الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طنجة: -النهج الديمقراطي- أم -النهج المخزني-؟!

ليلى محمود

2007 / 12 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إننا متمسكون بالتنسيقية كمكسب تنظيمي للجماهير الكادحة وطلائعها المناضلة، ضد كل محاولات الاجهاض والنسف والتجاوز سواء على المستوى المحلي أو الوطني، فالغلاء قائم وسياساتهه قائمة، وإما نكون أو لا نكون.

و. السرغيني



لقد أصبح تعبير "المخزن" حاضرا في كل أطروحات حزب "النهج الديمقراطي"، بما يشكل من تضليل وتمييع للمفاهيم على المستوى النظري ومدخلا وتبريرا للمراجعة والمهادنة على المستوى السياسي، من "المافيا المخزنية"، "النظام المخزني"، الاقتصاد المخزني" و"المؤسسات المخزنية".. إلى ما سمي حديثا لدى أعضاء "النهج" بطنجة بـ"الصحافة المخزنية".

فتحت ذريعة "مخزنية" الصحافة المحلية بطنجة، انسحب الفرسان الثلاثة من أعضاء حزب "النهج الديمقراطي" من التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وارتفاع الأسعار. بعد أن تناولت هذه الصحف نشاط حركة مناهضة الغلاء والتنسيقية المحلية، مسلطة الضوء على الفاعلين الحقيقيين داخل هذه الحركة، وبشكل خاص مناضلي جمعية أطاك المغرب لمناهضة العولمة الرأسمالية الذين بادروا إلى تفعيل النضال ضد الغلاء سواء عبر الندوات واللقاءات الجماهيرية أو الإحتجاج الميداني إلى جانب الجماهير المتضررة من السياسات الطبقية التفقيرية. هذا في الوقت الذي لم يكلف فرساننا أنفسهم عناء طبع أو توزيع منشور واحد يدعو للمشاركة في الوقفة التي دعت لها التنسيقية المحلية إبان تواجدهم بها، بل كانوا يفكرون في فشل الوقفة قبل نجاحها، في الانسحاب قبل التحدي وفرض الاحتجاج، اعتبروا أن حديث الصحافة عن اعتقال مناضلي أطاك أثناء توزيع المناشير بأحد الأحياء الشعبية، تأكيد لطبيعتها المخزنية!! فهل كان المطلوب السكوت عن الاعتقال؟ أم السكوت عن انتماء المعتقلين؟ حتى تصبح الصحافة جذرية جدا، كما هو الحال مع فرساننا!!.

انسحبوا ولسان حالهم يقول إما نكون أو لا تكون التنسيقية! في محاولة خسيسة لإجهاض عمل هذه الأخيرة.

منذ هذا الانسحاب "المخزني" والذي لم يكن انسحابا من التنسيقية فحسب، بل من الميدان، ميدان النضال والاحتجاج، فلم يقم حزب "النهج" بطنجة أو أي من توابعه الجمعوية والحقوقية أو غيرها بأي مبادرة في اتجاه النضال ضد الأوضاع المأساوية التي يعيشها الكادحون بالمدينة منذ 24 أكتوبر تاريخ الانسحاب إلى الآن، اللهم تلك المحاولة المرتجلة والخجولة يوم العاشر من دجنبر التي غاب عنها الداعون والمدعوون!!

في المقابل استمرت التنسيقية في عملها الكفاحي ضد سياسة الغلاء وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات العمومية، من خلال تسطيرها وتنفيذها لبرنامج نضالي ضم لقائين جماهيريين، إضافة إلى الحضور الفعال إلى جانب تلاميذ ثانوية أبي العباس السبتي في وقفة احتجاجية أمام بوابة ثانويتهم فيما نظمت تسع وقفات أمام بوابات مقرات شركة أمانديس الاستعمارية المستفيدة من نهب جيوب الكادحين من خلال التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء، إضافة لوقفتين احتجاجيتين جماهيريتين بقلب المدينة بساحة الأمم يومي الأحد 2 دجنبر والاثنين 10 دجنبر 2007. هذا، فضلا عن الحضور والمساهمة الفاعلة في الندوة الوطنية بالرباط بتاريخ 11 نونبر 2007.

لقد شكل انسحاب ما تبقى من أعضاء حزب "النهج" من التنسيقية فرزا حقيقيا بين خيار النضال وخيار المهادنة، بين خيار الارتباط بالجماهير الكادحة وخيار الانعزال النخبوي. ولم يكن الحديث حول "مخزنة" الصحف التي غطت أنشطة ونضالات حركة مناهضة الغلاء سوى مشجب يعلق عليه فرسان "النهج" ترددهم ومهادنتهم وعجزهم. فبعد الجعجعة التي قاموا بها ظاهرا حول تقارير الجرائد وباطنا من أجل إجهاض التنسيقية المحلية.

فحاولي أسبوع قام فرساننا "الجذريون جدا" بنشر بيان ثم تقرير حول يوم دراسي بنفس الصحف التي أقاموا الدنيا وأقعدوها بسبب "محزنيتها".. فهل أصبح "النهج" أخيرا "مخزنيا"، ويتعامل مع "المخزن"؟! أم أن صفة "المخزنية" قد رفعت عن هذه الصحف فجأة ودون سابق إنذار؟! إنها قمة التيهان والميوعة السياسية، إنها الانتهازية في أبشع صورها.

لقد اصطف فرسان "النهج" بطنجة في الجانب الآخر لنضالات الجماهير الكادحة بقيادتها المكافحة التي لا ترتعد لا للاعتقالات ولا للتدخلات القمعية ولا لحملات الدعاية الكاذبة الرخيصة. موزعين الأدوار بين من يتفرج ويتابع من بعيد لتطورات حركة النضال ضد الغلاء، وبين من يهاجم كل الخطوات النضالية والمناضلين المبدئيين ولعل التهمة هي "المخزنية"!! أو ما شابه من سكرات ما قبل إعلان الوفاة نهائيا.

دون أن نغفل محاولات الانفلات من هذا المستنقع الذي عبر عنه بعض الرفاق بمبدئية في حضورهم لوقفة التنسيقية الاحتجاجية يوم 10 دجنبر، لكن واقع الهجوم المكثف على القوت اليومي للكادحين، وتطور حركة الاحتجاج والنضال وتوسعها بالمدينة يتطلب أكثر من ذلك بكثير.

ليلى محمود

14/12/2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انحطاط
said ( 2011 / 9 / 15 - 00:52 )
مستوي المدعو وديع لا يستحق حتي الرد انتم من فضلتم الانعزال علي الجماهير و ضللتم في وقفاتكم البئيسة التي لا تتعدي العشرات في وقت تعرف فيه طنجة حراكا بعشرات الالاف و علي راسها النهج.
عموما لاسيضل النهج صامدا مكافحا و ستضل جماعتكم بئيسة منحطة


2 - انحطاط
said ( 2011 / 9 / 15 - 00:52 )
مستوي المدعو وديع لا يستحق حتي الرد انتم من فضلتم الانعزال علي الجماهير و ضللتم في وقفاتكم البئيسة التي لا تتعدي العشرات في وقت تعرف فيه طنجة حراكا بعشرات الالاف و علي راسها النهج.
عموما لاسيضل النهج صامدا مكافحا و ستضل جماعتكم بئيسة منحطة

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24