الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ محمد المؤيد يمني تحتجزه أمريكا لأنه يفعل الخير

رداد السلامي

2007 / 12 / 15
حقوق الانسان


تقرير / رداد السلامي

الشهر الفائت غضب الشيخ محمد المؤيد الذي يقبع في سجن الولايات المتحدة الأمريكية والألمانية منذ 5 سنوات لأن ابنه زكريا أخبره في اتصال معه انه لم يتم توزيع البطانيات الشتوية لهذا العام على الفقراء وكان غضبه حسب تعبير زكريا على ذلك أشد من غضبه على الحكم الذي أصدرته محكمة 28 يوليو 2005، وقضت بسجنه 75 عاماً ودفع غرامة قدرها مليون وربع المليون دولار بتهم التآمر لدعم القاعدة وحركة حماس، وعلى مرافقه محمد زايد بالسجن 45 عاماً.
من الحب ما خدع أيضا ،حب الخير عاطفة نشأت معه منذ تربيته ولذلك فقد كان استدراجه عبر تلك" القوة" الجميلة التي استوطنت ذاته هي السبيل الوحيد أمام المخابرات الأمريكيةالـ(c.i.a) التي جندت عميلا يمنيا كالعنسي لاستدراجه من خلالها مقابل وعود أحرقته في النهاية ولم ينعم معها بخير .
يعرف اليمنيون أن الشيخ محمد المؤيد رجل أبعد ما يكون عن تهم لفقت ضده عنوة ويطلقون عليه لقب"أبو المساكين".. ولاعيب فيه غير أن قلبه مليء بحب الفقراء والمساكين، وعمل الخير سمة يمتاز بها وهو ما يبدو أنه لم ترضى عنه تلك الإدارة الامريكية التي لايعجبها فعل الخير !! ولذلك راحت بكل ما أُوتيت من أساليب الخداع لجرجرته مستثمرة عدائية عميل يمني استوطنت ذاته الكراهية والحقد فاستثمار الشواذ من البشر أينما وجدوا وتسخيرهم واستغلال أحقادهم وجشعهم لتنفيذ أهدافها عمل تجيده المخابرات الأمريكية بجدارة فائقة حد تعبير أحد السياسيين، وهو ما كان لها.. فقد اجتمعت كل هذه الصفات الأخلاقية الشاذة في العميل محمد العنسي .
الخير متواصل لم ينقطع بعد وإن كان "مركز الإحسان" الذي أسسه الشيخ محمد المؤيد يمر ببعض الأزمات بسبب غيابه الطويل إلا أنه مازال مستمرا يؤتي أكله كل حين ،
لمركز الإحسان "فرن" كبير تستفيد منه الأسر الفقيرة وترتاده الوجوه التي يغلفها الحرمان، ما أن دلفنا إلى ساحة توزيع "رغيف الخبز " –أمام الفرن- والتي تقع بموازاة المسجد حتى رأينا وجوها يعتليها الشظف والبؤس وملامح فيها من الحرمان ما يجعلك تشعر بالحزن أطفال ونساء وشباب وشيوخ كل هؤلاء لم يجدوا ملاذا للعيش غير هذا المركز الذي يكافح جاهدا لأن يفي بسد حاجاتهم من الرغيف والبطانيات والأضاحي .
ما يقارب 6500 حبة رغيف من الخبز يتم صرفها لــ 1850 أسرة فقيرة تتوزع على خمسة فروع في أمانة العاصمة وهي" مركز الإحسان الرئيسي ، فرع حزيز ، فرع الصافية ، فرع الخفجي ، وفرع شيراتون و يتكون من فرعي عمر المختار والمتاريب.
ويؤكد أحمد سعد –مشرف الفرن- أنهم يعانون من نقص في الكمية بسبب كثرة المقبلين الجدد من الأسر الفقيرة على المركز خصوصا في المشاريع الموسمية كـ"الاضاحي و البطانيات"
لم تتوقف مشاريع الخير ومحاولة توسيعها لتشمل قطاعا واسعا من الفقراء بعد سجن الشيخ المؤيد " لكن هناك معاناة واضحة يكابدها القائمون على المركز أفصحوا عنها بعد مضض فحين كان الشيخ محمد المؤيد موجودا كان يتم إنضاج 48 كيسا من الدقيق إلا أن غياب الشيخ أدى شحة الدعم لتنخفظ الكمية المستخدمة إلى 18 كيسا فقط بحسب المشرف أحمد سعد، إضافة إلى ارتفاع سعر الكيس الدقيق إلى 5000 ريال وهو ما شكل عبئا إضافيا آخر.
لكن تلك المعاناة المادية لم تستطع الحد من العمل المتواصل والدؤوب بجهد كبير و استيعاب عدد جديد من الاسر الفقيرة فالمركز يقوم بين كل فترات متباعدة ببحث ميداني لمعرفة الزيادة والنقصان في عدد الأسر المستفيدة وكذلك معرفة إن كان ثمة أسر جديدة من أجل استيعابها وتمكينها من الاستفادة من خدمات المركز ومشاريعه الخيرية.
كما تم البدأ بتوسيع نشاطات المركز الخيرية ففي محافظة ذمار تم عمل فرن للفقراء هناك ويقول زكريا المؤيد احد ابناء الشيخ محمد المؤيد "تفاعل الناس معنا هناك بشكل كبير كما أننا سنبدا عمل مشاريع في الحديدة وبعض المحافظات وإذا وجدنا دعم من المنظمات والداعمين سيتم التوسع ليشمل محافظات الجمهورية"
وعن ماذا يقدم المركز خلال هذه الايام واقتراب عيد الأضحى قال أنه يتم الان البدء بتنفيذ مشروع الأضاحي ومشروع البطانيات ، كما يتم إعداد مشروع جديد اسمه " وقفية أبو المساكين " وهو عبارة عن مبنى بجانب الفرن يتكون من 4 ادوار في كل دور 4 شقق لكي يتم صرف عائداته المالية للمركز وهو الآن باديي للتسويق ويكلف 150 مليون ريال"
أحدى المباني الكبيرة يتبع المركز وتستأجره الحكومة كمدرسة غير أن أحد أبناء الشيخ المؤيد يقول ان الحكومة لم تسلم إلى الان أيجار المبنى.
لا يهتم الشيخ محمد المؤيد كثيرا بذاته ووضعه فقد أفصحت كثير من الرسائل التي يبعثها إلى أهله عن ذلك غير أن اهتمامه يتركز حول المركز وماذا يقدمه للفقراء والمساكين وكثيرا ما يغضب إذا تعثر مشروع خيري أو لم ينفذ يقول أن الرسالة التي تلقتها الاسرة مؤخرا من والده كانت تتركز حول التبيه بإنجاز المشاريع الخيرة وكذلك توسيع أعمل المركز بسبب ازدياد الطلب وحاجة الناس .
وقال زكريا " حينما علم الشيخ أن بطانيات هذه السنة لم توزع استاء كثيرا وكان استياءه ذلك أكثر من استياءه على الحكم الذي صدر ضده"!!
وعما إذا كان والده يتصل بهم قال زكريا أنه لا يسمح للشيخ المؤيد بالاتصال بهم إلا مرة في الشهر ولمدة لا تتجاوز الـ15 دقيقة ويتم حصر مكالمته تلك في الحديث عن أمور الأسرة وإذا تطرق للسؤال عن أوضاع البلاد أو تطورات قضيته يتم قطع الاتصال عنه ويحرم من الاتصال لاحقاً"
وحين سألناه عن طبيعة الحكم الذي سيصدر بشأن قضية والده قال انه لا يعلم عنه شيئا ، وأضاف "لنا أمل في الحكومة الامريكية ولن يحكموا بأكثر مما حكمت به المحكمة الابتدائية"
غير أنه أبدى عدم اطمئنان من جهته حين قال انه لاتوجد مؤشرات تبعث على الاطمئنان بأنه سيتم الإفراج عن والدي
ووصف زكريا المحاكمة الأمريكية لوالد بأنها مهزلة وأن هذه المحاكمة إذ لم تنتهي فإن الوضع سيخرج عن السيطرة وسيتحمل عواقبها الجميع لأن ما وجهته هذه الإدارة ضد والده –حد قوله- تهم باطلة وسياسية نوعا ما ولا فيها شيئا من الصحة.

---------------------------------
*كاتب وصحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تدرج الأمم المتحدة إسرائيل في -قائمة العار-؟


.. مراسل العربية: الدبابات الإسرائيلية تطلق قذائفها تجاه النازح




.. أخبار الصباح | إسرائيل قد تصبح على القائمة السوداء للأمم الم


.. كيربي: لا نؤيد فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية في حال




.. رقعة | المواصي تزدحم بخيام النازحين من رفح