الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النشطاء الأمازيغ في قلعة مكونة يعتزلون

مصطفى جليل

2007 / 12 / 17
كتابات ساخرة


أمر عادي و طبيعي أن نسمع عن اعتزال أحد لاعبي كرة القدم أو اعتزال فنان من الفنانين ، لكن الغريب هو اعتزال النضال وهي الظاهرة الجديدة التي بدأت بالظهور وسط النشطاء الأمازيغ في قلعة مكونة ، الظاهرة التي بادر إلى إطلاقها أحد قدماء المناضلين الذي كان بمثابة المثل الأعلى في النضال و الدفاع عن الحقوق الأمازيغية ، و الذي كان رائدا في العمل الثقافي من خلال التوعية و تأطير المناضلين الشباب سواء عبر المدرسة باعتباره معلما أو عبر عدد من الجمعيات التي في تأسيس بعض منها .
إعتزلت هكذا كان جواب هذا المناضل في وقت من الأوقات عندما طابت منها إحدى الجمعيات الفتية المساعدة ، ليصرح للحركة الأمازيغية بل للشعب الأمازيغي و المغربي كله ، عن تخليه عن القضية و تخليه عن النضال و تنكره لماضيه الحافل بالأنشطة في سبيل إبراز الثقافة الأمازيغية .
لم يأت جواب المناضل عن فراغ أو إثر كابوس مفزع ، إنما جاء إثر صدمة سياسية كبيرة استطاعت أن تزحزحه عن توجهاته و مواقفه ، الصدمة التي أتت بعد إعلان نتائج الإنتخابات التشريعية الماضية ، عندما تبين أن حزب التفاح لم يحصل على شيئ و أن استثمار السنسن من النضال الزائف و الحملات الإنتخابية الإستباقية التي أطلقها منذ نشأة الوعي الأمازيغي في المنطقة قد ضاعت سدى . و لم يجد مواساته إلا في مقاطعة العمل الثقافي و النضالي في المدينة ، كعقاب لأبنائها على عدم تصويتهم لصالح رمز التفاح .
من بين الشعارات التي كان يتغنى بها الفقيد نضاليا ، عدم المشاركة السياسية ، مقاطعة الإنتخابات ، ليجد نفسه فجأة وسط شراكها و ليتحول من مناضل من أجل حقوق الشعب إلى مناضل من أجل ورقة الإنتخابات ، و من داع للمقاطعة إلى داع للمشاركة ، في الوقت الذي كانت فيه تنسيقية أيت غيغوش تقوم بأشكال نضالية متعددة في سبيل إسماع صوتهم و تأكيد مقاطعتهم للإنتخابات .
تحت تأثير سحر صندوق الإقتراع إذن و العلبة السياسية الضيقة – التي لا تسع سوى لحزبين- اضطر المناضل لاعتزال النضال و مقاطعة الماضي و الذات ، ليبقى وفيا أكثر للأوراق الإنتخابية و لصندوق الإقتراع ، و ليبقى النضال مجرد شعار يأخذه البعض للشهرة و لتبقى القضية الأمازيغية مجرد بقرة يحلبها المارون في الطريق ، ووسيلة للوصول إلى أهداف و مآرب شخصية ، و من هذا المنطلق يبقى الممثل الشرعي و الوحيد للقضية الأمازيغية و لمطالبها العادلة هو الحركة الثقافية الأمازيغية داخل أسوار الجامعة التي مازال سجناؤها السياسيون يفبعون داخل سجون المخزن المغربي ، و من هذا المنبر أوجه لهم تحية النضال و الصمود ، كما أدعو الجمعيات و المنظمات الحقوقية للتدخل من أجل إيقاف الحملة الشرسة الممارسة ضدهم و ضد كل مغربي يدافع عن حقوقه و كرامته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو