الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاكسي خالد الخميسي وتاكسي البصرة

فارس الكامل

2007 / 12 / 17
كتابات ساخرة


تاكسي أو ((حواديت المشاوير)) هو آخر ما كتبه الكاتب المصري خالد الخميسي وهو حاصل على شهادة في العلوم السياسية من جامعة السربون وله عدة مؤلفات اجتماعية وسياسية واستطاع هذا الكتاب أن يبيع أكثر من ثلاثين ألف نسخة ، التقيت بالكتاب في طبعته السادسة في جناح دار الشروق المصرية في الدورة الثانية والثلاثين بمعرض الكويت للكتاب وهو عبارة عن حوارات جرت مع مجموعة من سائقي الأجرة التي أدمن الكاتب على محاورتهم عن عمد بروح الباحث الاجتماعي والذين يمثلون بدورهم ترمومترات الشارع المصري بلا منازع وحوارات الكتاب مكتوبة بلغة الشارع الثرية بالتعابير الحية المتجددة التي تعكس نبض وهموم الإنسان العادي الذي تم سحقه بالكامل بعد سياسة الانفتاح في طورها السبعيني ومن ثم سياسة الخصخصة الممتدة من الثمانينات إلى الآن.
وبعد انتهائي من قراءته استذكرت ما دار بيني وبين سائق التاكسي الذي استأجرته قبل شهر تقريبا من العشار الى حي الأندلس في مدينة سقوط الرأس البصرة التي اواضب على زيارتها كي استنشق عطر المكان واستعيد ذكرياتي فيها ومن حسن حضي إنني استأجرت سائق شاب ثلاثيني يقال له بصراوي أصلي أي انه يعرف مناطق البصرة ومسمياتها القديمة والجديدة واقسم لي بأغلظ الأيمان انه شاهد (جرادغ التمر) المطلة على نهر الخورة وتسوق مع أباه من( كاسكا وسيروان )الملابس وكيف اقترف جريمة قطع القرنفل من حديقة الأمة وكيف عبر مع أخته الكبرى (الطبكة) ذاهبا معها إلى التنومة في رحلة جامعية ويتذكر جيدا كيف أخذته أمه كي تشتري لها حذاء كعب عالي من (زبلوق) وانه أصر أن يشتري هو أيضا حذاءا رياضيا من (عراق سبورت) وكيف إن صورته كانت معلقة في واجهة محل المصور( فينوس) لأكثر من سنة في بداية الثمانينات .
فتحت الحديث معه وسألته عن سعر سيارته (البطه)المحورة بالضرورة ليقاطعني بأنها تحوير إماراتي مضبوط وان سعرها يتجاوز مثيلاتها بما لايقل عن خمسمائة دولار وانه خريج كلية الزراعة جامعة البصرة ولم يجد له عمل باختصاصه لأنه وكما قال لي بالحرف ( انه مستقل ومثل ما تشوف كثيرة أحزاب وشويه الحياطين ) وان شغل التاكسي ( به خبزه ) وشغله سهله وماتحتاج لا حزب ولا خبرة فبمجرد أن تجيب الزبون عندما يسألك عن الاجره ( بكيفك ) يصعد الزبون مباشرة وهذا ما فعله معي . كل هذا الحديث جرى في المسافة الواقعه بين سوق (حنا الشيخ و تمثال أسد بابل) بسبب الازدحام الشديد ووقوف السيارات بصفين وفجأة توقف الحديث وقال لي بالحرف الواحد ((شوف...شوف... حتى أسد بابل فجروه عبالك راح يغيرون اسم الساحة إذا فجروا التمثال اشو فجروا أبو جعفر المنصور وبقى اسمها ساحة أبو جعفر المنصور وصدام هدم الجندي المجهول مال هذا المعماري ماادري شسمه الجادرجي ( رفعت الجادرجي) وبقوا أهل بغداد يسمونها ساحة الجندي المجهول ومرت السنين وطيحوا تمثال صدام بنفس الساحه ، عبالهم راح يغيرون اسم ساحة أسد بابل ، يله ميخالف خلي يرجع الأسد لأهله بالحله احسنله ومادايم غير وجهه الكريم )) استمر الحديث على هذا المنوال حتى صحت نازل مجاور بهو الاداره المحلية وقلت له مودعا (( انته ملحك على البهو)) فضحك وسار لكي يصطاد له راكب جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس