الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توجد امكانية لسن قانون الاحزاب السياسية في العراق..؟؟

عبد العالي الحراك

2007 / 12 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


من اولى مهمات اصلاح العملية السياسية في العراق( الكلام حولها كثير) ان كانت هناك نية للأصلاح , بعد الفشل الواضح والتعثر الكبير يكمن في سن قانون للاحزاب السياسية العراقية قبل البدء بالحديث عن مصالحة وطنية ولو ان المصالحة الوطنية متعثرة هي الاخرى وكل شيء يراوح في مكانه ان لم يتقهقر الى الوراء. لا بأس القول بأن التجربة جديدة على الغالبية العظمى من الاحزاب السياسية الفاعلة سلبا في الساحة العراقية والتي تملأ مقاعد البرلمان العراقي بجثث هامدة اشغلت نفسها لأشهر واشهر في مناقشة قوانين معظمها بلا فائدة منها في المرحلة الراهنة , بينما اغفلت قوانين مهمة تؤسس لقواعد صحيحة في العمل البرلماني التشريعي والعمل السياسي في عموم البلاد وفي مقدمتها قانون الاحزاب السياسية الذي يجب ان يحتوي على امور هامة منها الطبيعة السياسية المدنية للاحزاب , بمعنى ان يهتم الحزب السياسي بالجانب المدني من الحياة أي لا ديني ولا طائفي ولا مذهبي ولا عنصري ولا عشائري ولا عسكري بمعنى لا يعتمد على الانقلابات العسكرية كأسلوب للسيطرة على السلطة... ان يكون حزبا وطنيا عراقيا بمعنى ان يجسد المعاني الوطنية العامة في برامجه وستراتيجيته واهدافه وان تكون المواطنة العراقية الركيزة الاساسية لبنائه الهيكلي والتنظيمي أي لا يبنى بشكل مناطقي او فئوي او ينحاز الى قومية ضد اخرى .. ان يطرح برنامجا سياسيا وطنيا شفافا غير مرتبط بجهة اجنبية لا بصورة مباشرة ولا غير مباشرة تحرفه عن سلوكه الوطني .. تتكفل الدولة بميزانية الاحزاب السياسية ويمنع على الحزب أي تمويل خارجي بل يجب اعتباره خيانة عظمى ان فعل .. يمنع تشكيل مجاميع مسلحة ضمن الاحزاب او مرتبطة بها او داعمة لها. ضمن الواقع الحالي لا يمكن الحديث عن هكذا قانون فجميع الاحزاب الموجودة في السلطة لا ينطبق عليها أي شرط من الشروط المذكورة اعلاه . فالشرط الاول لا ينطبق على الاحزاب السياسية الدينية لانها لا تعطي للحياة المدنية كثير من الاهتمام وتعتبر الحياة الدنيا متاع وزاد للحياة الآخرة وتثقف على هذا لاساس لهذا يسهل على منتسبيها واتباعها التضحية بالروح لأبسط الامور كسبا بالحياة الاخرة وما فيها من مغريات وامتيازات..ثم ان الحياة الطائفية متعمقة في نفوس معتنقي الأديان والاحزاب السياسية المعبرة عنها او المرتبطة بها ولا يمكنهم الاعتراف بالآخرمطلقا وكلما زادت ثقافة المنتسب الدينية كلما زادت طائفيته وزادت الغائيته للآخر ولا يمكن اجراء أي حوار بين الاحزاب السياسية الدينية المختلفة وهذا ما يشهد عليه الوضع السياسي الراهن في العراق وصورته التعبيرية اكثر وضوحا في البرلمان.. لا يمكن ان تكون المواطنة اساسا في الانتماء والتقييم لدى الاحزاب الدينية لان وكما ذكرنا فالدين والمذهب يعلو على كل شيء وتكاد تختفي كلمة وطنية او مواطنة من ادبيات وبرامج الاحزاب الدينية الحالية في العراق والممارسة العملية واضحة في كافة مجالات الحياة الرسمية والشعبية في البلاد.. ليس هناك برنامجا سياسيا وطنيا شفافا بل ان الشفافية واضحة في التعبير الطائفي والممارسة الطائفية لأحزاب الاسلام السياسي في العراق... اما المناطقية فهي صفة الاحزاب السياسية السنية وتليها الشيعية و بعض الكردية والانتماء اليها او دعمها وتأييدها مبني على اندفاع حمولة بحمولتها وعشيرة بعشيرتها ولا يوجد أي دافع فردي او قناعة شخصية في الانتماء او التأييد.. هناك احزاب سياسية اسلامية مرتبطة تنظيميا وعقائديا وماليا وعسكريا من خلال الميليشيات المسلحة بشكل واضح وكبير بعضها بأيران واخرى بالسعودية ودول الخليج فكيف الحديث عن تمويل مالي من الدولة العراقية لا اذا كان على شكل سرقات وفساد مالي وهو قائم و مستشري وعلى قدم وساق بين الاحزاب الحاكمة .. من هذا الطرح الموجز يتبين استحالة الكلام عن امكانية سن قاون مدني للاحزاب السياسية في العراق واستحالة الكلام عن مصالحة وطنية حقيقية او وحدة وطنية على اسس سياسية سليمة.. واستحالة الكلام عن امكانية اصلاح العملية السياسية.. عن ماذا يمكن الكلام اذن ؟ لا عن شيء يمكن الكلام .. يمكن العمل الجاد فقط وليس العاطفي بين القوى الوطنية الديمقراطية وخاصة قوى اليسارلتسير عكس تيار الفساد الهادر في العراق .. لتعي ذاتها وتعي دورها ولتقترب من بعضها ولتتحاور على اساس برنامج وطني عام يرفض (ولا يعرض فقط على صفحات جريدة هذا الحزب او ذاك بل يطرح على القوى السياسية اليسارية اولا ثم الوطنية الديمقراطية مسبوق او ترافقة خطوات حسن النية بالمراجعة والنقد الذاتي واعادة التقيم والتنازل ان تطلب الامر عن بعض المواقف التي اثبتت الممارسة فشلها ) اسس وممارسات العملية السياسية الجارية بأحزابها الطائفية وصراعاتها المذهبية وفسادها المستشري وارتباطاتها المذلة بالمخابرات الاجنبية .. لتعمل من اجل استعادة الحس الوطني العراقي المفقود.. وفقدانه هذا يعذب ابناء العراق في الخارج ويحاصر ابنائه في الداخل.. لا توجد الآن قوة سياسية وطنية واضحة تتجه الى الشعب لأستنهاض الحس الوطني وجمع الشمل وزيادة التحمل والصبر والمقاومة بمختلف الوسائل والطرق.. ضرورة نقد الاحزاب السياسية الطائفية بشدة وفضحها امام الشعب لا مجاملتها والمشاركة معها في الندوات واللقاءات املا في اصلاحها وتطويرها .. لا يمكن اصلاح هذه الاحزاب الا بفشلها التام وتخلي الناس عنها لانها تحكم وبيدها السلطة والمال فهي تستغل بعض الاحزاب الوطنية لتقول عن نفسها كذبا وبهتانا انها احزاب ديمقراطية.. يجب ان تترك سياسة لننتظر ونرى وتستبدل بسياسية فلنعمل ونرى.. وسترى الاحزاب الوطنية المخلصة كيف سيلتف حولها الشعب. د. عبد العالي الحراك 9-12-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و