الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Teddy bear في السودان..!!!

واصف شنون

2007 / 12 / 12
حقوق الانسان


ماذا تفعل امرأة غربية مسيحية في بلدان مسلمة ؟

في السابق كانت ُتعلم النساء كيف يلدنَّ الأطفال بلا موت ولا ألم مثل الست الدكتورة (لنده ) أي لندا في الناصرية جنوبي العراق ، بل وكانت الست لنده توزع على النساء الأميات نصائحها العلمية البسيطة بكيفية الاهتمام بالرضع من الأطفال ،وتتجاوز أحيانا لتضرب بعض أفخاذ و مؤخرات النساء العفنات اللواتي لا يعرفن ماهي النظافة، وأبناء الناصرية القدامى يعرفون الست لنده ،لكنهم ولعل البعض لا يعرفون الخدمات التي أدتها لإمهاتم المتعبات في الطلق والولادة وكذلك أساليب النكاح ..!!،وطالما أعياني التأمل وأنا أقف مخمورا ً أمام عيادة ست لنده القديمة التي تقع في أعلى بناية عتيقة من طابقين ،وأهتف في داخلي ست لنده ( وين ) و(الحبربش ) وين ...

ماذا تفعل امرأة غربية ليست من زمن الدكتورة لندا وأمثالها في السودان ،مثل معلمة التلاميذ جوليان جبسون ،العقل القومي العربي الإسلامي سابقا ً وقبل عصر التكنولوجيا يذهب ليقول إنها جاسوسة صهيونية ، لكن العقل العربي الإسلامي السوداوي السوداني قال إنها ُتسيء لـ(محمد) مؤسس الإسلام ، ومنذ الاتهام الذي ُرميت به المعلمة البريطانية حتى أصبح آلاف من السودانيين الفقراء عبارة عن قريش جديدة ،وكل منهم أبي جهل حي وعنيف ،ويقودهم أكثر من أبي سفيان واحد ،يأخذون أوامرهم من دار الندوة التي تسكن رؤوسهم .

وحين نعود لبحث في تفاصيل صغيرة عن سيرة المعلمة المذكورة ،فلا نجد سوى إنها إمرأة بسيطة حصلت على وظيفة لتعليم اللغة الإنكليزية في بلد متخلف براتب محترم ، وظيفة كمعلمة لغة إنكليزية لطلاب هم جميعا أبناء نخبة غنية متسلطة تلد الحكام والسلطات وتمسخها وتكررها ، فأختلط فيها وحسب الفوضى القائمة ابن الوزير والإمام والشيخ والضابط ... الخ ،حتى تمت الوشاية بالمعلمة لأنها سمحت لتلميذ مدلل أن يسمي لعبته المدللة محمد ، فقام رجال في السودان تدفعهم الشيم والقيم وأصول الدين بالتظاهر والاحتجاج لكي يتم معاقبة المسؤول (التربوي) عن التلميذ الذي قام بفعل (التسمية ) والله أكبر ..وظهرت السيوف اللامعة .

ولم تصدق الفضائيات الخبر ،حتى كان لمعدي الأخبار والبرامج الغربية والعربية على الخصوص موضوعا ً دسما ً ُيثير النفاق والعنصرية بين خفاياه ويعزز التعصب ،فأصبحت المعلمة جبسون عدوة لمسلمي الأرض جماعيا ً،لأنها سمحت لتلميذها بأن يسمي لعبته المدللة محمد،فعلى التلميذ الشاطر أن يسمي ألعابه ليس كما يريد بل كما يريد الأب الطاغي والأم العاطلة ،والإمام والشيخ والقائد ،و عليه أن يعيش في شوارع لاتحمل سوى مسميات قادة الفتح مثل خالد وعمرو وطارق ..أو قادة الهزيمة مثل عبد الحكيم عامر وعبد الناصر وصدام وعرفات والنميري والأسد والقذافي ...أو أسماء مدن مثل غزة والقدس وبغداد وبيروت ..الخ .

ما بال هؤلاء السودانيون الفقراء وهم يحتجون ويطالبون بقتل إمرأة تعلم أبناء الجائرين عليهم، العلم والسواء والنبل والإنسانية، ليرحموا بعد حين ،ما بالهم ومنهم محمد يزني ،ومحمد يقتل ،ومحمد يسرق ،ومحمد يرتشي ،محمد يقامر ،محمد يرتكب المجازر ،محمد جائر..،وكم من الذين تسموا بمحمد هم ضحايا ،وكم من المجرمين وقد تسموا باسم محمد جناة .

اللهم أفق هذه الأمة السوداء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم