الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقلية المسيحية العراقية كيف عاصرت الملكية والجمهورية وما ينتظرها الآن

خالد عيسى طه

2007 / 12 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


دردشة على فنجان قهوة

هم أتباع السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، يلتزمون بالتسامح كما أمر به ويشاركون في بناء مجتمعات تواجدهم بالتي هي أحسن، فليس لأي فرد منهم مطمع برئاسة الجمهورية أو أي منصب.
هم فئة منهم الغني والفقير، والمثقف والأمي، والراعي والوطني ومن يعمل في دوائر الأمن، وبأعتبارهم ليسوا طبقة فلا يشعرون بالتفاوت الطبقي كمسيحيين وقد يشعرون به كأفراد. لذا كان منهم في الصف اليساري ووصل الى حد أن يؤسس الحزب الشيوعي العراقي وهو الرفيق داود سلمان الملقب " فهد "، وكان المسيحيون في تشكيلة كل قيادة شيوعية منهم جورج تلو، داوود الصايغ، كامل قزنجي وعشرات غيرهم، وحلوا الحزب ودافعوا عن مصالح الشعب. كانوا أيام الملكية الدستورية في دعة من العيش انهم مسالمين بطبيعتهم يفضلون العمل على المشاكسة، فبرز منهم فحول في القانون منهم أنطوان شماس، مرزوق شماس، انطوان جرجي، ومن القضاة جودت سليم، فرنسيس شماس، حكمت صادق أيوب، فسطل، نجيب سيبي والدكتور أسحاق بيشون وما أكثرهم. وقد نجحوا في الطب وحسب ما تسعفني ذاكرتي منهم الدكتور جوبليان، الدكتور حضاري، والدكتور يوسف عقراوي. وكذلك في الهندسة وخاصة المعمارية منها.
أما في التجارة فمنهم فائق عبيدة وكيل مرسيدس، وسيمون كربيان مصرف خطوط البواخر، ونوري لامسو، ونوري عبيدة، فأنهم كانوا يأتون بعد اليهود قبل التسقيط والسفر بأعتبارهم فئة مثقفة بلغة التخاطب التجارية، وكانوا جسرا مهما مع تجارب العرب عموما.
لم يكن للملكية أي ضغط على الفئة المسيحية مطلقا، فعلى العكس أوصلوا بعضهم المعارضة الى مجلس النواب مثل قدوري قدوري ولطيف حكيم، وكانوا يملئون النوادي الجتماعية والرياضية وخاصة نادي العلوية ونادي المشرق الخاص بهم، كانت حفلات أعراسهم صاخبة بهدوء وليس لهم عادات الغير في اطلاق النار في ليالي الزفاف الذي يذهب ضحيته الكثير من الأبرياء.
يحس من يعاشرهم بأحترام للصداقة ويحترمون هذه العلاقات بل ويذهبون أبعد أن يشاركوا من يثقون به في تجارتهم، فقد قام المرحوم فائق عبيدة وكيل مرسيدس أعطاني مجانا نسبة عشرة بالمائة ونفس حصة أم الأولاد من الوكالة وكنت مخلصا معه وكان كريما معي.
وكان لهم تأثير على المسلمين الذين هم الأكثرية يشاركون من أعياد رأس السنة وعيد االأيستر وعيد الصعود بنفس الأندفاع وربما يزيد، ونجد التواجد الأسلامي في حفلات النوادي بنسبة عالية من المسلمين رغم ان الأعياد مسيحية، وهذا يدل على عظم المحبة والتمازج في هذه الفئة. ولم تبخل هذه الفئة بالعطاء للعراق والوطن، فقد حاربوا في صفوف الجيش وعملوا ضد الكوارث الطبيعية، وأعطوا المال الكثير للفقير ولنصرته، وأعرف الكثير منهم يعطي لفقراء المساجد بقدر ما يعطي لفقراء الكنائس وحسب ما أخبرني به المغفور له القس باكوس.
وكانت هذه الفئة ذكية في السيطرة على الأقتصاد الوطني تدعمها الكوادر المستمدة دراستها من خارج الوطن للأعمال المصرفية وبرز منهم الكثير في هذا المجال، ولم يأتي هذا من فراغ اذ ان العوائل المسيحية حريصة أشد الحرص على تخرج أولادها من الجامعات، ولن تغيب عن الذاكرة الفئة التي كانت تعمل في نادي العلوية من ادارة وعناية وخدمات للمشتركين، هؤلاء جميعا حرصوا على تخريج أولادهم من الجامعات ومنهم من برز في اختصاصاتهم أيما بروز حتى صار يشار اليهم بكل فخر.
ان كلية بغداد اليسوعية التي تأسست سنة 1936 والواقعة في الجزء الشمالي من بغداد في محلة الصليخ كانت من أبرز المعاهد العلمية التي أضفت على خريجيها على القدرة على التفهم وعلمت طلابها الأستقصاء العلمي لأي بحث سواء كان علميا أو انسانيا، وقد أكملت حلقة النضوج العلمي يوم افتتحت جامعة الحكمة في الجزء الجنوبي من بغداد في أراضي الخضيرية، وكم كان فخري عظيم حين كلفت بتحصيل الأرض وأكمال المراسيم القانونية وتسجيلها بأسم الآباء اليسوعيين، وليت شعري لأن يعود هؤلاء المدرسين ليواصلوا تعليم الجيل الجديد.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته