الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السوريةوالديمقراطية ,بين توافق المطلب , وتناقض المطالبين !

نصر حسن

2007 / 12 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بات المشهد السوري متموضع في حالة ( ستاتيك) أسير قوتين نمطيتين شبه مستقرتين سلباً , تتناوبان على تحنيط هذا المشهد بحالة العجز والخوف والمجهول والدوران فيها وحولها , القوة الأولى متماسكة وتملك كماً كبيراً من موازين القوى المادية ,وتلعب مع أكثر من لاعب وتساوم على أكثر من مسار ,وتظهر بأكثر من وجه , وتتكلم بأكثرمن لسان , لضمان وجودها واستمرارها يمثلها النظام السوري , وهذا الشق أصبح واضحاً تماماً بلاءاته المتعددة , لا يريد الإصلاح ولا يحاول الصلاح ولا يقبل الانفتاح على الشعب ,ولا حتى احترام الحد الأدنى من حقوق المواطنة , ويستمر بآلته القمعية المتمادية دون حياء ودون حساب لأحد , يعبر عن بعضه في الاعتقالات الجماعية لأعضاء إعلان دمشق بعد اجتماعهم الأخير.
والثانية ( موضوعنا ) وهي المعارضة السورية الأساسية في عملية التغيير الديمقراطي , وواقع حالها يقول أنها مفككة هلامية لا تملك من موازين القوى المادية الضرورية في عملية التغيير شيئاً يذكر , وعائمة في الفراغ النظري الإنشائي ,ويحكى ويكتب ويقال حولها الكثير وحول شعارها العام " الديمقراطية " المتفق عليه على انفراد وقطيعة بين بعض أطرافها, الديمقراطية التي يفهما كل طرف حسب ما يشتهي له ويطيب , وبشكل هجين مبتسر قزَمت وأضاعت المفهوم في تناقضاتها, و تلاطم عناوين الصراع بين أجنحة المعارضة المختلفة, صراع في شكله العام يحاول البعض عن قصد أن يصفه وطني سياسي ! وفي عمقه فردي فئوي أهلي , يكشف عنه بعض الدعوات التي تعمم الخوف وتخندق القطيعة والتباعد والاستقطاب السلبي , وتعمل على حرف مسار المعارضة من مطلب التغيير إلى سجال التنظير , وكله خارج الطريق الصحيح وخارج الهدف العام .
سجال حول الماضي وفيه , ووهم الخوف والأمان ومواربة تبادل الاعتراف , وحسبها من التغيير الديمقراطي بأنه مظاهرة تصالح عابرة بين متعارضين ,متعارضين أيديهم خاوية من كل وسائل التغيير الفعلية إلى الآن ,هنا لابد من التوضيح وتناولها بشكل عملي واقعي يكشف موجودات أطراف المعارضة السورية وإمكاناتها على الساحة الداخلية والخارجية وموقفها الفعلي من مطلب التغيير الوطني الديمقراطي, باختصار : من هي وماذا تريد؟!.
وبشكل سريع ومنعاً من دخول دوائر الردح والانسياق وراء السجال والتكرار الذي أصبح اجتراراً مقززاً يوحي بحالة خواء خطيرة لدى البعض , يزيدها تهافتاً دخول النظام بهذا الشكل أو ذاك على جداول المعارضة , حثاً يفرضه ضعفها , أو خوفاً يحدده ولاءها ,أو تناغماً تحدده مصالحها وغاياتها, أو ارتباطاً يحدده تكوينها وانتماءها , وواقع الحال هذا الذي لامس الحضيض ويعيشه الشعب السوري وحيداً , ذلك يفرض مقاربة الموضوع بشكل عملي يحدد معنى المتفق عليه والمختلف عليه لدى أطرافها, من التغيير الديمقراطي الذي تتقاذفه وتحرص كل أطرافها على كونه البند الأول في برامجها , إلى ما يكتب هنا وهناك ويستبطن سحب بعض الأطراف على بساط الديمقراطية الفضفاض إلى القبول بتبادل المصالح وصكوك الغفران, في لحظة إعياء وطني وعقلي عام, على أن المنظور في عملها هو أنها لم تستطع كلها إلى الآن من تحديده ( التغيير الديمقراطي )عملياً بإطار إجرائي وسياسي مؤسسي واضح ومفهوم.
وعليه تفرض الأسئلة نفسها : أولها من هي أطراف المعارضة السورية الفاعلة على الساحة ؟ وثانيها مادامت كلها تصيح بحاجة الديمقراطية , لماذا هي مبعثرة بين حروفها ومختلفة حولها ؟ وثالثها لماذا تتراشق التهم والخوف على حبال الإعلام وتتجنب الحوار المباشر الفعلي فيما بينها ؟ ورابعها من الذي يقف حائلاً أمام حوارها ووحدتها ؟ و خامسها لماذا اتفقت على الديمقراطية والتغيير ,ولم تستطع ترجمة ذلك بمؤتمر وطني عام يسمي الأطراف بأسمائها ويعرف كل طرف دوره وفعله وواجبة وإمكانيته في عملية التغيير الوطني الديمقراطي؟!. كثيرة وأساسية هي الأسئلة التي لازالت معلقة على ضعفها ودورانها في الفراغ بدون أجوبة , وبالتالي لازالت عملية التغيير في طورها النظري الحالم ,وواقع حالها يقول أنها في واد والشعب السوري بسجنه في واد آخر ,هنا لابد من الصراحة والموضوعية ووضع النقاط على الحروف ,وفحص الصورة بحيادية إيجابية قدر المستطاع, لنرى هل هناك إيمان حقيقي بالديمقراطية فكراً وممارسةً ؟!قادراً على إنتاج برنامج وطني للتغيير الديمقراطي , أم أن الكل يغطي ويضمر ما جعلته المواقف والأفعال المعلنة والرغبات المستترة سافراً ؟! ولعباً على وتر الوقت الذي أصبح هو الآخر برنامج المنتظرين , وفي ذلك مساهمة في دفع سورية إلى حافة الانهيار.....يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح