الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديق شكسبير

علي كريم

2007 / 12 / 14
الادب والفن


كان الوقت حوالي السابعه صباحآ وكان الطقس يميل الى البروده قليلآ وكان أحمد يحمل دفتر محاضراته حيث كان متوجهآ الى كلية الاعلام_جامعة بغداد. التي هو احد طلابها
حيث للوصول الى اي هدف لابد من وسيله وكانت وسيلته باص النقل الصغير الحجم
فاستقل الباص وجلس في المقعد الخلفي الذي طالما احب الجلوس فيه بالقرب من النافذه على الجهة اليمنى وبعد مرور وقت لا يتجاوز الخمس دقائق حتى اتمت الحافله عدد ركابها فأنطلقت صوب الباب المعظم ...وحين كان يحاول اخراج الاجره من محفظته الخفيفة الوزن والقيمه في اغلب الاحيان واذا به يصدم بنظرات مرعبه صادره من شاب يجلس عكس اتجاه السير... عيون هذا الشاب رماديه اللون حقوده تعتلي وجه اعتاد أحمد ان يشاهد من اشباهه الكثير في مدينته... الى ان هذا الوجه كان اكثر قسوه واشد صرامه من اقرانه حتى ان هذا الشاب عند سماعه أغنيه من مذياع الباص قال مخاطبآ السائق بصيغة الامر ان يغلق المذياع لأن المطربين ومن يسمعهم اصدقاءآ للشياطين وبعد ان اغلق السائق المذياع عاد الشاب ليصوب نظرات حاده جدآ لأحمد.... فشعر أحمد بخوف وقلق كبير متساءلآ مع نفسه لماذا يرمقني بهذه النظرات المرعبه وهل يقصدني بسوء... واذا لم يكن كذلك فلماذا صار ينبهني الى (المسدس) الذي رأيته بيمين خاصرته... ولكنه استطرد لماذا الخوف اساسآ و ما الذي يخيفني وهل لدي ما يستحق ان اعاقب عليه واذا كان ذلك مجرد شكوك تدور برأس هذا المسلح المتطرف فهل سيعطيني الوقت للدفاع عن نفسي.. ولكن..
كيف يدافع عن نفسه من لا يعرف تهمته...

وفي لحظه شجاعه قرر أحمد ان يحول نظراته بأتجاه اخر..اي اتجاه كان... كي يتفادى هذه السهام التي تصوبها عيون الشاب ذو اللحيه المقززه... واذا بنظراته تستقر الى منظر يختلف عن المنظر الاول اختلاف الليل عن النهار فهذا المنظر عباره عن فتاة خارقة الجمال تجلس بجوار الشاب المتطرف...هذا هو الملاذ ..,قال بداخله وصار ينظر الى وجه الفتاة كعيون حبيب التقت بمن تحب بعد غياب طويل على الرغم من انه لم يكن قد شاهدها سابقآ... وهو لايعرف هل مواصلة النظر الى هذا الفتاة هو هروب من الشاب الذي جعل الاسئله تزدحم برأسه ام هو شئ أخر... هي من جانبها صارت تبادله النظرات وأن لم تكن بتلك الجرأه التي ينظر بها هو... وبحاله من النسيان أو التناسي للمشهد الاول يبتسم لصاحبة الوجه الجميل وهي تقابله بأبتسامه اكثر جمالآ واصدق تعبيرآ ...احمد صار أكثر جديه بنظراته وأصبحت نظراته تحقيقيه اكثر منها نظرات بريئه... الفتاة أصبحت أكثر اصرارآ منه لمواصلة(التحدي) بعيونها الجميله قبالة عيونه التي اتعبها السهر ودخان سكائر الاصدقاء وفي هذه اللحظات الوجوديه الصادقه واذا بالهاتف الجوال لصاحب (المسدس) يرن مرددآ انشودة (يلاكونه لو بيهم زود)
وعليكم السلام اهلا (مولاي) يقهقه بصوت عالي لا لا (لتوصي حريص ..الله وياك)......

أحمد في لحظة يأس... نعم انا المقصود والذي اتصل هو رئيسه يوصيه بأن لا يتردد بالتنفيذ ....
ورغم هذه المكالمه التي اشعرت أحمد باليأس الا انه لا زال في توحده مع وجه الفتاة الذي اختزل كل جمال الكون بصفاءه وبراءته
وفي هذه اللحظات يصل الباص براكبيه الى مرآب الباب المعظم ونزل كل الراكبين أولهم الفتاة وثانيهم صاحب المسدس
وبعد نزول احمد سار الجميع صوب المجمع الذي تقع فيه كليات جامعة بغداد
وكانت خطوات احمد مرتبكه بطيئه حتى صار خلف الجميع وعند الوصول الى ممر ضيق صار صاحب (المسدس) يسير بالقرب من الفتاة بمسافه حوالي المتر واذا باحمد يشاهد ورقه تسقط بينهم
ولايعرف لماذا ظنها كارت مكتوب عليه رقم الهاتف اسقطته الفتاة متعمده من اجله
حتى وصل ورفعه من الارض ولكنها لم يكن كارت الفتاة... بل كانت هوية طالب لصاحب (المسدس) مكتوب عليها الأسم .عبد الزهره مناتي عباس .كلية الأداب قسم الأنكليزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال