفراعنة ... مما يمهد الطريق لنا لندخل إلى أعمق من هذه وهو أن اليهود حينها / بنو إسرائيل / كما كان لقبهم زمن الفراعنة استقوا تلك الماسونية من الأسر الفرعونية وحملوها معهم في إرثهم الفكري فصارت في تركيبة أذهانهم مادتين أساسيتين :
1 - مادة الديانة الإلهية القدسية وهي في ذاك الزمن كانت مستقاة من الإبراهيمية وقد استمر أثرها بعد ظهور سيدنا / موسى / عليه الصلاة والسلام فتداخلتا في بوتقة واحدة .
2 – ومادة الأثر المكتسب من فعل الماسونية الفرعونية .
من هنا بدأت فكرة التطعيم الأيديولوجي المتناقض في كيفية اختيار الأدوات المناسبة بين مبدأ العقيدة السماوية المقدسة وبين مبادئ الماسونية المراد تطبيقها على بقية الأمم البشرية غير اليهودية ..... إذاً .... الماسونية ولدت منذ زمن بعيد جداً قبل البوذية مما يترجم قولنا أن البوذية هي شكل من أشكالها وقد نبتت من بذورها الروحية المستهجنة وسنتناول هذا الطرح لاحقاً بمشيئة الله وحده .
إن كنت تريد أن تصبح بوذياً عليك أن تنطق بهذه الشهادة ثلاث مرات أمام مجلس كهنتها الموقر //// أعوذ ببوذا.. وبالدارما وبالسانغا ////
- بوذا: والمقصود هنا الشخصية التاريخية المعروفة باسم "غاوتاما "
- الدارما: وهي التعاليم التي تركها بوذا وتتلخص في نصوص الـ/ سوترا / النصوص المقدسة .
- السانغا: وهي طائفة الرهبان والراهبات .
- كنت سأتوقف عند الجزء السادس إنما ولأجل أولئك لم أنتهي بعد من تناول مرحلة التطعيم العقائدي المنظم والموجّه لذلك أقول لهم // نحن نكتب ما نؤمن به فإن كان لديكم إيماناً آخر فأفتونا به بدلائل دامغة لا بأقوال خلبية لا تسمن ولا تغني من جوع ................ يتبع










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ