الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم جمهورية العراق نقطة نظام

مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)

2007 / 12 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العلم هوية وطنية , بديهية يدركها شعبنا الابي بمجمل تشكيلاته السياسية ولدى الجميع رؤية مشتركة بضرورة تجديد العلم العراقي , وما الاختلاف في هذا الصدد بين وجهات نظر الاطراف السياسية المختلفة الا في الشكل والاخراج وزمن الاصدار , لان تجديد العلم عملية تفرضها واقع ولادة خارطة جيوسياسية جديدة حصلت في البلاد منذ 9 نيسان عام 2003 , علم جديد يفترض ان يحافظ ويكرس بل ويعمق جذور شجرة البنية الديموغرافية لفسيفساء المجتمع العراقي التي نمت على امتداد التاريخ . في صيف عام 2006 برز نزاع سياسي حول تجديد العلم ادى الى تعكير الاجواء السياسية وقاد الى اقحام بعض قادة الدولة والاحزاب في سجالات وتصريحات متشنجة امتدت الى داخل مجلس النواب واثرت على سير جلساته ... وعظم شان العلم الجديد آنئذ واعتبر في حينه بانه واقعة سياسية ملحة تستوجب الدراسة العاجلة على اعلى المستويات ! . واليوم وبعد 15 شهرا من بحر دماء المدنيين الابرياء ودرب آلآم الملايين المهجرين والنازحين تطرح قيادة اقليم كوردستان موضوعة تغيير العلم مجددا ! . ان من اولى اولويات المهام الملقاة على عاتق قادتنا من رجالات الدولة والحكومة ومجلس النواب والاحزاب هو البحث عن سبل انقاذ البلاد والسعى لتحقيق الامن والاستقراراو على الاقل الاتفاق على خارطة تقود الى انفراج الاوضاع الامنية والمعيشية المتفاقمة على كل شبر من الوطن الجريح , سؤال وجيه يفرض نفسه هنا بكل شفافية ... هل فعلا موضوعة العلم هي من الاهمية ولها الاسبقية على مواضيع الامن والمصالحة الوطنية والفساد الاداري وغياب الخدمات والمجاعة والفقر والبطالة والامية والملايين المهجرين والنازحين قسرا داخل العراق وخارجه ؟ , سؤال سنحاول الاجابة عليه بالقفز فوق كل الخنادق القومية وبتجاوز جميع معايير الفئوية المقيتة وسيكون فيصلنا وهدانا اليه هو مصلحة الوطن الام




العلم هو جدلية المضمون مع الشكل
ان العلم في شكله ما هو الا رآية من القماش ذات الوان ورسوم لها دلالات معينة تشير الى كيان جغرافي ـ اجتماعي محدد تربط على وتد مدببة النهاية استخدمت قبل الاف السنين من قبل الجرمانيين والرومان وثم العرب في سوح القتال لتوجيه المقاتلين في متابعة القائد حامل العلم في مقدمة الجيش . ومنذ دخول التكنولوجيا ميدان التسلح العسكري انتفت الحاجة الى استخدام الرآية في الحروب العصرية , الا ان العلم بقي وتعمق مضمونه وتاصل جلالته بعد الحرب العالمية الاولى اكثر من ذي قبل باعتباره شعار اساسي لا بل وحيد لهوية المواطن والوطن ورمزا مطلقا للسيادة . ان سمو منزلة الوطن ومجده اللامتناهي حذي بالعلم الاقتران بالقدسية وفي بعض الدول الغربية المصادقة على العلم الجديد يستوجب المباركة من قبل الكنيسة . ان صورة علم اية دولة عادة ما تكون مستوحات من الواقع الجغرافي والتراث الحضاري للبلاد وذات دلالات اجتماعية وفكرية . هناك اكثر من دولة تضم علمها الهلال رغم كون الهلال يطل على فضاء دول العالم اجمع . ان علم دولة يونان يتكون من لونين هما اللون الازرق اشارة الى صفاء سماء اليونان واللون الابيض اشارة الى امواج البحر لكون دولة يونان تتشكل من عشرات الجزر منتشرة في البحر . وفي هذا السياق نشير الى ان احدث علم لاكبر واعظم مجموعة دولية تاسست قبل بضعة سنين هو علم دول الاتحاد الاوروبي والعلم ببساطة عبارة عن مجموعة نجوم في السماء بقدر عدد الدول المنضوية في الاتحاد الاوروبي . هناك علم يرفعه جميع ابناء المجتمع البشري في كافة انحاء العالم الا وهو العلم الابيض الرآية البيضاء , وهي ترمز الى السلام وفي حالة الحرب تشيرالى الاستسلام

عائدية العلم
فالعلم إذن هو شعار يرمز الى ارض جغرافية بكامل كياناته البشريه , انه نسيج اصيل تمتد خيوطه الى اعماق التاريخ تستنشق منه نسيم الوطنية وتستخلص رحيق المواطنة , وهنا ومن اقتران الوطنية بالمواطنة يولد الانتماء ليصبح رآية تغرس في الارض وترفرف عاليا في السماء لتحمي الوطن الاغر . ان الانتماء وعائدية الفرد والكيانات الحزبية والحكومات والقادة السياسيين والعسكريين هو للعلم وليس العكس وما تدخل صدام في تغيير معالم العلم الا ممارسة هجينة شنيعة شانه في ذلك شان مجمل سلوكه الاستبدادي القمعي الدموي المريع . لا يحق لاي كان وليس بامكان اي كان المس بقدسية مقام العلم او السمو عليه مهما طال الزمن او قصر وخير دليل على ذلك العلم العراقي كان يرفرف خفاقا فوق المحكمة الجنائية الخاصة وصدام يحاكم في قفص الاتهام
ان عراق ما بعد 9 نيسان بحاجة الى علم جديد يجسد الطور الجديد في المسيرة التاريخية لشعبنا المجيد الذي يسعى نحو تحقيق بناء الدولة الديمقراطية الفدرالية الموحدة ... ولحين الانتهاء من حياكة العلم الجديد بانامل عراقية يحمل بصمات كافة اطياف الفسيفساء العراقي نتسائل , اليس من الاجدر في الظرف الراهن ان يكرس قادة الدولة جهودهم في الغاء معادلة ما انفكت تثقل كاهل المواطن وترهق حياته وتزيد من معاناته اليومية ؟ معادلة شرعتها منظمة الامم المتحدة في العقد الماضي تحمل اسم النفط مقابل الغذاء واستبدلت المعادلة اليوم وبتشريع الحكومة العراقية لتحمل اسم النفط مقابل النفط ومشتقاته ! , ترى من هو المسئول عن هذا التردي ؟ , هل هو العلم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش