الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية3

عبدالاله سطي

2007 / 12 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


هل هي نظرية بطاقات الدومينو تهب على المشهد الحزبي بالمغرب؟

ندشن القول في هذه المقالة بتوضيح ما نقصده بنظرية بطاقات الدومينو أو كرات الثلج أو ما ينعت بالعدوى، وهي نظرية يقصد بها تفسير مدى التـأثير الذي يحدثه تغيير قد يحصل في بيئة معينة على محيطه، الذي يشترط أن يكون له علاقة بنيوية أو انتماء ثقافي أو جغرافي أو أيديولوجي بذات البيئة. حيث في هذه الحالة تكون المتغيرات والتحولات التي تصيب الأول بداية تحرك بطاقات الدومينو التي آليا تسقط اتباعا. وبإسقاطنا لهذه النظرية على المتغيرات التي يشهدها الوضع الحزبي هذه الأيام في بلادنا وذلك بانسحاب قائدين/أبين حزبيين مت مسؤولياتهم الحزبية لاعتبارات فرضتها الدينامية التي يمر بها المشهد السياسي المغربي الحالي. فبمجرد ما استقال محمد اليازغي أمين عام حزي الاتحاد الاشتراكي سابقا،سوف يليه أحد شيوخ العمل الحزبي بالمغرب المحجوبي أحرضان من قيادة حزب الحركة الشعبية التي تربع على ميامينها منذ لأكثر من أربعة عقود، حتى أصبح إسم الحركة الشعبية مقرونا بإسم المحجوبي أحرضان.فهل يمكن اعتبار استقالة هاذين الهرمين /لكثرة ما عمرا بداية لانتشار عدوى رياح تصحيح مسار النخب السياسية؟ هل هي حقا كرة الثلج التي بدأت بالتدحرج حتى تأخذ معها كل مثالب العمل السياسي بالمغرب أخذة بدون رجعة؟ أم هي مجردات واقعتين منفصلتين عابرتين حكمتها ظروف ذاتية أكثر ما هية موضوعية؟
هذه الأسئلة تحيلنا على ملاحظتين:
الملاحظة الأولى: هي كون هذه الاستقالات جاءت فقط لضغوطات داخلية استعصى حلها سوى بالابتعاد عن القيادة لتهدئة الأوضاع. وهذا يفسر بعنصرين:
العنصر الأول: إن استقالة محمد اليازغي لم تأتي نتيجة صحوة ضمير من هذا الأخير على الوضعية التي آل إليها الحزب، بل هي ضغوطات حثيثة من من لم يستفيدوا من كعكة الاستيزار وتوزيع المنافع بعد أن قرر الحزب المشاركة في الحكومة الحالية. فقد شكلت جبهة قوية بعد هذا الحال حتى تشوش ما أمكن على المشاركة حزب الاستقال في العمل الحكومي. وهذا ما يفسره معارضة فريق الحزب على خفظ الضريبة على الشركات في القانون المالي الأخير. ونفس الشيء يمكن تفسير انسحاب المحجوبي أحرضان الذي يرجع له الفضل في عدم انسحاب الحزب من المشاركة في الحكومة في آخر لحظة. مما دفع لنوع من الاستياء من طرف مجموعة من أعضاء الحزب لدرجة دفعت بعض النواب من هجرة الحزب نحو أحزاب أخرى.
وبالتالي قد يكون من الأبعد بمكان من الكلام على نظرية بطاقات الدومينو في المغرب. وذلك لأن الخلل بنيوي، فإن كان في تغيير القيادات قد يشكل تغييرا على شكلية تسيير الأحزاب فإن البنية والتربة التي تشتغل في خضمها هذه الأخيرة تحتاج أيضا إلى التغيير.
العنصر الثاني: إن العمل الحزبي في المغربي لم ينضج بما فيه الكفاية حتى يمكن الحكم عليه بالتطور والتغيير. فلا زالت سياسية توزيع المصالح والمنافع هي المتحكم في تسيير دوالب العمل الحزبي. ومن يخرج من دائرة الاستفادة يشكل جبهة تجاه الأخرين المستفدين كنوع من الانتقام، وهذه المعادلة الغريبة تجعل مسألة التحديث السياسي عملية شرطية وضرورية للنقلة النوعية نحو الأفضل...
الملاحظة الثانية: يمكن أن نبتدئها من الجملة الأخيرة المتعلقة بالتحديث السياسي. الذي يشترط فيه رزنامة من العناصر يمكن اختصارها في إثنين:
العنصر الأول: إصلاح العقليات، والتي تعني إصلاح المراد من العمل السياسي، والانتماء الحزبي. الذي أصبح قنطرة نحو تحقيق النفوذ والمصالح الضيقة...
العنصر الثاني: إصلاح المنظومة الهيكلية للأحزاب السياسية بشكل عام. والتي نقصد بها إعادة تركيب مفهوم الحزب في المغرب، وموقعه داخل اللعبة السياسية.ثم الإنتاجية التنظيرية التي أصبحت تعاني عقما لا في تصور الحياة السياسية، ولا في المساهمة في تفكيك النظام السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس