الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهامشيون .. والوطن .. والثقافة .. والمقاومة

رديف شاكر الداغستاني

2007 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد معانات طويلة من الحرمان والبؤس الحياتي اليومي لا يجد المثقف أي شيء يسد رمقه وحاجته إضافة إلى انعدام الحماية لنفسه من آفات اضطهاد قوى الارهاب والأحزاب الدينية السياسية وأداتها القذرة من رفضتهم الأرض الجدباء ليكونوا نارا حاقدة على كل ما هو حي ونقي في الحياة ومنها الإنسان المثقف الواعي أقول بعد كل تلك المعانات الطويلة تحقق حلم زميلي في الصحافة حسن إسماعيل ( أبو نجم ) بإصدار مجلة فصلية اسمها الهامشيون يحررها أضافتا إليه نخبة من المثقفين أدباء وشعراء مثل محمد بدر الدين ومحمد الأمين وعلاء هاشم هؤلاء أصروا على إصدار المجلة الأدبية الثقافية رغم طباعتها المتواضعة إلا إنها تزخر بمواد ثقافية غنية شعرا وقصة وتاريخ وفلسفة حياتية عن ذكريات الاضطهاد السلطة في العهود السابقة كذلك عن انتفاضة سوق الشيوخ عام 1935 ضد الاحتلال الانكليزي وإدارته الظالمة والخيانات التي حصلت بين مواقف الانتفاضة المسلحة ومحاولات السلطة شق وحدة العشائر على أساس طائفي ونجحت نسبيا هذا في ماضي الاحتلال الانكليزي . اليوم نهنأ الزملاء المثقفين على إصدارهم للمجلة ودنا أن تكون المواضيع المنشورة غير مناطقية وهذا مأخذ لا اخفيه عن زملائي ومؤشر غير ايجابي أتمنى أن يتجاوزوه بالمستقبل اذ ما يحملونه من مبادئ وأفكار شمولية ليس للعراق وحده بل للانسان العالمي . في هذه المناسبة إن إصدار أطنان النشرات الرجعية ذات الطباعة الانيقة والثمن البخس والتي تبث سمومها في عقول البشر تحت يافطات دينية طائفية قومية رجعية فاشية تمزق الإنسان والحضارة والتاريخ وان لعجبي لمن نطالع من يدعي اليسار بكتاباته ويملك القدرة المادية للدعاية لنفسه حين ينشر على ألنت ولديه مواقع إلا يسال نفسه يوما إن يدعم مثل هؤلاء المثقفين الذين لا يملكون ما يجعلهم إن يصدروا نشراتهم الأدبية باستمرار لتتصدى لكل هذه الهجمات البربرية ضد ثقافة التمدن والحضارة الإنسانية والأعجب من ذلك الإصدار الأنيق والمكلف لكتاب الحوار المتمدن المتسلسل رغم أهميته إلا إن دعم إصدار الداخل أكثر أهمية من ذلك بكثير وكلمة تصدر في الداخل تساوي أطنان الكلمات التي تصدر ممن في الخارج مهما يكونوا ويسمعوا وكالات الإخبار وتحليلاتها إلا أنها تبقى مبتورة وناقصة وفاقدة إلى ملح الطعام حسب المثل الشعبي وهناك كثير من الكتاب يصدرون احكاما مستمدين ذلك من أحلامهم وأمنياتهم ويتخيلون مثلا وجود مقاومة في الجنوب ضد الاحتلال وأخر يوصفها بالخلايا الثورية وآخر أبطال التحرير. على أولائك إعادة النظر في مثل هذه المواقف والأحلام إلا إذا كانوا ضمن الأجندة الساندة لمثل هذه الطروحات وكل ما يحصل بعيدا عن الراية الوطنية الحقة هو خدمة لإغراض ذاتية نفعية اقتصادية سياسية استعمارية بأشكالها وعناوينها البراقة الكاذبة المجزئة لوحدة الوطن يضاف إليهم جيش الحرامية المخططين والمنفذين في السلطة وخارجها ألا يكفي ما يشهده العراق اليوم بكل وضوح صراع الحرس القديم مع الحرس الجديد كان ولا يزال بتشعباته يحمل طياته الصراع على السلطة تحت الاحتلال أو بدونه طائفيا وقوميا وشعبنا هو الذي يدفع الثمن يستغلون اندفاع أبناء الشعب العامة لشعورهم الوطني في تأييد ودعم المقاومة إلى تحقيق أجندات سياسية وطائفية وقومية لصالح دول أجنبية وكلها تصب في خدمة المحتل الذي نجح في أن يطالب من يقاوم ومن في السلطة إلى إبقاء قواته لحين ضمان استقرار الأمن وبناء الجيش القادر على حفظ النظام أو عودة الجيش السابق ليحفظ النظام إن التصرف والسلوك في الممارسات التي نشهدها في قتل الناس وإرهابهم وخنق حرياتهم تسمى مقاومة أي الذي يقوم بعمل مسلح ضد القوات الأجنبية يكون هو الذي يقتل الناس ويهجرهم طائفيا وقوميا ويسرق أموال الشعب أيكون هذا مقاوم؟ كلا وألف لا, ومن يحاول التبرير من الكتاب لهذا السلوك فهو واحد منهم . من يخدم الناس ويدافع عنهم ويحميهم من كل سوء مثل قطع التيار الكهربائي أو تهديم البنية التحتية أو سرق مواد البطاقة التموينية أو التلاعب بحقوق الناس ويحميهم منالقتل العشوائي والمنظم, من يقوم بذلك ويقاوم المحتل نعم هو هذا المقاوم الحقيقي تحت راية الوطنية .. من سخريات القدر أن تنقلب عمدا المعايير في ذلك فيختلط الحابل بالنابل فتضيع السالفة على الناس من هو المقاوم ومن هو ليس مقاوم ولمن المقاومة وما غايتها وأهدافها و لمن تخدم .. إن توحيد الجماهير العراقية في كل العراق وتحت راية جبهة سياسية موحدة ذو برنامج واضح يستقطب الجميع تحت راية حماية الوطن والمواطن ضد الاحتلال وعملائه من جميع أشكال الاستعمار المكشوف والمستور حين ذلك سيكون لكل مواطن الشرف في المساهمة ودعم هذه المقاومة والتغني بها وتحمل وزر نتائج المقاومة عن طيب خاطر والمقاومة لا تعني العمل العسكري فقط بل العمل السلمي الداعم لمشروع التحرير تحت راية الوطن للجميع والعدالة للجميع والحقوق للجميع والواجبات على الجميع دون ذلك نكون داعين لحروب ممزقة للشعب العراقي في صراع بداخل الطائفة الواحدة وبين طائفة وأخرى وبين القوميات هذا ما نجح به الاحتلال لحد الآن فهل من مستجيب لمقاومة وطنية حقيقية دون الادعاء بذلك متاجرتا إني استبعد ذلك في الوقت الحاضر القريب لكنه سيحصل بعد دفع ثمن من الدماء والصراع والوصول إلى طريق مسدود إلا طريق التوحد الوطني سيكون المنقذ للشعب والوطن . وهل يظهر شبيه ب (جيفارا ).. ماو .. هوشي منه .. غاندي ..ونلسن مانديلا دون ذلك سيبقى العراق وشعبه تحت رحمة المثل الشعبي (شعيط ومعيط وجرار الخيط ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا