الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتقاد السيد الرئيس

مها حسن

2007 / 12 / 13
حقوق الانسان


بدا الرئيس الليبي معمر القذافي وكأنه قادم من كوكب آخر وهو يرد على أسئلة دافيد بوجاداس ، في المقابلة التلفزيونية التي أجراها معه لصالح القناة الثانية . ففي رد على بوجاداس حول ردود الفعل السلبية والاعتراضات الكبيرة التي انتقدت زيارة القذافي لفرنسا ، قال أنه ليس على علم بذلك ، وأنه استقبل استقبالا جيدا وحميميا . علما أن الانتقادات بدأت تعلو قبل وصول القذافي إلى الأراضي الفرنسية ، وفي نهار اليوم ذاته ، كانت قد خرجت تظاهرة قرب برج ايفل ، شارك فيها العديد من الشخصيات السياسية المهمة في فرنسا ، كسيغولين رويال وفرانسوا باريرو وبرتراند دولانوي ، منتقدين بشدة هذه الزيارة ، فكيف لم يسمع السيد الرئيس بكل هذا ، وليس لديه علم ؟

أيضا نفى القذافي ، وأيضا كما أنه يعيش في كوكب آخر ، متجاهلا الذكاء النقدي لدى الشعوب ، العربية منها والغربية ، إذ أنه نفى تماما أية محادثات جرت بينه وبين الرئيس ساركوزي حول قضايا حقوق الإنسان ، الأمر الذي جعل كلود غيان ، الأمين العام للرئاسة الفرنسية يشهد أن ذلك جرى أمامه ،إذ تحدث الرئيس ساركوزي ، ولمرتين ، مع الرئيس القذافي ، عن موضوع حقوق الإنسان .

وإذا كنت شخصيا أتفق مع مواقف الكثير من المعترضين على زيارة القذافي لفرنسا ، وأتضامن مع ما قالته وزيرة حقوق الإنسان، رماياد ، أن فرنسا ليست " ممسحة أقدام"، فإني أجد ان لهذه الزيارة ، حسنات ، ربما لم يلحظها البعض ، وهي حسنات تتعلق بالجانب العربي ، ولا حصة للفرنسيين في هذه الميزات . إذ أن جلوس القذافي أمام بوجاداس بهذا الهدوء ، والإصغاء إليه ، المفترض أنه أصغى ، والرد على انتقاداته ، هو أمر خارج عن السياق العربي .

لقد تطرق بوجاداس في مقابلته السريعة إلى نقاط مهمة ، هي تابوات لدى الزعماء العرب ، حيث سأله إن كان بالإمكان انتقاد القذافي ، مع أن القذافي أبدى تسامحا وتساهلا ، في أنه شخص عادي في البلاد ، وأن الشعب يقود البلد ، فإن سؤالا كهذا لم يكن متاحا لصحافي فرنسي على الأراضي الليبية ، أو لصحافي عربي ، أو ليبي ، في ليبيا .

أيضا نفى القذافي في المقابلة أي يكون ثمة أي سجين سياسي في ليبيا ، وكلنا يعرف حقيقة المعتقلات العربية .
أخيرا ، تكمن أهمية هذه الزيارة ، في الضجة التي أحدتثها ، والانتقادات اللاذعة الموجهة إلى حكومة ساركوزي ، وسلامة وصحة الروح الفرنسية المناهضة للديكتاتورية ، والفعالة لمواجهة أي خلل في ممارسة حقوق الإنسان ، ولاشك ، في وضع شخصيات هي تابوات في بلادها ، أمام كاميرات التلفزيون ، ومساءلتها بحرية . ربما يعي أحدهم ، بالصدفة ، أحد هؤلاء الديكتاتوريات ، أهمية ممارسة الحرية وثقافة النقد في بلاده ، ومع صحافته وشعبه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م


.. اشتباكات واعتداءات واعتقالات.. ليلة صعبة في اعتصام جامعة كال




.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن