الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نداء من أجل الحرية

نضال درويش

2007 / 12 / 14
حقوق الانسان


إلى كل الحالمين بحياة جديرة بأن تعاش
إلى كل من يحلم من بلدي سورية بوطن جدير بمستقبله .
وإلى كل من احتفل بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في بلدي بطريقة مختلفة

" كلما تم اعتبار أي هدف محدد بمفرده كغاية قصوى للدولة ، سواء كان ذلك الهدف هو ميزة لأحدى الطبقات أو أمن أو سلطة البلاد أو السعادة العظمى لأكبر عدد من الناس ، أو دعم أية فكرة تأملية أو نظرية ، فإن من المحتم أن تصبح الحكومة في ذلك الحين حكومة مطلقة" اللورد آكتون.

إن تقد م الإنسان على مسار الحرية والتمتع بحقوقه وكرامته، بالمعنى التاريخي للكلمة ، يشبه الكرة ، التي كلما نمت وتوسعت، ازداد احتكاكها وتماسها مع السرّ ، أي الحاجة ، الذي يمارس الإغواء الأبدي، هكذا يتسنن بلا انقطاع الاشتهاء، الفضول الذي لا يشبع. وتتأكد محدودية الإجابة ، المستندة على الترسانة الأيديولوجية واستراتيجيات الرفض ، التي تحاول ، واهمة ، إشباع فضول السؤال المتنقل بكبرياء من فضاء إلى فضاء.
ومحاولة الإجابة في قمع السؤال ، ينكشف عن وثنية روحية ، وشيئة معرفية ، واستبداية سياسية، وتشير التصدعات في القشرة الجافة للمجتمع ، إلى الهوة التي فضحت يباس الاجابة وحيوية السؤال ، فتحت هذا السطح الخارجي الجاف والثابت والصلد ظاهريا للمجتمع، والذي يعقل يلجم بسلطة ، ثمة محيطات من المادة السائلة المائعة المسكونة بالسؤال والحاجة ، ما أن تتمدد بإغواء الشمس والنور، حتى تحيل هذه القشرة الجافة والصلبة إلى مزق ونتف صغيرة.
فحرب الإجابة في قمع السؤال ، هي حرب ضد الوجود، وماهية الوجود، ضد المعرفة وماهية المعرفة ، وضد الحرية وماهية الحرية ، وضد القانون وماهية القانون، وضد الإنسان وماهية الإنسان ، هي حرب ضد وطن يحلم بأن يكون جديرا بمستقبل أفضل .
والحماس الأعمى للإجابة ، هو في المقابل الحماس الأعمى لاحتقار السؤال ، واحتقار الآخر ، واحتقار المختلف بكل المعاني ، واحتقار للحق ، واحتكار واهم للحق والحقيقة ، واحتكار للمعنى ، واحتكار للوطن والوطنية، واستباحة مثلى للدولة والوطن والحلم والحرية والإنسان .
والحماس الأعمى للإجابة ، هو ، ضبطا، منافسة الله والمطلق، وتعبير عن وثنية الذات التي فقدت في روحها الله والمطلق ، وحولت نفسها إلى الله ومطلق ، وذلكم هو الاستبداد ، وشقاء البشر.لنعيش في مناخ من العبودية المحدثة ، والهمجية المحدثة ، والغابية ، ونستمر في تقديم الاضاحي البشرية ، بمناسبة الاعياد، على مذبح شعارات الاقنعة ، والاضاحي هم اليوم الحالمون من أجل الحرية ورغيف الخبز والفرح والشجرة ، وهو انحدار إلى مادون الدولة ، إلى ما دون المجتمع، وما دون الوطن ، إنه انحدار من الساحة إلى القصر ،وإلى مجتمع مملوكي نموذجه علاقة العبد والسلطان .وانحدارمن جماعة اجتماعية إلى جماعة كتلية قطيعية.
فالجماعة الكتلية القطيعية هي التعبير الأكثر وضوحا على استباحة السلطان، فكلاهما يمارس العادة السرية من أجل لذة تتوهم إنتاج مستقبل جدير بالعيش ، ويعيشان بتساكن مريب ، ويمارسان "حرية " ضد الحرية ، وضد الحق، وضد الديمقراطية ، وضد الوطن ، وضد المجتمع والدولة ،ويعتاشان على إعادة إنتاج متبادلة صعودا باتجاه الهاوية .
نعم علينا الاعتراف ، وبسبب من احتكار المعنى والشرعية والوطن والوطنية ورغيف الخبز والسلطة والثروة وقمع السؤال ، ونمو الفقر والجوع والقطيعية أفضل مزودي بيت السلطان بالخدم ،نعيش في جسد تنبعث منه الرائحة النتنة.هذا كله يجب أن يرى ، ويكشف ويعرّى ، لكي يكافح ويعالج ، ونرتقي في وطننا ضده.
نعم علينا كشف هذا المستور و المأساوي، لكي لا نستمر في التفسخ ، ويسيطر علينا المكبوت ، لأننا نحمل إمكانية السيطرة ، عندئذ ، عليه بالعقل و الحب، ونحمل إمكانية طرد الحرب خارج المدينة ، ونعيد الاعتبار للساحة إزاء القصر. فتعلمنا مسيرة البشرية المرّة ، أن الشرط غير الإنساني الذي نعيشه ، إنما يحمل في ذاته بذور حله .فالحرارة التي تدمر هي في الوقت نفسه فيض الحياة.
فالحرية والسؤال صنوان يصعدا معا ويتراجعا معا.
والحرية والقانون والديمقراطية والدولة وحقوق الإنسان ، ينتمون لأسرة واحدة ، وإلا العبثية والشر القابع في المكبوت.
وحده الوطن ، عائلة من نوع جديد ، عائلة غير نسلية ، بل أرضية مكانية تعاملية ،فهو منتج من صنع البشر ، وإنتاجه مستمرا، وحاضره ليس بديهية و أزلية ، هذا جذر و أساس ،علة وجود هذه العائلة الجديد ( الوطن ) هي الاختلاف ،والتعدد والتنوع والتعارض ، هذا يجب أن ينال الاعتراف من ناحية المبدأ والمنطلق،تاسيسا للحرية والحق والقانون والدولة والديمقراطية ، بدون هذا الاعتراف نحن دون كل هذا ، فالوحدة الدائمة تقتضي الاختلاف دائما ،هذا يجب أن يكون في روح كل منا وفي وعيه وضميره وفكره ،وبرنامجه السياسي، وإلا تحول التنوع والتعدد والاختلاف إلى كابوس يطال الجميع ، ولا يزيد حلمنا في الحرية إلا مزيدا من حلقات قيود تستمر في هتكنا،وننتقل من سلطان إلى سلطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية