الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات العربيه...ألفاضحه

رافد الصكَر

2007 / 12 / 16
الصحافة والاعلام


مما لا شك فيه ان لوسائل الإعلام في العالم القابلية على التأثير في سيكولوجية المتلقي وتحديد معالم توجهاته، والتأثير في اتجاه بوصلة رغباته وتطلعاته المستقبلية.. و تُعَد وسائل الإعلام أخطر أساليب الاتصال الجماعي التي عرفتها البشرية، فهي أسرع وسيلة يتلقى عن طريقها الإنسان المعلومة بشكلها الكامل.والرهان على الإعلام في عالم متغير ومتطور بسرعة مذهلة أصبح من الضرورات، بل من الأهمية بمكان وزمان للتعجيل في تحقيق أهداف ربما كان الوصول أو مجرد الاقتراب منها قد يأخذ فترة زمنية ليست بالقصيرة.. من هذا المنطلق احسب ان الإعلام في العراق بعد الاحتلال كان له أثر كبير في نفسية وتفكير المواطن العراقي الذي يتلقى ضربات صاعقة من بعض وسائل الإعلام العربية المراهنة على تعذيب الذات العراقية أيما تعذيب بجرعات في الغالب تكون مبرمجة وموجهة الوجهة التي تتناسب وإستراتيجية رب العمل أو صاحب رأس المال(الممول)!
يقال إن الإعلام تابع لمالك رأس المال(الممول) بوصفه جهة أو هوية معنوية ومادية، فقد يكون دولة، أو شركة مساهمة، أو ربما تجار( رجال أعمال) وما أكثرهم في زماننا هذا! حيث تحول فتح قنوات فضائية أشبه بـ"الدكاكين" إلى مهنة من لا مهنة له وهي بالمناسبة مهنة مربحة جداً..وعندما تصح هذه المقولة يتحول الإعلامي إلى بوق لرب العمل ينفذ رغباته ويسير على خطى رسمتها ريشة المالك لتنفيذ إستراتيجية أكبر من أن يفهمها أو يغوص في أعماقها ويفك طلاسمها موظف بسيط يريد أن يرتزق وعائلته من هذا المكان أو ذلك.
إن أكبر مصيبة حقاً أن يُلف حول رقبة الإعلامي حبل التبعية للسلطة الحاكمة مالكة المشروع أو الممول، حيث تتميز مرحلة العمل بالانحياز الكامل لجهة واحدة دون سواها إلى الدرجة التي يمل المشاهد من رتابة تسويق الأكاذيب والتمجيد لشخص الممول إلى الدرجة التي يبدأ بتحسس ذقنه فقد يكون قد مر بمرحلة الضحك على الذقون دون أن يعلم!!
يبحثُ المستثمرُ وبشكل دائم لا إنقطاعَ فيه، عن المشاريع الجديدة المريحة، المربحة والتي لاتكلفه كثيراً، وفي الوقت نفسه تُكسبه السمعة والصيت وتجني الكثير دون عناء أو تعب..هي بديهية أذن: مشروع بسيط لايحتاج لرأس مال كبير، ويَدرُ أرباحاً طائلة تصل لملايين الدولارات! ولكن كيف ذلك؟ وهل هنالك مشروع برأس مال صغير يجني الأرباح الطائلة المستمرة التدفق دون إنقطاع وهل هنالك شيء في هذه الدنيا يأتي دون بذل أدنى جهد أو تعب؟!
الحل بسيط جداً دكان ...نعم "دكان فضائي" وهو ما يطلق عليه في عالم اليوم بـــ"الفضائية"!
غرفة صغيرة( ستوديو) للتسجيل وهارد دسك بسعة كبيرة لعرض الأغاني ، وأشتراك في أحدى الأقمار الصناعية، يسدد من إيرادات المسجات (الرسائل القصيرة والدردشة التلفزيونية) ومن المكالمات الهاتفية التي ستهلُ لاحقاً على الدكان الفضائي والمدفوعة من جيوب المساكين الذين يظنون انهم سيحصلون على الجائزة الأولى بإجاباتهم على أسئلة المذيعة الجميلة التي هي أقرب إلى الدمية منها إلى الإنسان الحقيقي الذي أنعم الله عليه بالجمال الطبيعي الممنوح بالفطرة الكونية!!
وقد يتساءل البعض: من يقف وراء تلك الدكاكين الفضائية، عفواً الفضائحيات، عفواً مرة ثانية الفضائيات؟ فتكون الإجابة بطريقة مبسطة لاتخلو أيضاً من الأستغراب: مجموعة من الجهلاء من أصحاب الأموال المتضخمة كروشهم والذين لايعلمون أين يضعون أموال السحت الحرام، وأين يصرفونها وعلى من؟ وكل ذلك والأستغفال سيد الموقف؛ فالمواطن البريء المسكين تغريه الإبتسامة العريضة والنظرة العابرة الضاحكة من تلك الدمية الأضحوكة أقصد المذيعة أو المؤيدة بمعنى أصح التي تردد ماحفظته بشكل بغبائي ولاتفهم أو تعي ماتقول!
المواطن المسكين والمغرر به هذا يصرف يومياً عشرات الدراهم والدنانير على المكالمات والرسائل القصيرة؛ ليجرب حظه العاثر لعلهُ في هذه المرة يربح ، بعد أن كان قد فقد فرصة الربح عشرات المرات، ولكن مالضًير فليجرب !
والمشكلة بل الكارثة هي أن دكاكين العُري هذه الفضائحية لاتكل ولاتمل فهي تعرض أشرطة الرقص والطرب في آناء الليل وأطراف النهار‏.. وكنت قد ضحكت من كل قلبي ثم ذرفت دموعاً لا أعلم إن كانت دموع الفرح أم الحزن على ما آل إليه وضعنا الحالي المخزي، أم هي دموع الأثنين معاً؟! ففي أحدى المرات وبينما كنت أتنقل من مكان لآخر لأستمع إلى النشرات الأخبارية التي تعرضها القنوات الإخبارية المحترمة، وإذا بي أمر على واحدة من تلك القنوات التي حدثتكم عنها؟! نعم هي بعينها أحدى تلك الفضائحيات التي كانت تعرض رقصة جماعية مثيرة ومخزية في الوقت نفسه، حيث تعرض مفاتن المرأة الإنسانة التي كرمها الله وجعلها الأم الحنون المدرسة التي إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا. أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ، كما قال شوقي ، كما وجعلها الله الأخت والزوجة المخلصة الوفية، الطبيبة والمعلمة والمربية والمحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، ونصف المجتمع. والمخزي حقاً والذي يجب عدم السكوت عنه هو ماتعرضه تلك القنوات من رسائل تحتوي على عبارات وكلمات لاحدود ولا ضوابط لها، وكثيراً ماتتضمن مفاهيم غريبة ومفردات غير مقبولة بتاتاً ومنها ما يندرج تحت بند الشتائم والتطاول أو الغزل .وإخيراً نضع هذه الشكوى بين أيدي من يهمهم الأمر.. ونقول لهم: بالله عليكم أليس من المفترض بأصحاب الشركات التي تتعامل بالبث الفضائي وخاصة تلك التي لها اليد الطولى أن تفحص عقود تلك الدكاكين بشكل دقيق قبل أن تبصر النور؛ لتقتحم بيوتات الآمنين من دون إستئذان لتصل إلى غرف نوم الشباب المراهق ولتفعل فعلها الساحر العجيب بالعقول الفتية، لتبدأ بعدها دورة التقليد الأعمى لكل مايسيء لتقاليدنا وقيمنا السمحاء؟!
أليس من الواجب وضع كونترول على كل مايُسيء لديننا وقيمنا وأعرافنا؟ أليس من الواجب أن نحافظ على الشبيبة وأن نوجههم الوجهة الصحيحة ليلتفتوا بالتالي إلى العلم والمعرفة ومجالات الحياة الأخرى التي تنفع ولاتضر الآخرين أو تُسيء لهم ولقيمهم؟! وهنا يطرق الأسماع تساؤول جديد: هل المصلحة تقتضي أن نُفلتر فقط مواقع الأنترنت ونحجب المشبوه واللاأخلاقي منها وتلك التي تتعارض ومصلحة الوطن العليا كما تدعون! ونترك الفضائيات المشبوهه تفعل بنا ما تشاء؟! أم إنها حرية الرأي والتعبير والديمقراطية المسلفنة الجديدة والخارجة تواً من مطابخ وأفران العم سام؟!وأخير لابد من الوقف ضد هذه القنوات المشبوه التي تحاول إن تسيئة إلى الاسلام من خلال هذه القنوات التي من وجهة نظرية البسيطة اعتبره عار على الأعلام العربي لذا هل عجز الاعلام من ان يظهر قنوات الا هذه القوات ..سؤال في انتظار اجابته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3