الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في آفاق الحوار المتمدن

عمار ديوب

2007 / 12 / 12
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


غَلب على الحوار داخل الأحزاب اليسارية طابع الأحادية في الرؤية ، والتي كانت تعني الصحة المطلقة للرأي أو الفكر أو الايدولوجيا ، والحقيقة أنها صحة رأي الأمين العام لتلك الأحزاب . وبالتالي كانت الأحادية ، أحادية الشخص لا أحادية الفكر . وإستكمالاً لذلك كانت تتم عملية تشويه الفكر أو فرضه على الواقع أو تغييب الواقع ذاته وكان كل ذالك في إطار الرؤية الأحادية للمنظومة السوفيتية.
حوارات ودراسات ومقالات الحوار المتمدن جاءت على العكس من ذلك حيث أن إرادة القائمين على الموقع حولتّه إلى موقع لكل اليسار والماركسيين والديمقراطيين والعلمانيين . إلا أن الموقع في صيرورته تجاوز الموقع المراد فجمع في أطيافه اليسار واليمين معاً في حقل الحداثة . لذلك تجاورت على صفحاته مقالات الماركسيين أو القوميين أو الليبراليين أو العلمانيين وتفريعات كل هذه الاتجاهات .
هذا التعدد وسّع من نطاق هوية الحوار المتمدن وكاد أن يشوهه ويحولّه إلى موقع ليبرالي ، به حرية نشر مقيدة تسمح بنشر بعض المقالات لليسار وللماركسية . ورغم ذلك لا يزال الخط الراجح في الموقع وإلى الآن هو الخط اليساري العلماني بتنويعات المتعددة .
كنت قد اقترحت سابقاً على القائمين على الموقع التدقيق في المقالات والتنبه لخطورة ما ينشر خشية أضاعت الهوية اليسارية .
هذه الخشية تأتي من أن التعددية الواسعة بدلاً من أن تؤدي إلى تطوير الفكر والممارسات والايدولوجيا اليسارية ، قد تساهم في زيادة أزمتها . وبالتالي وهذا رأيّ كان لا بد من ضبط هوية الحوار المتمدن بضبط عملية نشر المقالات بما ينسجم مع الرؤية اليسارية والماركسية والديموقراطية العلمانية وضمن أوسع عملية نقد وحوار ونقاش ونقض بين هذه التيارات وبما يؤدي لتشكيل هوية يسارية متعددة التيارات.
انطلاقة واستمرارية الحوار المتمدن كانت دون شك فرصة كبيرة لليسار لاستعادة أنفاسه ومواقعه ولقد تعرفت تياراته المتعددة على رؤى بعضها . ونستطيع المجازفة بالقول أن هذا الموقع الذي يتحول إلى مؤسسة متكاملة جاء ولا يزال مستمراً كبديل عن مجلة النهج والطريق وغيرها التي لعبت دوراً في التثقيف الماركسي والديمقراطي لعشرات السنوات.
دخول موقعنا عامه السادس وبكل هذا التميز ، عدا عن دلالته لجهة فاعلية القائمين عليه ووضوح الهدف المرغوب به وتفانيهم في خدمته وعلى حسابهم الشخصي ، يدل على تقدم اليسار والماركسية في منطقتنا وبدء مرحلة جديدة أساسها النقد أو الماركسية النقدية وكل ذلك على طريق الحداثة اليسارية . وبالتالي تقدم مؤسسة الحوار المتمدن دلالة على تقدم اليسار ذاته.
من الضرورة كي لا تخدش سمعة هذا الموقع ، التدقيق في مستوى المقالات حيث تنشر أحياناً مقالات بعيدة عن التحليل أو تفتقد للسويّة النظرية أو السياسية أو تأتي بسياق اتهامي لليسار بدون نقد محدد . وهو ما يضعف من قيمة المؤسسة لذلك وجب التنبيه.
نفتخر بكل معنى الكلمة وبدون تردد بهذا المؤسسة ونستحث اليساريين والماركسيين على إطلاق مواقع يسارية أخرى والتشارك مع الحوار المتمدن كي يعود اليسار يساراًً والماركسية ماركسيةً .
لكل ذلك نهنئ مؤسسة الحوار المتمدن والعاملين على إدارتها والكتاب على صفحاتها ، الذين بجهودهم جميعاً وخاصةً المشرفين عليها تحول هذا الموقع إلى مؤسسة واعتبر من المواقع الأولى في العالم العربي والعالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه