الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وليد جنبلاط وثقافة الحياة

مهدي سعد

2007 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما يميز الفكر التقدمي الاشتراكي عن سواه من النظريات والأيديولوجيات السياسية هو استيعابه للمستجدات والمتغيرات التي تطرأ على العالم وانفتاحه على منجزات وابتكارات العلم الحديث. فقد استطاع الحزب التقدمي الاشتراكي منذ تأسيسه وعلى مدار أكثر من نصف قرن أن يلائم نفسه مع مختلف الأحداث التي عصف بلبنان والمنطقة خلال العقود السابقة بالرغم من تغير موازين القوى والمعادلات الدولية.
فالميثاق الذي سطره المعلم كمال جنبلاط للحزب سنة 1949 جاء خميرة أفكار وفلسفات كثيرة انتشرت حينها وقبلها، وقد حرص المعلم على أن يضمِّنه أحدث النظريات وأمثلها للبنان الذي أراده بلدًا ديمقراطيًا علمانيًا عربيًا مستقلا ً يحمل صبغة اشتراكية. وكان لممارسته السياسية والاجتماعية ولنضاله الوطني التقدمي الأثر الكبير على الساحة اللبنانية والعربية، إن كان من حيث الثقل المعنوي الذي شكّله أو المشاريع الإصلاحية التي سعى إليه ونفذها.
وجاء خلفه في رئاسة الحزب وقيادة الحركة الوطنية الزعيم وليد جنبلاط ليكمل مسيرة الحرية والعدالة والمساواة عبر نضال طويل كانت أبرز مراحله حرب الجبل سنة 1982 ، وتوجه بقيادته المظفرة لثورة الأرز في وجه الفاشية السورية ونظام الوصاية والإرهاب الذي أقامته في لبنان فكانت مشروعًا لثقافة الحياة في وجه قوى الظلم والقهر والموت.
وليد جنبلاط حامل راية لبنان المستقل يريد لبنان وطنًا حقيقيًا لجميع أبنائه يوحدهم نظام ديمقراطي تعددي يكفل حقوق كافة المواطنين بدون تمييز في الدين والعرق واللون. يريد دولة قوية عادلة يحكمها القانون والمؤسسات لا الإقطاع والمليشيات. يريد لبنان واحة للحرية وبلدًا تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة . باختصار يريد لبنان وطنًا للحياة.
وليد جنبلاط يسعى "إلى بناء مجتمع على أساس الديمقراطية الصحيحة تسود فيه الطمأنينة الاجتماعية والعدل والرخاء والسلم والحرية، ويؤّمِن حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة" (ميثاق الحزب).
ثقافة الحياة التي ينادي بها جنبلاط ويسعى إلى تجذيرها في لبنان وشعبه لا تروق لهؤلاء السفلّة المنحطين الذين يسعون إلى القضاء على الصيغة اللبنانية التعددية ويحاولون بشتى الوسائل الانقضاض على الدولة اللبنانية التي تشكل الضمانة الكبرى لبقاء هذه الصيغة الفريدة في المشرق العربي. فبين الحين والآخر ينبري بعض المهووسين الانهزاميين من إسلاميين وقوميين ويسارجويين وعونيين وغيرهم لشن هجمات بائسة على الأستاذ وليد جنبلاط ملؤها الحقد والكراهية لشخصه ولما يمثله من قيم ومبادئ وطنية تحررية تشكل نقيضًا صارخًا لأفكارهم المتهالكة التي لا تلائم روحية العصر وتقف سدًا منيعًا في وجه مشاريعهم الجهنمية التي تهدف إلى تدمير بنية الدولة اللبنانية والإجهاز على نظامها الديمقراطي.
مهما كانت التحديات صعبة والعقبات كأداء في وجه انتفاضة الاستقلال فلا بد لثقافة الحياة أن تسود وتنتصر ليكون اللبناني مواطنًا حرًا واللبنانيون شعبًا سعيدًا كما وعد كمال وكما يريد وليد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة